كما أقرّت اللجنة منع المرشح اليهودي في قائمة الجبهة، الدكتور عوفر كسيف، المعروف بمواقفه المناهضة للاحتلال والصهيونية من خوض المعركة الانتخابية. وجاء القرار بالرغم من أنّ المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، أوصى بعدم شطب أي من القوائم العربية.
ولم يخفِ ممثل حزب "الليكود" الذي يرأسه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في لجنة الانتخابات المركزية، عضو الكنيست ديفيد بيطان، حجم الحقد على حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، ومؤسسه المفكر العربي عزمي بشارة، إذ أعلن خلال مداولات اللجنة، أنّ طلب اللجنة يأتي أيضاً بسبب توجيه مؤتمر الحزب وأنصاره، في مطلع فبراير/شباط الماضي، التحية لبشارة.
وأضاف أنّ طلب الشطب "جاء بسبب نشاطات بشارة المناهضة لأمن الدولة"، معتبراً أنّ الأفكار التي يمررها الحزب تشكّل خطراً على أمن دولة الاحتلال، زاعماً أنّ حزب التجمع تجاوز مرحلة الأفكار وانتقل إلى الأعمال.
وقال "نحن نتحدث عن أفعال، وأذكر هنا عزمي بشارة ونشاطه، وباسل غطاس وحنين زعبي التي شاركت في أسطول الحرية على متن سفينة مرمرة".
في المقابل، أقرّت اللجنة المكونة من ممثلي الأحزاب المشاركة في الكنيست، الأربعاء، مشاركة اثنين من غلاة المتطرفين اليهود في قائمة "عوتصماه يهوديت" التي تحمل إرث وطروحات الفاشي اليهودي مئير كهانا، وتدعو إلى طرد العرب من وطنهم، وتحرّض على العنصرية بشكل علني ومكشوف.
ومن المقرر أن يتوجّه كل من تحالف "التجمع" و"الحركة الإسلامية"، بعد هذا القرار إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، صاحبة الكلمة الأخيرة في هذا الشأن، لا سيما وأنّ اللجنة المركزية للانتخابات هي لجنة سياسية.
وقال مدير عام مركز "عدالة" القانوني المحامي حسن جبارين الذي ترافع عن قائمة التجمع والإسلامية، وعن قائمة الجبهة، على أثر القرار، إنّ "الشطب جاء على خلفية سياسية واضحة، ظهر بشكل جلي أنّ أعضاء اللجنة اتخذوا قرارهم قبل سماع أي ادعاء، ولا يمكن تغيير هذه القرارات بالمنطق والعقل لأنّها غير خاضعة لأي منهما، بل تخضع لاعتبارات سياسية يحددها اليمين والشعبوية في إسرائيل".
واعتبر "تحالف الموحدة والتجمع"، في بيان، مساء الأربعاء، أنّ قرار لجنة الانتخابات "هو امتداد للعنصرية ولمحاولات نزع الشرعية عن المجتمع العربي وممثليه"، مضيفاً أنّ "حزب الليكود الذي قدّم الطلب، يتغذّى على التحريض ضدنا كعرب، ومتورط في جرائم حرب".
يُشار إلى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها لجنة الانتخابات المركزية قرارات بشطب أحزاب عربية، أو مرشحين عرب، ففي الانتخابات الأخيرة في العام 2015 جرت محاولة لمنع النائبة عن التجمع حنين زعبي، من خوض الانتخابات.
كما جرت محالة مشابهة في العام 2012 ضد زعبي، وقبل ذلك ضد حزب التجمع أكثر من مرة في العام 2003 و2006، لمنعه من خوض الانتخابات، ومنع المفكر العربي عزمي بشارة الذي كان يقود حزب التجمع آنذاك من خوض المعركة الانتخابية.
ومن المتوقع أن يقدم تحالف التجمع والموحدة، استئنافاً على قرار لجنة الانتخابات المركزية، للمحكمة الإسرائيلية العليا، وكذلك الأمر بالنسبة لعوفر كسيف المرشح على لائحة "الجبهة والتغيير".