وقال مسؤول أمن المطار، الجيلاني الداهش، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "المطار تعرض صباح الأحد لهجوم بقذائف الهاون والصواريخ ومدفعيات دبابات"، مؤكداً أنّه "الهجوم الأعنف" منذ بداية الاشتباكات. وأضاف الداهش أن ميليشيات "ثوار الزنتان" "يتصدّون لهجوم شنّته مجموعة من مدينة مصراتة، وجماعات إسلامية أخرى في غرب طرابلس".
وكانت محاولات الوساطة بين ممثلين عن الزنتان التي تتزعم "كتائب القعقاع" و"الصواعق" و"المدني"، وبين مجموعات مسلحة من مصراتة ومناطق أخرى في طرابلس فشلت في احتواء الأزمة وتسليم مطار طرابلس الدولي، ومعسكر النقلية الذي يُعد المخزون الاستراتيجي لأسلحة مليشيات القعقاع والصواعق والمدني، بعد رفض الأخيرة الخروج بدون سلاح من مواقعها التي تسيطر عليها.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إنهم شاهدوا سيارات دفع رباعي عليها مدافع 14.5 و105، تتجه لدعم قوات "درع الغربية" المسيطرة على معسكر اليرموك، والذي تقصفه مليشيات المدني من معسكر حمزة القريب من طريق المطار. وبدأت كتائب مؤيدة لعملية "فجر ليبيا" من داخل العاصمة طرابلس التوجه للمطار للالتحاق بالمعركة الدائرة رحاها منذ ساعات، ولم يُكشف بعد عن حجم الخسائر المادية أو البشرية بين الطرفين حتى الآن.
ومنذ اندلاع المواجهات الأحد الماضي، سقطت عشرات القذائف على المطار، وألحقت أضراراً بالمنشآت وبأكثر من عشر طائرات ليبية. وتعرضت 13 طائرة تابعة للخطوط الأفريقية لإصابات بعيارات نارية وشظايا من أصل 20 طائرة، كانت موجودة بمطار طرابلس الدولي.
إلى ذلك، تدافع العشرات من المسافرين على مطارين صغيرين في ليبيا، بعد الإعلان عن استئناف الرحلات الجوية منهما، وذلك في أعقاب إغلاق المطار الدولي الرئيسي نتيجة للقتال. واستأنفت شركات جوية محلية رحلاتها إلى الدول المجاورة انطلاقاً من مطار معيتيقة في طرابلس، الذي عادة ما يستخدمه الجيش وشركات النفط، إلى جانب مطار آخر صغير يقع على مسافة (210 كيلومترات) إلى الغرب من مصراتة.
وقال مدير مصلحة الطيران المدني في ليبيا، نصر الدين شائب العين لـ"العربي الجديد" إنه "تم فتح الأجواء الليبية في نطاق عودة الليبيين من مطارات العالم والعمالة العالقة في ليبيا". وكشف عن تسيير 15 رحلة جوية في المطارات الليبية منذ أمس السبت، مشيراً إلى أن المطارات المعنية باستقبال الرحلات الدولية فيما يتعلق بالمنطقة الغربية هي مطاري مصراتة ومعيتيقة بطرابلس، وفي المنطقة الشرقية مطاري الأبرق وطبرق.
وأضاف شائب العين أن "الرحلات استثنائية وليست منتظمة، أي تقتصر على السفر للمواطنين الليبيين العالقين في مطارات عريبة وعالمية، أوالعمالة الأجنبية المتواجدة في ليبيا وترغب في السفر".