حوالي 5 آلاف إصابة في الولايات المتحدة الأميركية، وأكثر من 800 في أستراليا، وأكثر من 100 إصابة في فرنسا... كلها سجّلت لعاملين في مسالخ للحوم حول العالم، فهل ينتشر فيروس كورونا بطريقة أسرع داخل هذه الأمكنة؟
نبدأ من الولايات المتحدة الأميركية، حيث أعلنت أكثر من سلسلة مطاعم في البلاد أن ألف مطعم تابع لها (من أصل 5500) لن تقدّم أي مأكولات تحتوي على لحوم، مثل الهامبرغر، والنقانق (هوت دوغ) وغيرها... والسبب هو النقص الكبير في مخزون اللحوم بعد إقفال كثير من المسالخ إثر وصول عدد المصابين بعدوى "كوفيد ــ 19" إلى حوالي 5 آلاف عامل في مختلف الولايات.
توالي الوفيات بين العاملين بقي سرّاً، ولم يخرج إلى العلن طيلة أيام (منذ منتصف شهر إبريل/نيسان الماضي)، بل على العكس تماماً عمد أصحاب المسالخ ومصانع اللحوم إلى نشر إعلانات في الصحف، تشير إلى أن إقفال أعمالهم سيؤدي إلى نقص كبير في السوق الغذائية. ترافق ذلك مع قرار من الرئيس الأميركي بإبقاء المسالخ مفتوحة خلال فترة الإغلاق العام. أمام هذا الواقع، تنقل صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن غياب أي إجراءات وقائية تحمي العمال في المسالخ، ووقوفهم جنباً إلى جنب طيلة يوم العمل، وعدم ارتدائهم الأدوات الواقية.
ارتفعت أعداد الإصابات في مسلخ تايسون الأميركي للدجاج (Getty)
في فرنسا لا يبدو الوضع أفضل. لكن علامات الاستفهام المطروحة حول سبب ارتفاع عدد الإصابات في المسالخ تتعدى غياب إجراءات الوقابة نحو فرضيات أخرى. فتسأل صحيفة "لوموند" الفرنسية عما إذا كان السبب الممكن هو انتقال الفيروس من الحيوانات واللحوم إلى البشر؟ لكنها تعود وتنشر الرأي العلمي حول الموضوع: "يرفض العلماء حتى الآن فرضية انتقال العدوى إلى العاملين في المسالخ عن طريق التعامل مع الحيوانات". وأمام هذا الواقع تحصر الصحيفة خياراتها بسبب واحد وهو الاحتكاك بين العمال بشكل غير صحي ومن دون أي حماية.
من احتجاج يوم أمس في باريس لإقفال المسالخ بعد ارتفاع عدد الإصابات فيها (فرانس برس)
جاء تقرير "لوموند" بعد تلقي المسالخ اتصالات من زبائن غاضبين يريدون رمي اللحوم التي اشتروها بسبب شكهم بأنها تحمل الفيروس. لذلك تشير الصحيفة نقلاً عن أكثر من عالم وطبيب أن الفيروس لا يمكن أن ينتقل إطلاقاً بالطعام خصوصاً بعد طبخه.