ذكر موقع معاريف اليوم، أنّ احتمالات تبكير موعد الانتخابات الإسرائيلية العامة، وعدم إكمال حكومة بنيامين نتنياهو ولايتها الكاملة، تزداد يوماً بعد يوم، في ظلّ عدم الاستقرار داخل الائتلاف الحكومي الحالي.
وأشار الموقع إلى أنّ وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، أعرب في الأيام الماضية عن اعتقاده بأنّ الانتخابات القادمة في إسرائيل قد تكون في مطلع نيسان/أبريل القادم، محدداً شهر حزيران/يونيو، آخر موعدٍ لإجرائها، في ظلّ التناقضات الشديدة، بين أركان الحكومة وخصوصاً بين "ييش عتيد" وحزب "هتنوعاه" من جهةٍ، وبين البيت اليهودي من جهةٍ أخرى.
وجاءت هذه التصريحات، على ضوء التضارب الشديد في مواقف أقطاب الائتلاف الحكومي في القضايا الداخلية، وخصوصاً قانون التهويد الذي تمكّن محور ليبرمان ــ بينيت ــ لبيد، من تمريره قبل أسبوعين في جلسة القضاء والدستور البرلمانية، على الرغم من معارضة نتنياهو، الذي اضطرّ إلى سحب القانون، وتحويله إلى اقتراحٍ للحكومة، بهدف تفادي غضب كتل "الحريديم"، التي يحلم نتنياهو بإعادة الحلف معها، بدلاً من حزب "ييش عتيد".
وفي هذا السياق، تشير تحرّكات نتنياهو الداخلية، إلى بدء استعداداته لمعركة الانتخابات الداخلية في الليكود، إذ اتّفق مع عضو الكنيست داني دانون، الذي يشغل منصب رئيس مؤتمر الليكود، على عقد مؤتمر مركز الليكود في التاسع من الشهر الحالي، لتحديد موعد الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب، وانتخاب مرشحه لرئاسة الحكومة.
ويسعى نتنياهو تحديد موعد مبكر للانتخابات الداخلية في الليكود، للاستفادة قدر الإمكان من شعبيته داخله، ولمنع ظهور منافسٍ حقيقي داخل الليكود، خصوصاً بعد أن اعتزل وزير الداخلية السابق، جدعون ساعر، العمل السياسي، واستقال من وزارة الداخلية، ومن الكنيست كلياً.
وفي حال تبيّن لنتنياهو أنّ الظروف ملائمة، سيعمل على تبكير موعد الانتخابات، وخصوصاً قبل تصعيد الأوضاع في القدس المحتلة، وقبل ظهور علامات تمرّد أو مضاعفة الانتقادات له، بإضاعة السيادة الإسرائيلية على القدس.
ولفتت هآرتس اليوم، إلى أنّ نتنياهو سيحاول تصعيد لهجته اليمينية في كل ما يتعلق بالقدس المحتلة، والبناء الاستيطاني، واستعادة الأمن فيها، لتكون رصيداً له في الانتخابات القادمة، إلى جانب مواصلة التحريض على السلطة الفلسطينية و"حماس"، والتلويح بالخطر الإيراني، في ظل فشل حكومته في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.
إلى ذلك، يستغلّ نتنياهو ما نشرته الاستطلاعات الإسرائيلية، بأنّه لا يزال الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات وتشكيل الحكومة القادمة، خصوصاً في ظل انهيار اليسار الإسرائيلي كلياً، وعدم قدرته على طرح مرشّح يمكن له أن يكسر هيمنة أحزاب اليمين على الكنيست، والتي تملك مع كتل "الحريديم" أكثر من 80 من أصل 120 مقعداً في الكنيست.