وطالبت اللجنة في بيان لها، اليوم، حكومات الدول العربية بتقديم الدعم المادي والعسكري واللوجستي للعراق بموافقة حكومته في حربه ضد قوى الإرهاب، وتقديم العون اللازم للجيش والشرطة العراقية لعودة الأمن والاستقرار، والعمل على استصدار قرار ملزم من الأمم المتحدة بعدم التدخل عسكريا تحت أي مظلة من دولة على أخرى.
وأشارت اللجنة إلى ضرورة تقديم كافة المسؤولين عن غزو العراق، وعلى رأسهم: الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارهما مجرمي حرب.
ودعت إلأى تكليف لجنة دولية بحصر كافة الخسائر المادية والاقتصادية والسياسية التي تكبدها العراق منذ الغزو، وإلزام أميركا وبريطانيا بدفع كافة التعويضات المناسبة عن تلك الخسائر.
وأضافت اللجنة أن التقرير أثبت عدم وجود أسباب مقنعة وراء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة لغزو العراق، وأن كل المعلومات التي استندت إليها الحكومة البريطانية آنذاك كانت خاطئة، وحمل التقرير بلير كامل المسؤولية عن دخول الحرب، والتي أشار التقرير صراحة إلى احتلال العراق من قبل القوات الأميركية والبريطانية.
وتابعت اللجنة البرلمانية أن عشرات الآلاف من البريطانيين قد تظاهروا عقب إذاعة التقرير للمطالبة بمحاكمة بلير لمسؤوليته عن قرار دخول بريطانيا الحرب، منتقدة ما وصفته بـ"الصمت الأميركي" من بلد الديمقراطية وحقوق الإنسان عن "مجرم الحرب الأول بوش، والذي قاد الغزو بمزاعم كاذبة، بدعوى وجود أسلحة دمار شامل في العراق".
ولفت البيان إلى الجرائم البشعة التي وقعت في العراق منذ الغزو، وأسفرت عن نحو مليون ضحية، وملايين المصابين والنازحين واللاجئين، على مسمع ومرأى من المجتمع الدولي، والذي لم يحرك ساكنا، في ظل الحرب الأهلية والطائفية والمذهبية والعرقية في العراق، نتيجة ظهور التنظيمات الإرهابية، وأصحاب الفكر المتطرف.
واتهمت اللجنة ما وصفته بـ"أجهزة المخابرات الغربية، وحلفائها"، بتمويل ودعم تنظيم "داعش" الإرهابي، وانتشار الإرهاب كالسرطان في جسد الأمة العربية، إلى أن ضربت الفوضى أطنابها في طول البلاد وعرضها، بغرض تمزيق الأمة العربية، وتحويلها إلى دويلات واهنة، وفقيرة لصالح الكيان الصهيوني المتحالف مع "الإمبريالية الدولية"، وفقاً للبيان.
واختتمت اللجنة بيانها بالقول إن تقرير لجنة التحقيقات البريطانية جاء كاشفا للمؤامرات المستمرة ضد الوطن العربي، لتحقيق الأطماع الغربية، والصهيونية، في نهب ثروات الأوطان العربية، واستعباد شعوبها، معتبرا تعيين بلير رئيسا للرباعية الدولية لإيجاد حل القضية الفلسطينية جاء بتواطؤ واضح مع المحتل الإسرائيلي.