في الذاكرة مذبحة، تهجير وتطهير، نكابد منذ نكبتنا أن نثبت عار إحلال مستوردين من الخارج بدلاً عنا، تحت حماية عصابات شتيرن وإرغون. ثمة مذبحة مكررة، ضحكت فيها على عقولنا "صحافية" عربية تسنتطق سيدة وطفلة في داريا، من قبل أن نتباكى على تلك المجرية التي ركلت السوري... قبل أن تصير ركاماً ببراميل حاكم قاسيون يتفرج على المذبحة.
قربها، ينشغل الناس في "المركز الثقافي"، في المزة، بآخر تقليعة لكاتب يصطنع تمجيد "القائد الفذ"، في زمن تمجيد البسطار العسكري، أينما كان بلسان عربي.
كان زمن الفرجة المجانية، حين عبر أجدادي من الجليل... فعرفتُ داريا وكفرسوسة وبساتينهما، وكيف أن البسطاء يلقون، في كفيّ الطريتين "تبرعاً لفلسطين". عرفت منهم، حين اشتد العود، من أقلع عن زمن الفرجة، متنكرون بهوية فلسطينية ليحملوا سلاحاً في "الثورة الفلسطينية".
مصيبة أن تُدمر داريا باسم حماية "مقام"... وبحماسة الشعار تُستعاد مآثر النكبة الفلسطينية، من صدمات... أحالتنا إلى "بلا وطن" باسم "وعد الرب"... يتكرر منذ 2012 ذات الشعار في بلد، شعبه لم يحد عن "شعب المخيمات"، قبل أن تأتي "الحركة التصحيحية" بسنوات... فنتساوى في اللقمة... والنقمة...
ثمة كارثة أيضاً، معالمها القهر، وباسم فلسطين يمنح هؤلاء محتلنا ما تردده دوائره في الغرب: "نحن نتفوق عليكم أخلاقياً". من حلب إلى حوران... ومضايا واليرموك وسبينة.
نتألم لحال أطفال زلزال هنا وهناك... ولما يصيب الإنسان، أيا يكن... بعضنا يرى الكارثة ماثلة فلا يرف له جفن سوى "لا للطائفية"... وحين يجد الجد يخرج البعبع في أقسى صوره... احتفالا بـ"هزيمة التكفيريين"... نعم، داريا تصير مجرد "تكفيريين"... يا إلهي، كم يحيل التزوير الوهم إلى حقيقة مستدعاة، فتغرقنا جميعاً...
أي جرح غائر، في مجتمعاتنا ولغتنا، تصنعه أوهام "الانتصار"، يرددها منذ سنوات ست حاكم وتوابع يرون القوة باستقواء ببارود آخرين... يفجر معركة "التطهير"، كمصطلح لم نكن نعرف رديفه العربي بعد... فعلى من ينتصر بارود الآخرين، الآتين من كل زوايا الأرض؟
أيها السادة، السواطير والبراميل المتفجرة، وشعارات التطهير، تنسج حكاية تدمير المجتمعات، ومن خيوطها نقمة وأحقاد... الفرجة أيضا لا تهزم شعباً، صحيح أنها تحيل نصفه إلى لاجئ، لكن حذار من خيمته... ومما يجري خلف الشادر... مؤسف أن يكون الآتي بيد عربية وضد منتحل لعروبة، تتفاخر بتهجير يعيد للذاكرة أباطرة الصهيونية ومنظريهم.
قربها، ينشغل الناس في "المركز الثقافي"، في المزة، بآخر تقليعة لكاتب يصطنع تمجيد "القائد الفذ"، في زمن تمجيد البسطار العسكري، أينما كان بلسان عربي.
كان زمن الفرجة المجانية، حين عبر أجدادي من الجليل... فعرفتُ داريا وكفرسوسة وبساتينهما، وكيف أن البسطاء يلقون، في كفيّ الطريتين "تبرعاً لفلسطين". عرفت منهم، حين اشتد العود، من أقلع عن زمن الفرجة، متنكرون بهوية فلسطينية ليحملوا سلاحاً في "الثورة الفلسطينية".
مصيبة أن تُدمر داريا باسم حماية "مقام"... وبحماسة الشعار تُستعاد مآثر النكبة الفلسطينية، من صدمات... أحالتنا إلى "بلا وطن" باسم "وعد الرب"... يتكرر منذ 2012 ذات الشعار في بلد، شعبه لم يحد عن "شعب المخيمات"، قبل أن تأتي "الحركة التصحيحية" بسنوات... فنتساوى في اللقمة... والنقمة...
ثمة كارثة أيضاً، معالمها القهر، وباسم فلسطين يمنح هؤلاء محتلنا ما تردده دوائره في الغرب: "نحن نتفوق عليكم أخلاقياً". من حلب إلى حوران... ومضايا واليرموك وسبينة.
نتألم لحال أطفال زلزال هنا وهناك... ولما يصيب الإنسان، أيا يكن... بعضنا يرى الكارثة ماثلة فلا يرف له جفن سوى "لا للطائفية"... وحين يجد الجد يخرج البعبع في أقسى صوره... احتفالا بـ"هزيمة التكفيريين"... نعم، داريا تصير مجرد "تكفيريين"... يا إلهي، كم يحيل التزوير الوهم إلى حقيقة مستدعاة، فتغرقنا جميعاً...
أي جرح غائر، في مجتمعاتنا ولغتنا، تصنعه أوهام "الانتصار"، يرددها منذ سنوات ست حاكم وتوابع يرون القوة باستقواء ببارود آخرين... يفجر معركة "التطهير"، كمصطلح لم نكن نعرف رديفه العربي بعد... فعلى من ينتصر بارود الآخرين، الآتين من كل زوايا الأرض؟
أيها السادة، السواطير والبراميل المتفجرة، وشعارات التطهير، تنسج حكاية تدمير المجتمعات، ومن خيوطها نقمة وأحقاد... الفرجة أيضا لا تهزم شعباً، صحيح أنها تحيل نصفه إلى لاجئ، لكن حذار من خيمته... ومما يجري خلف الشادر... مؤسف أن يكون الآتي بيد عربية وضد منتحل لعروبة، تتفاخر بتهجير يعيد للذاكرة أباطرة الصهيونية ومنظريهم.