29 نوفمبر 2016
لوكيربي... النسخة المصرية
لم تكن زيارة عبد الفتاح السيسي إلى لندن عادية، وبعيداً عن وجود قوى معارضة رافضة هذه الزيارة أو مظاهرات مناهضة، فقد تحولت من طوق نجاة جديد إلى محاولة إغراقٍ لنظام يغرق منذ ظهوره، ومن حلم وأمل في اكتساب شرعية إلى كابوس مزعج، ومن كونها زيارة فارقة في طلب المدد الخارجي، كما تمنى الزائرون، لتصبح زيارة لها ما بعدها، فأصدقاء أمس الذين تحولوا إلى أعداء متآمرين على مصر وأهلها من وجهة نظرهم. وبالفعل، كانت زيارة فارقة، حيث ظهر فيها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يضرب بالقواعد والأعراف الدبلوماسية عرض الحائط، ليقابل الضيف بقرارات مفاجئة ومؤلمة. وكما قال وزير خارجية مصر السابق، محمد عرابي "كان يمكن أن تتم معالجة الموضوع بشكل أفضل، من دون إحراج الرئيس السيسي". إذا فالجميع يعترف بهذا الإحراج، وقد ظهر رئيس الوزراء وكأنه يغسل يديه من وصمة مقابلة متهم بانتهاك حقوق الإنسان والقيام بمجازر جماعية لشعبه، فها هو يؤكد، في حضرة الضيف، أن المخابرات البريطانية تعلم عن حادث الطائرة الروسية ما لا يعلمه قائد الانقلاب أو مخابراته. ويعلن حقيقة بديهية عند الغرب، لكنها قد تكون مستغربة عن بعض القادة والزعماء العرب، هي أن سلامة المواطن أهم من أي مصالح مهما كانت.
ولكن، إن كنا نتفهم ما تشعر به لندن، أو تؤكده مخابراتها، أن هناك خللاً أمنياً في إجراءات السلامة في مطار شرم الشيخ، فهل يستدعي ذلك إجلاء السياح؟ ألم يكن من الكافي الاشتراط على مصرلزيادة سلامة الإجراءات أو حتى إرسال بعثة أمنية تساعد أمن المطار فترة محدودة؟ ألم يكن حظر السفر إلى شرم الشيخ كافياً؟ بالتأكيد، إن إجراء إجلاء السياح بهذه الصورة لا يتناسب مع الحدث المعلن. ثم ماذا دار في المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكاميرون في أثناء الزيارة، والتي أعقبها قرار روسي بحظر السفر إلى مصر؟ ولماذا لم تعقبها مهاتفة مماثلة بين بوتين والسيسي، خصوصاً وأن الأخير معني بالحادث مباشرة؟ تساؤلات تبحث عن إجابة خاصة، بعد تسارع وتيرة قرارات الدول بحظر السفر إلى شرم الشيخ أو الطيران فوق سيناء.
لعل الصورة قد تتضح أكثر، إذا تم الربط بما نشرته "ديلي ميل" البريطانية أن طائرة بريطانية تفادت صاروخاً خلال طيرانها فوق سيناء في أغسطس/ آب الماضي، وجاء بيان الخارجية المصرية ليشكك، لكنه لا ينكر التدريبات العسكرية بصواريخ في ذلك الوقت.
إذا كانت هناك بالفعل طائرة بريطانية نجت من صاروخ أطلق عليها خطأ من القوات المسلحة المصرية، وإذا تم ربط ذلك بأن نتائج التحقيق في سقوط الطائرة الروسية لم يتم الإعلان عنها رسمياً، فالشواهد تقرر أننا في انتظار مفاجأة غير سارّة لقادة الانقلاب المصري، عند الإعلان عن سبب سقوط الطائرة، والذي أصبح مؤكداً لتلك الدول التي تسحب رعاياها، خصوصاً وأن للجيش المصري سابقة قتل خطأ شهيرة للسائحين المكسيكيين، والتي لم تُعلن نتائج التحقيق عنها بعد، فهل يستيقظ النظام المصري على قضية دولية مثل قضية لوكيربي؟ ومن سيقدّم من قادة العسكر ليكونوا كبش فداء في حالة حدوث هذا السيناريو؟ ومن أين سيدفع النظام التعويضات في ظل حالة الإفلاس التي تلوح في الأفق؟
وإذا جاءت النتائج بأنه تم زرع قنبلة على الطائرة فما زالت المسؤولية التقصيرية للنظام المصري قائمة، فكيف لهذا النظام أن يواجه ذلك المستقبل المعتم في ظل الانتقال السريع من حالة فشل في مواجهة الأزمات الداخلية التي تتضخم، يوماً بعد يوم، إلى حالة فشل خارجي وعزلة جديدة قد تكون في انتظارها.
مؤكد أن قرارات إجلاء السائحين بهذه الصورة المتسارعة، وكذلك الإعلان المتأخر لحادث الطائرة البريطانية فوق سيناء، له ما بعده، ومن غير المستبعد وجود تدخلات عسكرية خارجية في سيناء، أو فرض عقوبات قد يدفع ثمنها المواطن الذي لا يملك ما يفقده، كما أنه من المرجح أن التضحية بالسيسي أصبحت من الأمور المطروحة بقوة على الطاولة، وأن نظام الانقلاب في أضعف حالاته الآن، وإذا لم يتم استغلال ذلك جيداً، وبالسرعة الكافية من قوى الثورة المصرية، فقد لا تتاح الفرصة ثانية، والأيام حبلى بالأحداث، فلننتظر.
ولكن، إن كنا نتفهم ما تشعر به لندن، أو تؤكده مخابراتها، أن هناك خللاً أمنياً في إجراءات السلامة في مطار شرم الشيخ، فهل يستدعي ذلك إجلاء السياح؟ ألم يكن من الكافي الاشتراط على مصرلزيادة سلامة الإجراءات أو حتى إرسال بعثة أمنية تساعد أمن المطار فترة محدودة؟ ألم يكن حظر السفر إلى شرم الشيخ كافياً؟ بالتأكيد، إن إجراء إجلاء السياح بهذه الصورة لا يتناسب مع الحدث المعلن. ثم ماذا دار في المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكاميرون في أثناء الزيارة، والتي أعقبها قرار روسي بحظر السفر إلى مصر؟ ولماذا لم تعقبها مهاتفة مماثلة بين بوتين والسيسي، خصوصاً وأن الأخير معني بالحادث مباشرة؟ تساؤلات تبحث عن إجابة خاصة، بعد تسارع وتيرة قرارات الدول بحظر السفر إلى شرم الشيخ أو الطيران فوق سيناء.
لعل الصورة قد تتضح أكثر، إذا تم الربط بما نشرته "ديلي ميل" البريطانية أن طائرة بريطانية تفادت صاروخاً خلال طيرانها فوق سيناء في أغسطس/ آب الماضي، وجاء بيان الخارجية المصرية ليشكك، لكنه لا ينكر التدريبات العسكرية بصواريخ في ذلك الوقت.
إذا كانت هناك بالفعل طائرة بريطانية نجت من صاروخ أطلق عليها خطأ من القوات المسلحة المصرية، وإذا تم ربط ذلك بأن نتائج التحقيق في سقوط الطائرة الروسية لم يتم الإعلان عنها رسمياً، فالشواهد تقرر أننا في انتظار مفاجأة غير سارّة لقادة الانقلاب المصري، عند الإعلان عن سبب سقوط الطائرة، والذي أصبح مؤكداً لتلك الدول التي تسحب رعاياها، خصوصاً وأن للجيش المصري سابقة قتل خطأ شهيرة للسائحين المكسيكيين، والتي لم تُعلن نتائج التحقيق عنها بعد، فهل يستيقظ النظام المصري على قضية دولية مثل قضية لوكيربي؟ ومن سيقدّم من قادة العسكر ليكونوا كبش فداء في حالة حدوث هذا السيناريو؟ ومن أين سيدفع النظام التعويضات في ظل حالة الإفلاس التي تلوح في الأفق؟
وإذا جاءت النتائج بأنه تم زرع قنبلة على الطائرة فما زالت المسؤولية التقصيرية للنظام المصري قائمة، فكيف لهذا النظام أن يواجه ذلك المستقبل المعتم في ظل الانتقال السريع من حالة فشل في مواجهة الأزمات الداخلية التي تتضخم، يوماً بعد يوم، إلى حالة فشل خارجي وعزلة جديدة قد تكون في انتظارها.
مؤكد أن قرارات إجلاء السائحين بهذه الصورة المتسارعة، وكذلك الإعلان المتأخر لحادث الطائرة البريطانية فوق سيناء، له ما بعده، ومن غير المستبعد وجود تدخلات عسكرية خارجية في سيناء، أو فرض عقوبات قد يدفع ثمنها المواطن الذي لا يملك ما يفقده، كما أنه من المرجح أن التضحية بالسيسي أصبحت من الأمور المطروحة بقوة على الطاولة، وأن نظام الانقلاب في أضعف حالاته الآن، وإذا لم يتم استغلال ذلك جيداً، وبالسرعة الكافية من قوى الثورة المصرية، فقد لا تتاح الفرصة ثانية، والأيام حبلى بالأحداث، فلننتظر.