عممت رئاسة مجلس الوزراء في لبنان، اليوم الأربعاء، على الإدارات العامة خبر إعلان الحداد الوطني يوم الجمعة المُقبل، بالتزامن مع تشييع 8 رفات أثبتت فحوصات الحمض النووي أنها تعود للعسكريين الذين خطفهم تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2014 من بلدة عرسال، على حدود لبنان الشرقية مع سورية.
وجاء في نص البيان الذي أصدره رئيس الحكومة، سعد الحريري، أن الحداد يشمل "شهداء الجيش الأبرار الذين سقطوا في معركة الكرامة - فجر الجرود، وكذلك على أرواح العسكريين الشهداء الذين استشهدوا في وقت سابق وأعلن رسمياً استشهادهم".
وطلب أهالي العسكريين من قيادة الجيش أن يشمل التشييع مرور المواكب قرب موقع اعتصام الأهالي في ساحة رياض الصلح قبل انطلاقها إلى البلدات التي ينتمي إليها العسكريون. وقد استكمل أهالي العسكريين التحضيرات في البلدات لاستقبال المُعزين بأبنائهم.
وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون، قد أبلغ، اليوم الأربعاء، أهالي 8 من العسكريين التسعة الذين اختطفهم تنظيم "داعش" الإرهابي خلال معركة عرسال عام 2014، بالنتيجة النهائية لفحوصات الحمض النووي التي أكدت أن الرفات تعود لأبنائهم، وذلك بعد أسبوعين من سحب الرفات التي يعود تاريخ دفنها إلى العام 2015، وهو ما أعلنه المدير العام لجهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي أخبر الأهالي أنه علم بمصيرهم منذ عامين.
وبعد مغادرة مقاتلي "داعش" إلى الداخل السوري، طلب المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، اليوم، تكليف جهاز استخبارات الجيش بإجراء التحقيق بشأن "إقدام تنظيمات إرهابية على خطف، أسر وقتل عناصر من الجيش اللبناني، على أن يشمل التحقيق كل من أقدم وشارك وتدخل وحرّض على هذه الأفعال الجرمية".
كذلك، طلب حمود "التحقيق بالأفعال الجرمية المتفرعة والمرافقة لجرائم الخطف، الأسر والقتل، والتوسع في التحقيق لجهة الأفعال الجرمية المذكورة في قرار قاضي التحقيق العسكري في حال توفر معطيات جديدة غير المذكورة في القرار المشار إليه".
ولا تقتصر هذه الملاحقة على عناصر "داعش" الذين أصبحوا خارج سلطة الدولة اللبنانية، بل من المتوقع أن تطاول عدداً من اللبنانيين الذين تواصلوا مع "داعش"، كالشيخ مصطفى الحجيري، من عرسال، الذي نُقل العسكريون إلى منزله في البلدة بعد خطفهم وقبيل نقلهم إلى الجرود المتداخلة بين لبنان وسورية.
وتجدر الإشارة إلى أن قيادة الجيش تجزم بأن العسكري التاسع الذي خُطف مع العسكريين قد انضم إلى "داعش" وانتقل لممارسة أعمال وُصفت بـ"الإدارية" في محافظة الرقة، وذلك بتسهيل من أحد أقاربه المُنضمين إلى التنظيم.