في ذروة أحداث فيلم "بيردمان" لأليخاندرو ايناريتو، يتقدّم مايك (ادوارد نورتون) من سمانتا (إيما تومسون) وهي جالسة عند حافة سطح مبنى في برودواي، فيفكّر أنها في حالة يأس أو اكتئاب قد تقدم معها على الانتحار، استناداً إلى علمه بتاريخها مع الإدمان، ولإخراجها من هذه الحالة، أو ربما إغوائها للإعجاب به، وهو ما سيحدث بالفعل، يعرض عليها أن يلعبا اللعبة الشعبية الجماعية "حقيقة أو تحدٍّ".
تلك اللعبة، المرتبطة بطفولة معظم الأميركيين، ومنهم سمانتا بالطبع، يمكن لها التخفيف من حزنها، لأنها ستعيدها إلى ذكريات طفولتها، وأيضاً تشتيت الانتباه عما يؤلمها. وهي أيضاً حيلة ذكية يلجأ اليها المؤلفون، وتحديداً السيناريست، لأجل كشف دواخل نفسيات شخصياتهم.
"الحقيقة" هي سؤال يتطلّب إجابة صادقة، "التحدّي" هو اختبار لخيال من يطلبه وجرأة ورعونة من ينفّذه، فغالباً ما يكون التحدّي مدعاة للإحراج وجعل من يقوم به محلّ سخرية.
بعيداً عن رعونة ألعاب الأطفال، تكشف هذه اللعبة أبعاداً من شخصيتي مايك وسمانتا، ما كان لحوار آخر أن يكشفها بمثل هذا التكثيف والعمق. وهي ليست جديدة على السينما العالمية، ولكنها قبل عهد السينما بزمن طويل، تابعت انتشارها الجغرافي والثقافي، وأخذت أدواراً أكبر مما قُدّر لها في بداياتها كلعبة جماعية للمراهقين، فراحت حلقتها تتّسع لتضمّ ناضجين وأيضاً عجائز، وتنتشر من مجتمع إلى آخر، حتى صارت عالمية.
وهي تطوّرت عن لعبة أخرى اسمها "سؤال أم أمر"، المنطلقة من المبدأ نفسه الذي انطلقت منه بعض ألعاب "الكوتشينة"، حيث يُجبر الخاسر على تنفيذ أمر الرابح. وقد كشفت هذه الألعاب ميلاً أصيلاً في النفس الإنسانية، منذ عهد البراءة، إلى الأمر والنهي وإحراج الآخر.
الإضافة البارزة لتسمية "حقيقة أو تحدٍّ" شكلية محضة، حوّلتها إلى تسمية أكثر لطفاً من "أمر أم سؤال". لكنّ هذا التغيير الشكلي لم يلطّف من كون هذه اللعبة متنفّساً لمن يشعرون بتعاسة وأيضاً من يتوقون لإحراج الآخرين واستفزازهم.
"الحقيقة" هي سؤال يتطلّب إجابة صادقة، "التحدّي" هو اختبار لخيال من يطلبه وجرأة ورعونة من ينفّذه، فغالباً ما يكون التحدّي مدعاة للإحراج وجعل من يقوم به محلّ سخرية.
بعيداً عن رعونة ألعاب الأطفال، تكشف هذه اللعبة أبعاداً من شخصيتي مايك وسمانتا، ما كان لحوار آخر أن يكشفها بمثل هذا التكثيف والعمق. وهي ليست جديدة على السينما العالمية، ولكنها قبل عهد السينما بزمن طويل، تابعت انتشارها الجغرافي والثقافي، وأخذت أدواراً أكبر مما قُدّر لها في بداياتها كلعبة جماعية للمراهقين، فراحت حلقتها تتّسع لتضمّ ناضجين وأيضاً عجائز، وتنتشر من مجتمع إلى آخر، حتى صارت عالمية.
وهي تطوّرت عن لعبة أخرى اسمها "سؤال أم أمر"، المنطلقة من المبدأ نفسه الذي انطلقت منه بعض ألعاب "الكوتشينة"، حيث يُجبر الخاسر على تنفيذ أمر الرابح. وقد كشفت هذه الألعاب ميلاً أصيلاً في النفس الإنسانية، منذ عهد البراءة، إلى الأمر والنهي وإحراج الآخر.
الإضافة البارزة لتسمية "حقيقة أو تحدٍّ" شكلية محضة، حوّلتها إلى تسمية أكثر لطفاً من "أمر أم سؤال". لكنّ هذا التغيير الشكلي لم يلطّف من كون هذه اللعبة متنفّساً لمن يشعرون بتعاسة وأيضاً من يتوقون لإحراج الآخرين واستفزازهم.