بدأ النازحون في مخيم الركبان المسمى "مثلث الموت" بتلقي الحصص الغذائية التي دخلت المخيم أول من أمس بعد انقطاع دام تسعة أشهر، كما ينتظرون بدء حملات التلقيح لأطفال المخيم، بالإضافة إلى أعمال التقييم الصحي والخدمي والتعليمي العام.
وأكد الناشط ليث الياسر لـ"العربي الجديد"، أن 43 شاحنة من نوع "براد"، إضافة إلى ثلاثين شاحنة أخرى محملة بالمواد الغذائية والمنظفات دخلت المخيم، وتم تفريغها ضمن أماكن مخصصة فيه.
وأوضح الياسر أنه "بالإضافة للمواد الغذائية كانت هناك تسع سيارات تحتوي على مواد طبية ولقاحات للأطفال ضد أمراض الشلل والحصبة وغيرها دخلت ضمن القافلة للمخيم، وستكون هناك حملة تلقيح ينفذها الهلال الأحمر السوري، بمرافقة لجنة من الأمم المتحدة ستعمل على تقييم الوضع الإنساني والطبي والخدمي والتعليمي ضمن المخيم، الذي يضم بحسب مسح للأمم المتحدة نحو 55 ألفا من النازحين من مناطق ريف حمص الشرقي من مدن تدمر والقريتين، بالإضافة إلى نازحين من دير الزور والرقة".
وأردف الياسر: "بدأت اللجان المختصة ضمن المخيم بعملية توزيع المساعدات الإنسانية على الأهالي أمس الأحد، وهي تكفي لنازحي المخيم وتضم حصصاً غذائية وأخرى عبارة عن ألبسة بالإضافة إلى لوازم النظافة الشخصية، كما تضم شوادر للوقاية من المطر"، ونقل عن مصادر من الأمم المتحدة أن المساعدات ستوزع على النازحين خلال فترات أخرى مقبلة أيضاً.
ووصلت قافلة المساعدات إلى المخيم من مناطق سيطرة النظام السوري برعاية الأمم المتحدة عبر طريق دمشق قاطعة أوتوستراد دمشق - بغداد، ومارة عبر حاجز ظاظا باتجاه المخيم ضمن منطقة الـ 55، حيث تكفل فصيل مغاوير الثورة التابع للجيش الحر بالتنسيق مع القوات الأميركية في قاعدة التنف بعملية حماية، وإيصال القافلة إلى داخل المخيم.
وصرّح مصدر عسكري من جيش مغاوير الثورة، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد": "إن عملية إدخال المساعدات كانت سلسة جدا وتم تأمين الحماية الكاملة لها من قبل جيش مغاوير الثورة، حيث تم العمل على استطلاع الطرق كافة لحماية القافلة ووفد الأمم المتحدة، والمساعدات وصلت دون أي تهديد أو إزعاج نهائيا، وهناك ملحق للقافلة غالبا وسيتم تنسيق دخوله بنفس العملية، وكل التزييف والحديث الذي كان يروّج له سابقا عن أن المنطقة غير آمنة كشف وتعرى، ووصول القافلة إلى المستحقين في المخيم كان الدليل على ذلك".
واستقبل النازحون في مخيم الركبان المساعدات الإنسانية بعد آمال طويلة وحملات إعلامية ضغطوا من خلالها على المنظمات الدولية والإنسانية لإدخالها، بعد تفاقم الوضع الإنساني وارتفاع معدل الوفيات وتفشي الأمراض داخل المخيم خصوصاً بين الأطفال.
ابنة مدينة تدمر أميمة العموري أعربت لـ"العربي الجديد" عن فرحتها بوصول المساعدات إلى المخيم، كونها ستتمكن من طهي الطعام لأطفالها الثلاثة، كما سيتلقى طفلها الصغير اللقاحات بعد أن تجاوز عمره العام ونصف العام.
وقالت العموري: "صبرنا طويلا وذقنا من المعاناة الكثير حتى شعروا بنا وبمعاناتنا، لم يبق هناك شيء لنأكله هنا والأمراض فتكت بالأطفال والكبار والشبان حتى، نرجو ألا تكون هذه المرة هي الأخيرة للمساعدات كونها سبيلنا الوحيد للحياة في هذه الصحراء القاحلة".