جاء انعقاد مؤتمر المعارضة الإيرانية في ضاحية باريس، الذي انطلق السبت واختتم أمس الأحد، ليكشف، مرة أخرى، مدى الأهمية المتزايدة التي تحظى بها هذه المعارضة، إعلامياً على الأقل. وتدل على هذه الأهمية نوعية الوفود التي حضرت والضيوف الذين حضروا هذا اللقاء السنوي في فرنسا.
وشهد المؤتمر الذي نظم في قاعة المؤتمرات في منطقة لوبورجي، تحت شعار "التجمع الكبير: إيران حرة، من أجل تغيير النظام"، حضور أكثر من مائة ألف شخص، من إيرانيي أوروبا ومن المتعاطفين مع المعارضة الإيرانية التي تريد التخلص من النظام في طهران.
وكشف المؤتمر عن أن توتر العلاقات السعودية الإيرانية ليس حدثا عارضاً، يمكن معالجته في الكواليس. فقد حل رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، الذي استقبل بحرارة، ضيفا على تجمع الضاحية الباريسية وألقى خطابا بعيدا كل البعد عن اللغة الخشبية والدبلوماسية السابقة.
وخاطب أنصار "إيران الحرة"، بوضوح، قائلا إن "العالم الإسلامي يدعمكم قلبا وروحا". وقاطعته الجماهير بالتصفيقات حين تحدث عن دعمه الشعب السوري والرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي.
ومن بين الحضور الذي أثاروا الانتباه، يمكن أن نذكر القسّ الإيراني سيد عابديني، الذي أفرج عنه من سجون إيران قبل فترة قصيرة. وقد استطاع وزير الخارجية الكندي السابق، جان بيرد، خطف الانتباه وحظي بتصفيق حاد، حين قال: "لا أحد يستطيع منعنا من التحدث ضد هذا النظام وحصيلته الرهيبة في ميدان حقوق الإنسان". وأضاف: "إن الشعب الإيراني يمقُتُ كل ما يمثله هذا النظام".
كما حضر وفد أميركي سام ترأسته المديرة سابقا للعلاقات العامة في البيت الأبيض، ليندا شافيز. وضمّ المرشح الرئاسي السابق سنة 2012، نيوت غينغريتش، وسفراء أميركيين. كما حضر المدير الأسبق لمكتب التحقيقات الفدرالي، لويس فريش، وأيضا السفير ميتشل رايس، الذي امتدح مريم رجوي، وقال: "لا أحد يمكن أن يشكك في حكمة كلامها. المقاومة تعرف أن السلام سيأتي في المنطقة حين يتم قلب هذا النظام".
وقد رسمت مريم رجوي في خطابها أثناء هذا اللقاء وضعا قاتما مأساويا يعيشه الشعب الإيراني. وكذّبت تفاؤل النظام الإيراني بسبب اتفاقه النووي مع المجتمع الدولي، وقالت إن طرفي النظام، أي المحافظين والمعتدلين، قد فشلا، بعد سنة من توقيع الاتفاق النووي.
وختمت كلمتها بأن المقاومة "لن تعرف الهدنة ما دامت الحرية والديمقراطية والمساواة لم تهبّ من شمال بلدنا إلى جنوبه، من محافظات أذربيجان إلى بلوخستان، ومن خراسان إلى خوزستان.. لن نعرف الهدنة ما دام كل الإيرانيين، من كل الآراء، يدا في يد، لم يرفعوا علم إيران حرة وديمقراطية".