أصدر النائب العام الليبي، مذكرة اعتقال بحق كل من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الناطق الرسمي باسم عملية الكرامة، ومحمد احجازي، وآمر ركن القوات الجوية التابعة لرئاسة الأركان التابعة لمجلس النواب الليبي المنحل والعميد صقر الجروشي، في وقت اجتمع فيه سفير ليبيا بالإمارات، عارف النايض، منذ أسبوعين، بشيوخ قبائل ورفلة، من بني وليد، بدولة تونس، طالباً منهم تجهيز قوات مسلحة والدخول للعاصمة طرابلس ووعدهم بمدهم بالسلاح والمال، وفق ما أكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد".
وورد بمذكرة اعتقال حفتر، التي أصدرها النائب العام الليبي، أن "اللواء المتقاعد ومعاونيه ارتكبوا جرائم حسب القوانين الليبية المحلية، كونه غير عسكري، ويقود مجموعات مسلحة تقوم بالهجوم على المدن وقتل المدنيين"
وبحسب محللين، فإن "مذكرة النائب العام الليبي استندت إلى حكم الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا الليبية القاضي بعدم دستورية مجلس النواب الليبي، الذي تبنى عملية الكرامة، ما جعل عملية حفتر غير شرعية، بعد الحكم بعدم دستورية مجلس النواب بطبرق وما انبثق عنه من مؤسسات".
لكنّ محللين آخرين، يرون أن "مذكرة النائب العام باعتقال حفتر جاءت بناء على ضغوطات تعرض لها من المؤتمر الوطني العام، وحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة عمر الحاسي المدعومة من قوات فجر ليبيا، قياساً على حكم الدائرة الدستورية الذي صدر تحت ضغوط وتهديدات".
ميدانياً، اندلعت فيه اشتباكات مسلحة في مناطق سيدي فرج وبوعطني على خلفية تقدم مجموعات من مجلس شورى "ثوار بنغازي"، باتجاه منطقة بنينا وطريق المطار في محاولة لاقتحامها، بموازاة محاولة قوات حفتر التقدم إلى داخل مدينة بنغازي من طريق بوعطني، قبل أن تجبر على التراجع.
وقصفت طائرة حربية تابعة لحفتر مواقع لمجلس "شورى الثوار"، واستهدفت محيط الكوبري المؤدي إلى منطقة بوعطني، ولم يقتل أحد من قوات الشورى"، وفقاً لمصادر المجلس.
وفي موازاة ذلك، استهدفت طائرة أخرى تابعة لحفتر مواقع بمنطقة الصابري ووسط مدينة بنغازي، لكن المضادات الأرضية التابعة لمجلس "شورى الثوار"، تصدّت لها، مما أجبرها على الانسحاب.
واستهدفت طائرة حربية، انطلقت من قاعدة الوطية، جنوب غرب العاصمة طرابلس، بقصف صاروخين على مواقع ما يعرف بـ"فجر ليبيا" بمنطقة الجميل جنوبي العاصمة طرابلس، فيما تشهد قاعدة الوطية التي تتمركز بها كتائب من الزنتان، وما يعرف بجيش القبائل قصفاً بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات "فجر ليبيا" في محاولة للسيطرة عليها.
وفي منطقة جليانه، سُمع دوي إطلاق نار وانفجارات متواصلة، فيما يبدو أنها اشتباكات بين قوات اللواء حفتر ومن يساندهم من المدنيين، وبين قوات تابعة لمجلس شورى الثوار، بحسب شهود عيان.
في غضون ذلك، قامت قوات عسكرية مؤيدة لعملية الكرامة بمدينة بني وليد، في التجمع والحشد، وإنشاء بوابات أمنية داخل المدينة.
وأشارت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" إلى أن "سفير ليبيا بالإمارات عارف النايض، اجتمع منذ أسبوعين بشيوخ قبائل ورفلة من بني وليد بدولة تونس، طالباً منهم تجهيز قوات مسلحة للانضمام إلى جيش القبائل وكتائب الزنتان، والدخول للعاصمة طرابلس من أكثر من محور، ووعدهم بمدهم بالسلاح والمال".
إلى ذلك، أوضح القائد العسكري في قوات حفتر، العقيد ونيس بوخمادة، إن "من يسيطر على بنغازي، هم سكان الأحياء والمناطق الذين صمدوا في وجه الإرهابيين والتكفيريين ودعموا قوات الجيش".