تابع "تيار المستقبل"، بزعامة رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، حربه الكلامية على "حزب الله"، بسبب أزمة العلاقة بين لبنان والدول العربية، واحتجاجاً على مواقف الحزب المعادية للمملكة العربية السعودية.
فقد دانت "كتلة المستقبل" النيابية، عقب اجتماعها الأسبوعي، "تَمادي أمين عام الحزب، حسن نصرالله، في إطلاق التهجمات والافتراءات على السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي، وباقي الدول العربية"، مشيرة إلى أنّ كلام نصر الله "يعكس حالةً من التوتُّر والصَلَف التي يعيشُها حزبُ الله، والمسؤولون فيه، على الرغم من الادّعاء المتكرر بتحقيق الانتصار تلو الانتصار".
واعتبرت الكتلة أنّ نصر الله وحزب الله يستمرّان في إلحاق الضرر بلبنان، و"يضربان مصالح اللبنانيين، ويخربان حاضرهم ومستقبلهم، عبر إقْحامهم بصراعاتٍ مفتوحةٍ مع محيطهم العربي، وعبر القيام بأعمال إرهابية وإجرامية، بتحويل حزبه إلى مليشيا غِبَّ الطلب، وبندقيةٍ للإيجار تتنقَّلُ من مكان إلى آخر في خوض الحروب الأهلية، انطلاقاً من سورية، مروراً بالعراق، وصولاً إلى اليمن، وغيرها في المنطقة العربية وخارجها".
ودعت الكتلة "حزب الله" إلى إجراء "مراجعة جدية وعميقة لانحرافه عن مواجهة العدو الإسرائيلي"، وطالبته بالعودة إلى لبنان وإلى كنف الدولة، بدلاً "من استمراره في التحول إلى أداة يستخدمها الآخرون لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وتحويل سلاحه غير الشرعي إلى الأماكن الخاطئة".
اقرأ أيضا: الحريري من البقاع: عدم انتخاب رئيس للبنان "تخاذل سياسي"
أما "تكتل التغيير والإصلاح"، والذي عقد اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب ميشال عون، فاعتبر أنّ الحزب "يقاتل ويقاوم تنظيم "داعش"، هو يقاتل عدو لبنان والعرب، أي إسرائيل"، مجدداً التأكيد على موقف عون القائل إنّ "مقاومة إسرائيل والتكفير يجب أن تكون موقع إجماع لدى اللبنانيين، لتقوية المناعة في لبنان".
وفي ما يخص الوضع الداخلي والحكومي، اعتبر التكتل أنّ "مجرد التهديد بالاستقالة يظهر عجزا كبيرا، وهذا ما نرفضه، فالدولة تملك كل الأراضي اللبنانية، ولها حق الاستملاك والمصادرة، وفق معايير علمية وصحية وبيئية، لحل أزمة النفايات"، في إشارة من التكتل إلى رئيس الحكومة، تمام سلام، والذي يلوّح بالاستقالة أو الاعتكاف رداً على عجز حكومته عن معالجة أزمة النفايات المكدسة في الشوارع اللبنانية منذ أغسطس/ آب الماضي.
وكانت السعودية قد أعلنت عن وقف الهبة العسكرية، والتي كانت تعتزم تقديمها إلى القوات اللبنانية، احتجاجاً على مواقف "حزب الله"، ووزير الخارجية اللبناني، صهر عون وحليف "حزب الله"، جبران باسيل، على اعتبار أنّ الحزب لم يتردّد طوال الأشهر الماضية في اتهام السعودية بدعم "الإرهاب"، وبالعمل وفق مصالح العدو الإسرائيلي، في حين خرج الوزير باسيل عن مبدأ "الإجماع العربي"، عبر تحفظّه، أكثر من مرة، على القرارات الصادرة دعماً للسعودية، بعد حرق مقرّ بعثاتها الدبلوماسية في إيران.
اقرأ أيضاً: لبنان: سلام يدعو "حزب الله" للكف عن مهاجمة السعودية