كسرت المرشحة للانتخابات الرئاسية في فنلندا المقررة اليوم الأحد، اليمينية المتطرفة، لورا هوهتساري، النمطية السياسية في فنلندا، فهي تكره المهاجرين والاتحاد الأوروبي، وتؤيد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتستخدم شعار "فنلندا أولاً"، ما جعل الصحافة الفنلندية تطلق عليها لقب "مارين لوبان فنلندا".
وتبرز مرشحة الحزب الفنلندي اليميني المتطرف، لورا هوهتساري، بأسلوب ومضمون مختلفين عن المرشحين السبعة الآخرين للانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم. وعلى الرغم من عدم توقع فوزها في الانتخابات الرئاسية، فإن هوهتساري تسوق لرسالة حزبها المناهضة للهجرة والاتحاد الأوروبي. وترحب هوهتساري بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وتعتقد أن فنلندا أكثر استعداداً لتبني مبدأها الشعبوي. وانتقدت هوهتساري (38 سنة)، في خطاب في وسط هلسنكي، الاتحاد الأوروبي "الذي حول فنلندا إلى إحدى مقاطعاته"، وشنت هجوماً على المهاجرين، وغالبيتهم من المسلمين. وأنهت خطابها الناري بابتسامة، قبل أن تشجع أنصارها بأن "يسترجعوا بلادهم"، مطلقة شعار "فنلندا أولاً". وقالت هوهتساري، في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو"، "أنا هنا لتذكير الناس بأن الحزب الفنلندي هو بالفعل بديل عن التيار العام. أريد تغيير الاتجاه الذي تسير فنلندا فيه، واستعادة استقلالنا".
وقد كسرت تعليقاتها العنيفة والعنصرية حول المهاجرين والمثلية الجنسية التقليد في سياسة البلد، فيما أكسبها شعرها الفضي وخطاباتها النارية لقب "مارين لوبان فنلندا" في الصحافة المحلية. لكن، وعلى عكس لوبان، فإن هوهتساري بعيدة جداً عن الوصول إلى السلطة، إذ إن استطلاعات الرأي تظهر أن الرئيس الحالي، ساولي نينيستو، سيحصل على 63 في المائة من الأصوات، بينما ستحصل هوهتساري على 6 في المائة، ما يجعلها في المرتبة الرابعة. وعلى الرغم من أنها في البرلمان منذ 3 سنوات فقط، فإن هدف هوهتساري هو زيادة أعداد المنضوين في الحزب قبل الانتخابات النيابية والأوروبية في عام 2019. وقالت "فنلندا متأخرة قليلاً إذا تمت مقارنتها بدول أوروبية أخرى. إن الأحزاب المعارضة للهجرة تفوز، والشعب يستفيق في كل مكان. إنهم يستفيقون هنا (فنلندا) أيضاً". واستعارت شعبوية وقومية زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسية، مارين لوبان، وتبنت تشكيك الرئيس السابق لحزب "استقلال المملكة المتحدة"، نايجل فاراج، في الاتحاد الأوروبي وحولت شعار ترامب "أميركا أولاً" إلى شعار محلي "فنلندا أولاً" و"لنسترد فنلندا".
وقبل دخولها معترك السياسة، عملت هوهتساري، نائبة رئيس الحزب الفنلندي، معلمة دين ومعلمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وقد ساعدها هذا الأمر على البروز، فيما يضع رئيس الحزب يوسي هالّا-أهو الاستراتيجيات العامة. وكان قد انشق 20 من ممثلي الحزب الفنلندي الشعبوي في البرلمان، البالغ عددهم 37، منتصف العام الماضي، وشكلوا كياناً أكثر اعتدالاً سموه "البديل الجديد"، وذلك على خلفية انتخاب هالّا-أهو زعيماً للحزب. وكان الزعيم الجديد قد دين بتبني خطاب كراهية ضد المسلمين، ما دفع رئيس الوزراء لاستبعاد الحزب من الائتلاف الحكومي. وعلى الرغم من أن هوهتساري والحزب الفنلندي يواجهان معوقات كبيرة، إذ إن الوضع الاقتصادي يتحسن كما أن موضوع "بريكست" أدى إلى أزمة في بريطانيا، فإن تأثيرهما في السياسة الفنلندية يكبر. وقالت الخبيرة في الشعبوية في جامعة هلسنكي، أميليا بالونن، إن على هوهتساري العثور على طريقة جديدة لإيصال رسائل الحزب عدا معارضة الهجرة. لكن هوهتساري تخطط للتمسك بقناعاتها. وقالت "انظر إلى نايجل فاراج. لقد استلزم الأمر 17 سنة لحصول بريكست. أنا لا أخطط للانتظار كل هذه المدة".
(العربي الجديد)