زار مستشارا رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، نادر الحريري وهاني حمود، اليوم الأربعاء، رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، لإقناعه بمبادرة إيصال النائب سليمان فرنجية (حليف النظام السوري) لرئاسة الجمهورية وتقديمها بقالب مغلّف بالمكتسبات الوزارية والسياسية، بحسب ما كشف أحد المطّلعين على أجواء اللقاء لـ"العربي الجديد".
لكن وفد الحريري، وفق المصدر، اصطدم بالرفض القاطع لجعجع الذي سبق له وعبّر عن موقفه خلال الاتصال مع الحريري نفسه "فلم يتراجع ولم يبد أيّ اهتمام بخطوة حليفه واضعاً إياها في إطار تصفية فريق 14 آذار على أعتاب تحقيقها انتصار إسقاط نظام الأسد".
واستمر اللقاء، وفق بيان صادر عن مكتب جعجع، لـ"أكثر من ساعتين، وتطرّق النقاش إلى الملفات الراهنة بما فيها موضوع الاستحقاق الرئاسي"، كمل نقل الموفدان لجعجع، "حرص الرئيس الحريري على التحالف العميق والراسخ بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، مع تشديد المجتمعين على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها".
وأشار متابعون للعلاقة بين الطرفين إلى أنّ اللقاء جاء لتبريد الجبهة الداخلية في فريق 14 آذار، وهي "تكريس لما تمّ الاتفاق عليه بين الحريري وجعجع خلال اتصال هاتفي حصل بينهما قبل أيام".
ويمكن القول إنّ التشاور عاد على خط الحريري ـ جعجع، من دون أن يعني ذلك أنّ أي تقارب يمكن تسجيله بين الطرفين على مستوى مبادرة تنصيب فرنجية رئيساً للجمهورية (المنصب الشاغر منذ مايو/ أيار 2014).
ويبدو أن هذا اللقاء يهدف بشكل أساسي إلى إعادة لملمة فريق 14 آذار من تشرذمه ومن الانقسام الداخلي التي وقعت فيه هذه القوى بتبنّي الحريري غير الرسمي لاسم فرنجية للرئاسة. مع العلم أنّ النائب المستقبلي، أحمد فتفت، أكد بعيد فشل الجلسة الثالثة والثلاثين لانتخاب الرئيس على أنّ جعجع لا يزال المرشح الأول لتياره.
ويذكر أنّ الحريري لم يعلن بعد عن المبادرة الرئاسية التي يطرحها، رغم تسريبها في الإعلام.
وتشمل نقاط المبادرة، تنصيب فرنجية رئيساً للجمهورية وتعيين الحريري نفسه رئيساً للحكومة. ويبقى الحريري متسلّحاً بعدم إعلان المبادرة بشكل رسمي لحماية تحالفه مع القوات وغيرها من مكوّنات 14 آذار، مع العلم أنه سبق لمقرّبين من الحريري أن تمكنوا من ردعه إعلان المبادرة – الصفقة قبل إنهاء التوافق التام على كل نقاطها بما فيها موضوع القانون الانتخابي والحقائب الوزارية.
اقرأ أيضاً:هكذا وُلدت مبادرة ترشيح فرنجية للرئاسة... وهكذا تُنازِع