مجموعة من الشباب السوريين في العاصمة الألمانية برلين، المستقلين سياسياً، والمختلفين أيديولوجياً، والمتفقين على أحقيَّة الثورة السوريَّة وتطلّعاتها وأهدافها، عملوا على عرض فنّي "بيرفورمانس" في عدّة دول أوروبيَّة، يكون صادقًا في إيصال المعاناة الإنسانيَّة في سورية بشكل عام، وغوطة دمشق التي تتعرّض إلى قصف وتدمير النظام السوري وحلفائه بشكل خاص.
بدأت فكرة المشروع من الشعور بالعجز واللاجدوى من الفعاليات التقليدية، كالتظاهر وحمل اللافتات فقط، والتي تبيّن بأنّها لا تؤثّر كثيراً على المواطن الأوروبي العادي. إذْ كان لدى المشاركين إحساسٌ بأن هناك شيئا جديد يجب أن يُبتكَر، وأن يكون خارجاً عن المألوف. "تطورت الأفكار من خلال النقاشات باقتراح أحد الأصدقاء في باريس، القيام بمشهد تمثيلي يجسّد معاناة الغوطة، مع توزيع المناشير". يقول أحد المشاركين في الفعاليَّة، إياس عدي، في حديثٍ لـ "العربي الجديد".
تختصر فكرة الفعاليَّة بالشكل التالي: يقوم المشاركون والمشاركات، بتمثيل الأشخاص المصابين الخارجين من تحت الأنقاض جرّاء قصف نظام الأسد، وتحويل الصورة الشهيرة للشاب من الغوطة الحامل لكيس السيروم إلى أيقونة ورمز للتحرُّك. اتّفق المشاركون أن يكون كلّ شيء بسيطًا، وبدون تعقيدات، وأن تنطلق الفعاليَّة بداية من قطار الأنفاق، ويتمّ التوجّه بعدها إلى أماكن الازدحام الكبرى في برلين.
(العربي الجديد)
حاول المشاركون تنويع أماكن العرض لاستقطاب أكبر شريحة ممكنة من الناس. فكانت البداية في ساحة "الإلساندر بلاتز" مرورًا بجزيرة المتاحف وبوابة برلين، ثم الختام في ساحة "كوتبوس تور" في حيّ "كرويزبرغ" الشهير في برلين.
تعاونت السلطات الأمنيّة الألمانيَّة بسلاسة في دعم النشاط. ويقول عدي بأنَّ ردود الأفعال في الشارع الألماني كانت متفاوتة. من الصدمة، إلى الفضول لمعرفة الرسالة المقصودة. "لم تخلُ الردود، أحياناً، من أشخاص لا مبالين إطلاقاً، أو حتّى ممّن أظهروا مشاعر سلبيَّة. ولكن، بالمجمل كان الناس متعاطفين معنا. وكمشارك شعرت بأنّ الأشخاص في الشارع تفاعلوا معنا بشكل جيد نسبياً، وأفضل من المرات السابقة، أثناء الوقفات التقليدية. واستطعنا الوصول لعدد أكبر بسبب التنقل والمشي في الشوارع".
ويكمل عدي قائلاً: "بعض الأشخاص فوجئوا بمشهدنا. واتصلوا بالشرطة ظنا منهم أننا هاربون من أحد المشافي! وكثرٌ سألونا وأرادوا معرفة المزيد، وكيف بإمكانهم المساهمة أو فعل شيء، ما للتخفيف من معاناة المدنيين في الغوطة، التأثّر كان واضحاً. وهذا ما حرصنا على وجوده في المنشورات بشكل بسيط وسريع، مع وسم الغوطة، والموقع الذي أطلقه ناشطون من قبلنا. في جولتنا بالقطار، لاحظت أنَّ أكثر من شخص باشروا بتصفُّح الموقع فوراً ليعرفوا أكثر عن الموضوع. وهذا هو أهمّ أهداف عرضنا وحملتنا، إذْ إنّ الإعلام الألماني لا يساعد كثيرًا المواطن الألماني في فهم ما يجري في منطقتنا".
في الختام، ما أراد المشاركون إيصاله هو أنَّ العجز ليس حلاً، والأفكار العفوية والبسيطة قد تكون كافية لإيصال جزء من معاناة الشعب السوري في الداخل. "قد لا نحقق نتائج سريعة ملموسة، ولكن، على الأقل يجب أن لا ندع موت السوريين في يمر بصمت دون أن نملأ العالم بالضجيج"، يقول عدي.
(العربي الجديد)
بدأت فكرة المشروع من الشعور بالعجز واللاجدوى من الفعاليات التقليدية، كالتظاهر وحمل اللافتات فقط، والتي تبيّن بأنّها لا تؤثّر كثيراً على المواطن الأوروبي العادي. إذْ كان لدى المشاركين إحساسٌ بأن هناك شيئا جديد يجب أن يُبتكَر، وأن يكون خارجاً عن المألوف. "تطورت الأفكار من خلال النقاشات باقتراح أحد الأصدقاء في باريس، القيام بمشهد تمثيلي يجسّد معاناة الغوطة، مع توزيع المناشير". يقول أحد المشاركين في الفعاليَّة، إياس عدي، في حديثٍ لـ "العربي الجديد".
تختصر فكرة الفعاليَّة بالشكل التالي: يقوم المشاركون والمشاركات، بتمثيل الأشخاص المصابين الخارجين من تحت الأنقاض جرّاء قصف نظام الأسد، وتحويل الصورة الشهيرة للشاب من الغوطة الحامل لكيس السيروم إلى أيقونة ورمز للتحرُّك. اتّفق المشاركون أن يكون كلّ شيء بسيطًا، وبدون تعقيدات، وأن تنطلق الفعاليَّة بداية من قطار الأنفاق، ويتمّ التوجّه بعدها إلى أماكن الازدحام الكبرى في برلين.
(العربي الجديد)
حاول المشاركون تنويع أماكن العرض لاستقطاب أكبر شريحة ممكنة من الناس. فكانت البداية في ساحة "الإلساندر بلاتز" مرورًا بجزيرة المتاحف وبوابة برلين، ثم الختام في ساحة "كوتبوس تور" في حيّ "كرويزبرغ" الشهير في برلين.
تعاونت السلطات الأمنيّة الألمانيَّة بسلاسة في دعم النشاط. ويقول عدي بأنَّ ردود الأفعال في الشارع الألماني كانت متفاوتة. من الصدمة، إلى الفضول لمعرفة الرسالة المقصودة. "لم تخلُ الردود، أحياناً، من أشخاص لا مبالين إطلاقاً، أو حتّى ممّن أظهروا مشاعر سلبيَّة. ولكن، بالمجمل كان الناس متعاطفين معنا. وكمشارك شعرت بأنّ الأشخاص في الشارع تفاعلوا معنا بشكل جيد نسبياً، وأفضل من المرات السابقة، أثناء الوقفات التقليدية. واستطعنا الوصول لعدد أكبر بسبب التنقل والمشي في الشوارع".
ويكمل عدي قائلاً: "بعض الأشخاص فوجئوا بمشهدنا. واتصلوا بالشرطة ظنا منهم أننا هاربون من أحد المشافي! وكثرٌ سألونا وأرادوا معرفة المزيد، وكيف بإمكانهم المساهمة أو فعل شيء، ما للتخفيف من معاناة المدنيين في الغوطة، التأثّر كان واضحاً. وهذا ما حرصنا على وجوده في المنشورات بشكل بسيط وسريع، مع وسم الغوطة، والموقع الذي أطلقه ناشطون من قبلنا. في جولتنا بالقطار، لاحظت أنَّ أكثر من شخص باشروا بتصفُّح الموقع فوراً ليعرفوا أكثر عن الموضوع. وهذا هو أهمّ أهداف عرضنا وحملتنا، إذْ إنّ الإعلام الألماني لا يساعد كثيرًا المواطن الألماني في فهم ما يجري في منطقتنا".
في الختام، ما أراد المشاركون إيصاله هو أنَّ العجز ليس حلاً، والأفكار العفوية والبسيطة قد تكون كافية لإيصال جزء من معاناة الشعب السوري في الداخل. "قد لا نحقق نتائج سريعة ملموسة، ولكن، على الأقل يجب أن لا ندع موت السوريين في يمر بصمت دون أن نملأ العالم بالضجيج"، يقول عدي.
(العربي الجديد)