أكد الضابط العسكري الليبي، الرائد أكرم البراي، استقرار الأوضاع في منطقة أم الأرانب، الواقعة جنوب سبها بـ150 كم، بعد طرد مليشيات التمرد التشادية من المنطقة ومحيطها، موضحا أن القتال الذي خاضه أهالي المنطقة ضد المسلحين التشاديين أوقع عشرة قتلى وما يقارب 15 مصابا.
وقال البراي، وهو أحد الضباط العسكريين من المنطقة، إن "كتائب المنطقة، ومن أبرزها كتيبة خالد بن الوليد، وقرابة ثلاثة فصائل أخرى مؤلفة من مسلحي القبائل، يقومون بتمشيط محيط المنطقة بحثا عن مسلحي المعارضة التشادية"، مشيرا إلى أن "الكتائب التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر لم تشارك في القتال حتى الآن".
وكان حفتر قد أعلن، ليل الجمعة الماضية، عن إطلاقه عملية عسكرية لتحرير الجنوب من مليشيات المعارضة التشادية، وتحديدا في حوض مرزق.
وأضاف "وصلت قوات لحفتر إلى المنطقة، وأخرى ذهبت إلى مناطق مجاورة لترتيب صفوفها وبدء حملتها العسكرية، لكنها لم تبدأ حتى الآن"، لافتا إلى أن مستشفى تراغن ومرزق القريبين من أم الأرانب يستقبلان مصابي وقتلى الاشتباكات حتى من طرف المعارضة التشادية.
وأكد "كل المناطق الواقعة إلى جنوب أم الأرانب، وصولا إلى الحدود التشادية، لا تزال تتواجد فيها مليشيات المعارضة، لكن أهالي الجنوب عزموا على طردها بمساعدة حكومتي الشرق وطرابلس أو دونها"، مرجحا أن تكون قوة المليشيات التشادية أقل مما كانت في السابق.
وقال: "المعلومات تشير حتى الآن إلى وجود أربع كتائب، وما يشاع في وسائل الإعلام عن أن عددهم يزيد عن 10 آلاف مسلح غير صحيح، فهم أقل من ذلك"، لافتا إلى أن قبائل لها امتدادات في تشاد والنيجر هي من قدمت لهم الحاضنة، وتجري اتصالات كثيفة مع تلك القبائل لتحديد موقفها.
وشدد المتحدث ذاته على أن "العامل القبلي حاسم في الأمر، فقيادات قبائل التبو ترفض اتهامها بأنها هي من جلبت وسهلت وجود التشاديين بالجنوب الليبي، بينما الواقع يقول غير ذلك"، لكنه أشار إلى أن الموقف بين التبو بدا منقسما وأقل تمسكا بوجود مسلحي المليشيات التشادية.
وأكد البراي أن أيا من حكومتي الشرق أو طرابلس لا وجود لها نهائيا في الجنوب، وأن الخدمات والظروف المعيشية سيئة إلى أبعد الحدود، مؤكدا أن مجالس اجتماعية وقيادات قبلية ستعلن عن شروطها قريبا بشكل موحد لإرغام سلطات البلاد لتقديم الخدمات للجنوب لقاء مشاركتها في الانتخابات، وضرورة إشراكها بشكل فاعل في تشكيل أي سلطة مقبلة.