حذّر منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، مارك لوكوك، يوم الثلاثاء، من خطر حدوث مجاعة في اليمن، مشيراً إلى أن "ما يواجهه اليمن صادم".
وشدد لوكوك، خلال إحاطة قدمها للمجلس لإطلاعه على آخر مستجدات الوضع الإنساني باليمن، على أن "نواجه خطر المجاعة في اليمن بشكل أكبر مما كان عليه قبل أكثر من سنة".
وأوضح: "لكي يكون الأمر واضحاً، إن هناك خطراً للمجاعة في اليمن أكبر مما كان عليه الوضع، أو حتى مما قدرنا قبل أشهر"، مضيفاً: "قد يعتقد البعض أنه يمكن تفادي الخطر، كما تم في الماضي، وتعزيز المساعدات الإنسانية، وما أقوله لكم اليوم إن الوضع الإنساني في اليمن أخطر مما كان في السابق، ولأسباب عديدة، من بينها أن عدد الأشخاص المعرضين للمجاعة ازداد".
وتابع: "في آخر تقديراتنا السابقة قدرنا وجود 11 مليون يمني يعانون من انعدام الغذاء الحاد، والآن نقدّر أن العدد وصل إلى 14 مليوناً".
وفيما يخص الوضع الصحي قال لوكوك إن "نصف المنشآت الصحية فقط تعمل، الكثير من اليمنيين أفقر من أن يتمكنوا من تلقي العلاج في تلك المنشآت. في نهاية العام الماضي قدرت إحدى المنظمات الإنسانية أن هناك 130 طفلاً، تحت عمر الخمس سنوات، يموتون يومياً في اليمن من الجوع المفرط والأمراض. وبحسب تقديرات المنظمة فإن هناك قرابة 50 ألف طفل يمني، تحت عمر الخمس سنوات، ماتوا خلال سنة".
وأشار إلى العديد من القضايا التي أدت إلى تدهور الأوضاع على هذا النحو الكارثي، ومن بينها: تعليق برامج شبكة الأمان العامة، الانخفاض في قيمة الريال اليمني الذي وسع مساحة الأزمة اليمنية لعدم تمكن اليمنيين من شراء احتياجاتهم الغذائية والأساسية، فقدان قطاع واسع من الأسر لدخلها المادي، بما فيها دفع مرتبات الموظفين في الخدمة المدنية منذ عام 2016، إضافة إلى انخفاض مستوى الواردات التي لم تسترد مستوياتها إلى مستويات ما قبل الحصار، الذي فرضه التحالف بقيادة السعودية منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، فضلاً عن تأخر الحكومة اليمنية في الموافقة على خطة الائتمان لعدد من السلع الأساسية. كما زيادة النزوح، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
وأكد أن احتدام القتال حول الحديدة يخنق خط الإمدادات الذي تعتمد عليه المساعدات الإنسانية ويؤدي إلى انهيار مستمر للاقتصاد. وأشار في هذا السياق "لقد اضطر أكثر من نصف مليون يمني يعيشون في منطقة الحديدة للنزوح عن مناطق سكناهم منذ يونيو/ حزيران الأخير. والطريق الشرقي من مدينة الحديدة إلى صنعاء مقطوع، مما يؤثر على إمدادات البضائع والتجارة من الموانئ الرئيسية إلى المناطق الرئيسة شمال اليمن".