تضاربت تصريحات قادة ما يعرف بــ"عملية الكرامة"، اليوم الأربعاء، حول مقتل جنود فرنسيين يقاتلون إلى جانب قواتها، في وقت استنكر فيه قادة وشخصيات ليبية التواجد العسكري الفرنسي داخل الأراضي الليبية.
ونفى آمر غرفة قوات الكرامة في بنغازي، العميد عبد السلام الحاسي، مقتل الجنود الفرنسيين في القتال الدائر بين قوات "الكرامة" وسرايا الدفاع غرب بنغازي.
وقال: "لا صحة لهذه الأنباء جملة وتفصيلا، فلا وجود لأي جندي غير ليبي غرب بنغازي".
لكن آمر سلاح الجو بقوات "الكرامة"، صقر الجروشي، أكد مقتل جنود فرنسيين في حادث سقوط مروحية تابعة لقوات "الكرامة" في سماء منطقة المقرون، أول من أمس الإثنين.
ولفت إلى "وجود قوات خاصة أميركية وبريطانية وفرنسية ليس بيننا فقط وإنما في كل القواعد الليبية".
من جهتها، أوضحت مصادر عسكرية وثيقة الصلة بقائد عملية "الكرامة"، الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، لـ"العربي الجديد"، أن "حادث مقتل الفرنسيين وقع الاثنين الماضي قرب حقل نفطي جنوب الهلال النفطي".
وأضافت أن "الارتباك الذي عاشته قيادة حفتر خلال الساعات الماضية كبير جدا بسبب معارضة قبلية كبيرة وانتقادات حادة وجهتها شخصيات قبلية من قبيلتي الزوية والمغاربة اللتين تقع الحقول النفطية ضمن أراضيهما".
وبحسب المصادر، فإن "القبيلتين سمحتا لحفتر، خلال مايو/ أيار الماضي، بقيادة الوجود العسكري المؤلف من أبنائها بحوض زلة ومرادة، بشرط عدم وجود أي تدخل أجنبي في القيادة".
وشددت على هذا الشرط قبيلة الزوية التي يمتد وجودها الى الجنوب الليبي حيث الأطماع الفرنسية التاريخية.
وقالت المصادر إن "الحاسي نفى مقتل الفرنسيين في حادث تحطم المروحية، ولكن عقب رواج هذا الرواية، وجدت فيها قيادة حفتر ملجأ لتأكيدها للحفاظ على ولاء القبائل بمنطقة الحقول النفطية".
وتابعت: "أعلن عن أسماء الجنود القتلى بتحطم الطائرة، أمس الثلاثاء، وهم أربعة جنود يشكلون كامل طاقم هذه المروحية".
وتساءلت المصادر: "كيف يمكن لقوات خاصة مدربة ومجهزة أن تستعين بطائرات حفتر المتهالكة تاركة طائراتها أو الطيران المصري الذي يشارك بكثافة في الضربات الجوية في شرق ليبيا".
في السياق ذاته، اعتبر مفتي ليبيا، الشيخ الصادق الغرياني، أن إعلان فرنسا عن مقتل جنود لها على الأراضي الليبية هو بمثابة إعلان حرب على البلاد.
ودعا الغرياني، خلال حديث متلفز "كافة الليبيين بالنفير خفافاً وثقالاً لصد العدوان الأجنبي على البلاد"، مؤكداً أن ذلك "واجب شرعي على كل مسلم قادر على حمل السلاح، وإلا الخروج في مظاهرات منددة بالتدخل الفرنسي".
وأضاف: "لقد أسفر الصبح وأبان الوضع عن الوجه الخطير.. بلادنا تتعرض للغزو من قبل الفرنسيين والشرع يوجب قتالهم".
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من مؤسسات الدولة الليبية، اعتبر عضو البرلمان المشارك في جلسات الحوار السياسي، مصطفى بوشاقور، أن اعتراف فرنسا بمقتل جنود لها على الأراضي الليبية "اعتراف خطير يؤكد ما كان يشاع عن وجود قوات أجنبية تقاتل وتدعم قوات حفتر".
واستنكر بوشاقور، في تدوينة على حسابه في "فيسبوك"، موقف فرنسا ودول أخرى تدعم الحرب في شرق البلاد بالسلاح والعتاد وتدعم في الوقت ذاته الاتفاق السياسي وحكومة الوفاق الليبية.
وطالب فرنسا وغيرها من الدول بتوضيح موقفها وسبب وجود قواتها، وهل جاءت بطلب من حكومة الوفاق باعتبارها الوحيدة التي تمتلك الشرعية واعتراف هذه الدول بها؟