وأعلن المجلس البلدي لمدينة مصراته، الخميس، في بيان، عن طلبه من حكومة الوفاق إيقاف عودة مهجري تاورغاء بسبب خروقات طاولت تنفيذ الاتفاق المبرم بين مدينتي مصراته وتاورغاء.
وكانت حكومة الوفاق قد أبرمت اتفاقا بين المدينتين في 31 من أغسطس/آب 2016 وصادق عليه ممثلوهما في 19 من يونيو/حزيران الماضي، قبل أن تحدد الحكومة أول فبراير/شباط الجاري موعدا لبدء عملية العودة.
وقال مصدر تابع للوزارة لــ"العربي الجديد"، إنّ وفودا من مهجري المدينة وصلت إلى مناطق بني وليد المتاخمة لتاورغاء قادمة من الجنوب ومصراته، فيما توافد آخرون من الشرق إلى مدينة سرت.
وأكد المصدر أن مفاوضات تجرى في الوقت الحالي مع أطراف بمدينة مصراته لإقناعها بضرورة دخول الأهالي للمدينة، فيما لا يزال مسؤولو مصراته يرفضون العودة ويطالبون بتأجيلها.
وعن أسباب التأجيل، قال المجلس العسكري لمصراته ومجلس الحكماء، في بيان صباح اليوم الخميس، إنّ مطالب تأجيل عودة أهالي تاورغاء انبنت على أساس خروقات حدثت في الاتفاق المبرم بين المدينتين، تتمثل في عدم الالتزام بتنفيذ كافة بنود الاتفاق بالترتيب، ولا سيما تسليم المطلوبين للعدالة، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة والتهيئة العمرانية وصرف التعويضات وجبر ضرر جميع الأطراف.
وأضاف المجلسان، في البيان المشترك، أنّ "صدور العديد من التصريحات والبيانات والمواقف المستفزة عن عدد من ممثلي تاورغاء، تمثل عدم رغبة حقيقية في تنفيذ الاتفاق، كما أن إجراءات أخرى تضمنها الاتفاق، منها الوقف الفوري لكافة الأعمال الجارية حاليا بتاورغاء التي من شأنها تغيير معالم المنطقة، ما يترتب عنه طمس وإخفاء المقابر والأدلة التي قد تقود إلى معرفة مصير المفقودين في تاورغاء منذ العام 2011".
كما طالب البيان حكومة الوفاق بمعالجة شاملة لملف تاورغاء ضمن قضية المهجرين وإرجاع مهجري بنغازي إلى مدينتهم، لافتا إلى أن الاتفاق نص على معالجة هذه القضايا قبل البدء في إرجاع أهالي تاورغاء إلى المدينة.
من جانبه أكد عميد بلدية تاورغاء، خلال تصريح تلفزيوني الأربعاء، على حق عودة الأهالي إلى مدينتهم، كما لفت إلى أن اليوم سيشهد رجوع أولى دفعات المهجرين، مطالبا حكومة الوفاق بالوفاء بوعودها والسماح للأهالي بحق العودة.
وتعرضت مدينة تاورغاء الواقعة شرق مصراته للتهجير عام 2011 على خلفية وقوفها مع كتائب نظام القذافي إبان حصاره لمدينة مصراته واندلاع الثورة، ليعيش أهالي المدينة مهجرين بين أكثر من مدينة ليبية طيلة السنوات الماضية.