وفي هذا السياق، جاءت زيارة أمين سرّ التكتل، النائب إبراهيم كنعان، إلى معراب، مقرّ إقامة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إذ أكّد الزائر بعد لقاء مطوّل على أنّ "اللقاء تم بشكل أساسي على استحقاق ميثاقية المؤسسات بدءاً من الرئاسة وقانون الانتخابات". وبينما يحاول التكتل التمسك بهذه العناوين، قالت مصادر قواتية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عنوان الميثاقية والدستور وحقوق المسيحيين واحترام حقوق كل الطوائف، عناوين لا يمكن إلا الإجماع عليها"، مضيفةً أنّ "الجهد يجب أن ينصبّ اليوم للنقاش في أساليب الدفاع عن هذه القضايا، إذ ثمة بعض التباينات".
وعلى الرغم من تأكيد القواتيين على استمرار التفاهم مع عون ودعمه للوصول إلى رئاسة الجمهورية، أكّدت المصادر أنّ "جعجع لا يزال مؤمناً بأن المدخل الرئيسي لحلّ الأزمة هو سحب سياسة التعطيل التي يفرضها حزب الله للانتخابات الرئاسية، ومشاركته في جلسة انتخاب الرئيس لإيصال عون للرئاسة".
كما أكد عضو التكتل، النائب سيمون أبي رميا، على استمرار التيار في مقاطعة الحكومة والحوار إلى حين "احترام جميع المكوّنات للميثاقية والدستور"، مشيراً إلى "عدم التراجع عن هذا الأمر، فالتيار الذي صمد 15 عاماً لتحقيق حلم السيادة وعودة العماد عون إلى لبنان، يمكنه الصمود أيضاً حتى إحقاق الحق عبر انتخاب العماد رئيساً للجمهورية". وهو ما يفسّر بشكل واضح أنّ عنوان تعطيل التيار للحكومة والحوار ليس "حقوق المسيحيين"، بل إيصال عون للرئاسة وفرضه على كل الكتل النيابية تحت تهديد شلّ البلاد وتعطيل الدولة وزعزعة الاستقرار في منطقة تشتعل فيها حرائق الحروب الأهلية.
ولم تتأخر مواقف نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، الكتلة النيابية والوزارية لـ"حزب الله"، في التأكيد على دعم عون، إذ شدد النائب نواف الموسوي على أنّ "ما يتعرض له عون وتياره هو محض افتراء وهم يعملون على تهميشه ومحاولة إلغائه من المعادلة السياسية اللبنانية"، معتبراً أنّه "من حق عون وفريقه أنّ يكون له رأي في التعيينات في المناصب والمواقع المهمة، ونحن سنظلّ أوفياء لحلفائنا ووطننا الذي لا يقوم إلا بجميع مكوّناته".
ويشكّل موقف الموسوي رسالة واضحة من قبل "حزب الله" على دعمه سياسة التعطيل التي يسير بها عون، ولو أنه سبق للحزب أن تراجع العام الماضي عن دعم عون خلال تعطيله جلسات الحكومة، فحضر وزراء الحزب الجلسات الحكومية التي قاطعها وزراء التكتل.