مع تصاعد أزمة النفايات في العاصمة اللبنانية بيروت، تحولت المطالب السياسية نحو كشف الحسابات المصرفية للمسؤولين المعنيين بملف النفايات، في ظل تفاقم تداعيات أزمة انتشار النفايات في بيروت وجبل لبنان.
ودعا رئيس حزب الكتائب اللبنانية، النائب سامي الجميل، إلى "رفع السرية المصرفية عن حسابات شركة سوكلين التي كانت مكلفة جمع النفايات في محافظتي بيروت وجبل لبنان لكشف المرتشين وكشف الجهات السياسية المستفيدة من إمعان اللبنانيين في النفايات".
وتوجه الجميل بدعوته إلى القضاء اللبناني، داعياً القضاة إلى الكشف عن المسؤولين عن أزمة النفايات في لبنان، معتبراً أنه إذا لم يتحقق هذا الأمر "فلنقفل مهزلة القضاء في لبنان".
ومازالت تداعيت أزمة انتشار النفايات في بيروت وجبل لبنان متفاقمة، وكانت بعض مداخل العاصمة اللبنانية بيروت قد أقفلت صباح اليوم الإثنين، احتجاجاً على استمرار أزمة النفايات على مدار عشرة أيام، واستخدم شبان غاضبون الإطارات المطاطية وحاويات النفايات لقطع طرقات "سليم سلام" و"قصقص"، قبل أن تعاود القوى الأمنية فتحها أمام آلاف السيارات التي تقل موظفين عائدين إلى عملهم بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع.
وأعلنت غرفة التحكم المروري التابعة لقوى الأمن الداخلي عن استمرار قطع الأوتوستراد الساحلي الواصل بين الجنوب اللبناني والعاصمة، ودعت الغرفة المواطنين إلى سلوك طرقات فرعية كانت قد شهدت زحمة سير خانقة منذ أمس الأحد.
وكانت قوة من فرقة مكافحة الشغب حاولت فتح الأوتوستراد الساحلي بالقوة صباح اليوم، مستخدمة الهراوات ومدافع المياه. فرد المعتصمون من أبناء بلدات إقليم الخروب بالحجارة ما أدى لسقوط عدد من الجرحى بين الطرفين وإعادة إغلاق الطريق.
وأكد المعتصمون استمرار قطع الطريق حتى يتم صرف النظر عن إلقاء جزء من نفايات بيروت في أودية المنطقة بعد اتفاق سياسي بين "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".
وتوفي مواطن من المعتصمين عند مدخل بلدة الجِيّة جنوبي العاصمة بيروت، وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن القتيل "سقط عن ظهر إحدى شاحنات النفايات المُصادرة بعد أن اختل توازنه، وعملت فرق الإسعاف التي تواكب الاعتصام على نقل جثته إلى أحد مستشفيات المنطقة بعد حضور القوى الأمنية".
ويتدارس المعتصمون على طول الخط الساحلي فتح الطريق بعد إصدار وزير الداخلية والبلديات، نهاد المشنوق، بياناً صباح اليوم أعلن فيه "عدم نقل النفايات إلى منطقة إقليم الخروب أو إنشاء مطامر ما لم يتم التوافق على الخطوات مع رؤساء البلديات وممثلي المجتمع المدني".
واستبقت قوى الأمن الداخلي فتح الطريق فعلياً من قبل المعتصمين بإصدار بيان يعلن فتح الطريق تجاوباً مع بيان المشنوق.
في المقابل، يستمر قطع الطرقات في العاصمة بيروت، فبعد وقت قصير على فتح المداخل الجنوبية في قصقص وسليم سلام، عمد مواطنون إلى إشعال الإطارات في ساحة الكولا وعند تقاطع بشارة الخوري قاطعين الطريق أمام حركة السيارات. كما تواصل إشعال النار في حاويات النفايات في مختلف مناطق العاصمة.
ونظمت "الجماعة الإسلامية" (الجناح اللبناني للإخوان المسلمين) وقفة أمام مقر الحكومة، وأعلن النائب عماد الحوت "دعم رئيس الحكومة في الخطوات التي يتخذها لحل أزمة النفايات، ورفض الحلول الفدرالية لمعالجة النفايات لأن الأزمة مركزية ويجب أن تتحملها كافة المناطق".