"الإخوان مش إرهابيين ومالهومش دعوة باللي بقتل الجنود في سينا... الإخوان إرهابيين ومحمد مرسي هو اللي بيدي الإشارة لقتل الجنود في سينا"، رسالتان متناقضتان، صدرتا من ذراعين إعلاميين للنظام المصري، في التعليق على حادث إرهابي واحد.
ففي ليلة الحادث الذي تعرض له كمين الصفا بالعريش، وذهب ضحيته 18 رجل شرطة، خرج الإعلامي عمرو أديب، الذي يفضله الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإجراء المداخلات الهاتفية المتكررة له، ليرسل رسالة قد تكون مختلفة عما اعتاده المشاهدون من الإعلام، فقال إن ما يحدث هو حالة عالمية، تواجهها دول المنطقة مثل تونس وحادث بنقردان، ثم تركيا وتفجير إسطنبول.
حيث لمح أديب إلى أن ما يواجهه الجيش في سيناء، هو حرب، من جهة لديها طائرات وسلاح حديث، وتعمد أن يركز على التفجير الذي شهده شارع تقسيم في إسطنبول، وهي إشارة لأن نظام الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان المحسوب على الإخوان، من وجهة النظر الرسمية المصرية، يتعرض لنفس الإرهاب الذي تتعرض له مصر.
ولم يكتفِ أديب بالرسالة المبطنة، ولكنه قالها صريحة "انتوا فاكرين يعني لو بكرة الصبح خرجنا بديع من السجن.. العمليات دي هتقف؟ إذا كانت الجماعات اللي موجودة في سيناء دول بيقولوا على بديع كافر"، مؤكدًا أنه حتى في فترة حكم مرسي، تعرض جنود مصر للقتل في سيناء.
على النقيض من أديب، تعامل المذيع، أحمد موسى، المحسوب كذراع لأجهزة وزارة الداخلية، مع الحادث بشكل مخالف تمام، حيث أكد أن الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي هم من يقتلون الجنود في سيناء، قائلاً "طول ما مرسي وعصابته في السجن وبيدوا تعليماتهم من خلال القفص هيفضل الإرهاب موجود".
وقام بعرض الفيديو الأخير لمحاكمة مرسي، وهو يشير بالنصر لذويه، فاعتبرها شيفرة الإرهاب التي يتواصل بها مع قادة الجماعة، مؤكداً: "ركزوا في الإشارات اللي بيعملوها، حد يفهمني الإشارات دي معناها إيه، لو حد عنده الشفرة دي معناها إيه يقولنا"، وتابع: "هو بيقتلك وبيدي تعليمات من داخل السجن ودي شفرات بينهم".
وكان الرد من أحد الناشطين: "مذيع الأجهزة، ناسي إن القفص الزجاجي العازل للصوت اللي فيه الرئيس مرسي، هو سبب لجوئه للغة الإشارة لطمأنة أهله ومؤيديه، لكن موسى اللي قدم لمشاهديه "فيديو جيم" باعتباره حرب حقيقية، ليس عليه حرج في شيء".
مراقبون، وناشطون استقبلوا هذا التناقض في الرؤى لذراعين إعلاميين هامين، كدليل على وصول صراع الأجنحة والأجهزة الأمنية لقمته، حيث يمثل كل إعلامي منهم وجهة نظر الجهاز الأمني الذي يعمل له، فوضعوا أديب في خانة المخابرات، وأحمد موسى حسبوه على الداخلية.
منصات التواصل لم تغب عن هذا الصراع، ونقلته الأذرع التي طبلت لكلام موسى، في الوقت الذي سخر الباقون منها، فلخص إيهاب المشهد: "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين، أجنحة الانقلاب تتصارع علنا وخفيه! يبدوا ذلك جليا في تضارب رسائل الاعلام".
وسخرت لولي: "واحد مكلم احمد موسى يقوله انا بعت ايميل للرئيس السيسي بترجمة اشارات مرسي في المحكمة"، وسخر أحمد: "احمد موسى: مرسي أعطى إشارة مشفرة بعمليات سينا! يا نهار ابيض على الإخوان واللي بيعملوه في أمنا مسر".
اقرأ أيضاً: الأذرع الإعلامية تنكل بالمجتمع المدني... وحقوقيون مصريون: لن نصمت