لكن الجمهور لا يتكلّم الإسبانية ولا يتكلم أعضاء الفرقة الألمانية، فكانت اللغة الإنجليزية هي الحل.
لم يرق الأمر لإحدى المتفرجات، والتي تكلمت بالألمانية عن أصولها التشيلية وإقامتها في ألمانيا، وطلبت عدم إدارة النقاش بالإنجليزية. لم يكترث أحد إلى حساسيتها، فمعظم الموجودين كانوا قد جلسوا في المسرح للتعرف إلى أعضاء الفرقة والحديث معهم، بدلاً من نقاش حساسيات اللغات بين القوميات الأوروبية.
تركت مقاومة المتفرّجة للإنجليزية سؤالاً حول هذه اللغة بالذات: هل هي لغة استعمارية تمحو ثقافات العالم؟ أم أنها أصبحت "لغة تسامح" ولغة معتمدة في المهرجانات والمؤتمرات العالمية؟ وهل يعكس التذمر منها انغلاقاً؟
كان الرد المقتضب لمنظّم اللقاء هو أن العرض نفسه كان قد ترجم إلى الإنجليزية بدلاً من الألمانية، وأن دولية المهرجان تستدعي الاتفاق على هذه اللغة.
بالفعل أصبحت الإنجليزية جسراً لا يمكن إنكاره بين الشعوب، ولكن ما الذي سيحدث إن استوقف سائح ما شخصاً إنجليزياً في لندن ليتحدث إليه بلغة غير الإنجليزية؟