وذكرت الصحيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بالحدث وبإبداء التضامن، من رسوم كرتونية للمشاركة، وانتشر هاشتاغ على تويتر، وتأكيد السلامة في فيسبوك، بينما في العالم الحقيقي رفع العلم البلجيكي على أبنية وطنية في أنحاء أوروبا.
وقالت الصحيفة "هناك قلق إزاء مشاركة صور الكرتون لبلاتو وهو يظهر تعاطف فرنسا مع بلجيكا، أين كانت هذه الصور من أجل ضحايا الإرهاب في تركيا؟ لماذا لم ترفع الأعلام التركية في "داونينغ ستريت" بلندن؟ ففي الأسبوع الماضي قتل ثلاثة أشخاص وجرح 36 آخرون باسطنبول، وفي الشهر السابق قُتل 2 وأصيب 60 شخصا، أما في كانون الثاني/يناير فخلّفت هجمتان 18 قتيلاً و53 مصاباً، أما في عام 2015 فإن محصلة الهجمات خلفت 141 قتيلاً و910 مصابين".
وتابعت "الإندبندنت": "قيمة الهجمات الإرهابية لا يجب أن تقاس بعدد الضحايا، فكل روح تزهق هي انتهاك، لكن الدلالات تقول بأنه في الوقت الذي فقد فيه الكثيرون أرواحهم في تركيا بقيت أوروبا صامتة".
و"يبدو أن هناك حدوداً لتعاطفنا، وهي حدود غير مريحة مثل خريطة أوروبا الغربية، تركيا مازالت خارج نطاق اهتمامنا، وليست قريبةً بما يكفي لحزننا، فهي مكان غريب، قد نقضي فيه عطلة ما، لكنها لا ترقى لتعاطفنا"، أضافت.
ورأت أنّ "الدوافع وراء الهجمات في تركيا تختلف عن تفجيرات بروكسل، حيث نُفذ البعض منها باسم حركة استقلال الأكراد التي بدأت منذ قرن ضد الدولة التركية، فيما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجمات بروكسل، ولكن التكتيك هو نفسه "الإرهاب"، ولذا يجب أن تكون لدينا استجابة جماعية، وهي التعاطف والتضامن".
وأكدت الصحيفة أنّ "عدم المبالاة هذا المتعلق بالضحايا المسلمين من شأنه تغذية المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة. ملالا يوسف زاي، تحدثت كمسلمة ناجية من الإرهاب، ضد مشكلة تقسيم ضحايا الإرهاب في الشرق والغرب قائلةً "إذا كان لديك نية لوقف الإرهاب، فلا تحاول لوم كل المسلمين لأن ذلك لا يمكن أن يوقف الإرهاب". وختمت الصحيفة بقولها "يجب أن نصغي إلى التحذير الأخير لملالا بأن ذلك من شأنه زيادة تطرف الإرهابيين".