قالت زعيمة المعارضة في بيلاروسيا سفيتلانا تسيخانوسكايا، اليوم السبت، إنّ شعب بلادها لن يسمح للرئيس ألكسندر لوكاشينكو بمعاملته مثلما كان الحال في الماضي، وإن الرئيس سيضطر للرحيل إن عاجلاً أو آجلاً، يأتي ذلك في وقت أمر لوكاشينكو وزير الدفاع باتخاذ "تدابير أكثر صرامةً" في البلاد، التي تشهد حركة احتجاج منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، في 9 أغسطس/ آب.
وأكدت زعيمة المعارضة، خلال مقابلة مع وكالة "رويترز"، أنها تتلقى اتصالات كثيرة من زعماء دول مثل بريطانيا وألمانيا، وأن كل ما تطلبه منهم هو دعم شعب بيلاروسيا واحترام سيادة البلاد.
وأشارت إلى أنها تشعر بالأمان في ليتوانيا المجاورة، وأنّ حرساً شخصياً يتولى حمايتها لكنها امتنعت عن الإدلاء بمزيد من التصريحات بخصوص الأمن المتوفر لها.
Belarusian opposition leader sees herself as a symbol of change https://t.co/b1862LqCki pic.twitter.com/gOAXrRszbt
— Reuters (@Reuters) August 22, 2020
في سياق مواز، قال فريق تابع لزعيمة المعارضة إنها ستلتقي نائب وزير الخارجية الأميركي ستيفن بيجن في ليتوانيا يوم الإثنين، في إطار الجهود المبذولة لحل الأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في بلادها.
ويزور بيجن العاصمة الليتوانية فيلنيوس في طريقه إلى العاصمة الروسية موسكو في ظل سعي واشنطن للتوصل إلى حل سلمي للأزمة لتجنب التدخل الروسي.
في المقابل، أمر الرئيس البيلاروسي وزير الدفاع باتخاذ "التدابير الأكثر صرامةً" من أجل حماية وحدة أراضي البلاد.
وذكر بيان نشرته الرئاسة البيلاروسية عبر موقع "تلغرام"، أنّ لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ 26 عاماً تفقد، السبت، وحدات عسكرية منتشرة في غرودنو في غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا.
ومع وصوله إلى الموقع العسكري في غرودنو، ندد بالحراك الاحتجاجي، مكرراً أنه يجري التحريض عليه "من الخارج".
وأعلن الرئيس "آمر وزارة الدفاع... بحماية لؤلؤة بيلاروسيا الغربية ووسطها غرودنو. واتخاذ التدابير الأكثر صرامة لحماية وحدة أراضي بلادنا". وأكد أنه لاحظ "تحركات مهمة من قبل قوات الحلف الأطلسي في المنطقة المجاورة" للحدود البيلاروسية على أراضي بولندا وليتوانيا.
وفي هذا السياق، أعلن لوكاشينكو أنّ معظم القوات المسلحة البيلاروسية وضعت في حال تأهب. ويأتي هذا التصريح فيما يستعد الجيش البيلاروسي لمناورات في منطقة غرودنو، بين 28 و31 أغسطس/ آب.
وردّ الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا مصرحاً لـ"فرانس برس"، بأنّ نظام الرئيس لوكاشينكو "يسعى إلى تحويل الانتباه عن المشاكل الداخلية البيلاروسية بأي ثمن عبر تصريحات لا أساس لها البتة عن تهديدات خارجية وهمية".
ويواجه لوكاشينكو الذي يدعي الفوز بنسبة 80% بالانتخابات الرئاسية، حركة احتجاجية غير مسبوقة في الجمهورية السوفياتية السابقة.
وتقول المعارضة إنّ الانتخابات شهدت تزويراً وتنظم تظاهرات يومية في البلاد. وشكّلت المعارضة هذا الأسبوع "مجلس تنسيق" هدفه العمل على تحقيق انتقال سياسي في البلاد بعد الانتخابات، لكن السلطات باشرت، الخميس، ملاحقات قضائية بحقّه بتهمة "المساس بالأمن القومي".
وشددت تيخانوفسكايا التي لجأت إلى ليتوانيا، الجمعة على أنّ الشعب البيلاروسي "لن يقبل أبداً بالقيادة الحالية"، بينما أكد لوكاشينكو، الجمعة، أنه "سيعالج مشكلة" الحركة الاحتجاجية.
(رويترز، فرانس برس)