تعيش العديد من الأسر الجزائرية حالة من الخوف عقب بدء الحملة الوطنية للتلقيح ضد داء الحصبة والحصبة الألمانية في المؤسسات التربوية للطورين الأول والثاني، وذلك بعد تعرض ستة تلاميذ عبر مختلف المدارس إلى مضاعفات خطيرة بالعاصمة، ثم إصابة تلميذين بإعاقة في ولاية عنابة شرق الجزائر وذلك عقب تلقيحهم في المدرسة.
ومنع أولياء التلاميذ أبناءهم من التلقيح عقب هذه الحالات "المفزعة"، حيث ذكر رئيس المنظمة الجزائرية لأولياء التلاميذ علي بن زينة في تصريحات للصحافيين، اليوم الأربعاء، أن "وزارة التربية أرغمت التلاميذ على التلقيح دون منحهم تفسيرات بخصوص اللقاح ودون طمأنة الأسر، خصوصا بعد المضاعفات التي تسبب فيها اللقاح على مستوى عدة مدارس".
ودعا بن زينة المسؤولين في وزارة التربية وكذلك وزارة الصحة والسكان الجزائرية إلى تقديم توضيحات وطمأنة الأسر بعد "حالة الريبة والخوف والتوجس التي تشهدها خلال اليومين الأخيرين، مؤكدا على أن مثل هذه العمليات يحبذ فيها الإعلان بأسابيع قبل إطلاقها، خصوصا في ظل فوضى المعلومات ونشر الريبة والشكوك في الأوساط التربوية".
وأشار المتحدث إلى أن "عملية التلقيح لم تسبقها حملات تعريف، لحمل التلاميذ وأوليائهم على الإقبال على التلقيح دون مشاكل، خصوصا أن التلقيح ضد الحصبة يهدف إلى تجنيب التلاميذ أي إعاقة في المستقبل".
وفي سياق ذي صلة، كشف عدد من أولياء التلاميذ في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد" بأن "مخاوف الأسر نابعة من عدم تهيئة الأبناء لمثل هذا النوع من التلقيح الذي يسبب مضاعفات قد تتجاوز الحمى"، مضيفين بأن مثل هذه القضية تحدث "فوضى ومخاوف لدى العائلات، خصوصا مع استعمال وسائل التواصل الاجتماعي وبث الريبة والخوف في النفوس".
من جهتها، طمأنت وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريط، التلاميذ وأولياءهم وقالت في تصريح للإذاعة الجزائرية، إنّ "حملة التلقيح عادية، تقوم بها وزارة الصحة الجزائرية سنويا في خضم برنامج وطني للمحافظة على صحة التلاميذ"، لافتة إلى أنها اجتمعت بطاقم طبي بالتنسيق مع وزارة الصحة الجزائرية بعد انطلاق التلقيح وأكدوا لها أن "الإغماءات" والحمى ليست بسبب تركيبة اللقاح الذي يطابق المعايير الدولية، بل "راجع للخوف الذي سبق عملية التلقيح".
ودعت بن غبريط أولياء التلاميذ إلى ضرورة إخضاع أبنائهم للتلقيح دون خوف، محاولة التهدئة من روع الأولياء والتلاميذ، وموضحة بأن العملية ستستمر إلى غاية منتصف شهر مارس/آذار الحالي، وقد سخّرت لها الوزارة طاقما طبيا على مستوى مختلف المؤسسات التربوية، في ربوع ولايات الوطن، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.