الصغيرة تُدعى أماندا. اسمها مدوّن على الصبّورة وراءها، في حين تعرّف التلميذات والتلاميذ الآخرين بنفسها. وتعمد إلى لغة الإشارة التي بدأت تتعلّمها وهي في سنيّها الأولى، في تلك المدرسة الخاصة الواقعة بإحدى ضواحي العاصمة السريلانكية كولومبو.
أمس، في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول، كان الاحتفال الأوّل بـ"اليوم الدولي للغات الإشارة". وبهذه المناسبة التي أضيفت على روزنامة الأمم المتحدة للأيام العالمية أو الدولية أخيراً، يوضح القائمون على هذا اليوم الأوّل أنّ في العالم 72 مليون أصمّ، بحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم يستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة، في حين يعيش 80 في المائة منهم في بلدان نامية.
ويؤكّد المعنيّون في السياق أنّ لغات الإشارة هي لغات طبيعية مكتملة الملامح، على الرغم من اختلافها بنيوياً عن اللغات المحكية، بينما تتعايش معها جنباً إلى جنب. إلى ذلك، ثمّة لغة إشارة موحّدة يستخدمها الصم في لقاءاتهم الدولية وفي أثناء ترحالهم وممارستهم نشاطاتهم الاجتماعية. وتلك اللغة هي شكل مبسّط من لغات الإشارة ومع معجم لغويّ محدود، وهي لا تتّصف بالتعقيد مثل لغات الإشارة الطبيعية.
وتقول اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام لغات الإشارة، وتدعو إلى تعزيز ذلك الاستخدام، وإلى المساواة ما بين لغات الإشارة واللغات المحكيّة. وهي تلزم الدول الأطراف بتسهيل تعلّم لغة الإشارة وتعزيز الهوية اللغوية للصم.