ليستر سيتي..أسرار وراء تألق الحصان الأسود في الدوري الإنجليزي

20 اغسطس 2015
+ الخط -


حصل ليستر سيتي على 28 نقطة من أصل 33، في آخر 11 مباراة للفريق بالدوري الإنجليزي الممتاز، ليؤكد أنه الفارس الأول في "البريميرليغ" خلال الفترة الأخيرة، ويتصدر النسخة الحالية جنباً لجنب مع مانشستر سيتي، في تطور مذهل لكتيبة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، الرجل الذي لم يحصل على بطولات كبيرة خلال مسيرته، لكنه يسير بخطى ثابتة في عودته من جديد إلى الملاعب البريطانية.

طريقة اللعب
يلعب الحصان الجامح بطريقة لعب مرنة للغاية، مزيج بين 4-4-2 و 4-4-1-1 في آن واحد، ولا يغيّر أبداً من خططه مهما كانت قدرات المنافس، حتى إذا كان الخصم تشيلسي أو أي فريق آخر عملاق. لأن ليستر سيتي اختار من نهاية الموسم الماضي أن يكون الفعل، متخذاً المبادرة من الدقيقة الأولى حتى النهاية، لذلك حصل لاعبوه على السؤال قبل أن يفكروا في الإجابة عليه بعد دخول أهداف مرماهم.

رغم أن المدرب إيطالي يُعرف عنه التحفظ، إلا أن رانييري تطبّع بشخصية الفريق الإنجليزي، ولم يحاول تغيير شكل الفريق، بل واصل على نفس الوتيرة القديمة، وقرر الرهان على ثنائي متقدم في الأمام، يتحرك بشكل أفقي تجاه المرمى، ويفتح المساحات أمام لاعبي الوسط والأطراف للقطع داخل منطقة الجزاء.

ومن اللعب بثنائية الهجوم إلى التحول لمهاجم صريح إلى منطقة الوسط، ليصبح صانع لعب في المركز 10، يعاونه على الأطراف لاعبو الأجنحة، مع دعم كامل من ثنائي المحور بالارتكاز، مهاجم متقدم كرقم 9، وآخر متأخر بعض الشيء، أقرب إلى نسخة "الديب لاينج" على طريقة "روني-فان بيرسي" في آخر مواسم السير فيرجسون مع اليونايتد.

صبغة عربية
قوة ليستر سيتي في نجاعة أجنحته، هو الفريق الذي يسجل ويصنع دائماً عن طريق لاعبي الأطراف، ويعود الفضل إلى عبقرية توظيف الثنائي مارك ألبرايتون على اليمين، والجزائري العربي رياض محرز على اليسار، لاعب إنجليزي يصنع الأهداف، وآخر قادم من الشمال الأفريقي يترجمها إلى أهداف تهز الشباك.

ألبرايتون هو الجناح الوهمي، على الورق يلعب على الخط الجانبي من الملعب، لكنه يهرب كثيراً إلى الداخل، ويصبح خط وسط متقدم خلف لاعب الارتكاز الدفاعي. يتوغل بشكل عمودي من المنتصف إلى الثلث الهجومي الأخير، ويوزع الكرات إلى زملائه في قلب الهجوم، إنه الـ False 7 رغم أنه يرتدي الرقم 11، لكنه حقاً الجناح المزّور الذي يلعب في غير مكانه، من أجل الهروب من الرقابة ومساعدة فريقه في الفراغات.

بينما رياض محرز هو الجناح الهداف، ينطلق الجزائري من الطرف إلى العمق، يقطع في قلب الدفاعات، ويجيد بشدة أداء الأدوار الهجومية أثناء المرتدات، لأنه من بين الأفضل حينما يتعلق الأمر بالتحول من الدفاع إلى الهجوم. والجدير بالذكر أن أهداف محرز ليست محض الصدفة، بل المؤكد أن طريقة لعب ليستر سيتي تعتمد بشكل شبه كلي على أهدافه، لأن الفريق ككل يعمل من أجل هذا التكتيك الحاسم.

الحاسوب الياباني
شينجي أوكازاكي حالة فريدة من نوعها، ويعتبر من أبرز التعاقدات في البريميرليغ هذا الموسم، ورغم أن صفقة انتقاله من ماينز لم تحصل على ضجيج إعلامي كبير، إلا أن الياباني سلاح مفيد جداً لأي فريق يلعب بين صفوفه، لأنه لاعب تكتيكي من الطراز الفريد، لا تنحصر مهمته في تسجيل الأهداف، بل يحمل على عاتقه جميع المهمات الهجومية، حتى يحصل زملاؤه على دور البطولة في النهاية.

"أتفق معكم أن أوكازاكي لا يسجل معظم الفرص التي تأتيه، لكنه أهم لاعب في الثلث الهجومي الأخير"، يتحدث زاكاروني، المدير الفني السابق لمنتخب اليابان، عن قيمة المهاجم الآسيوي خططياً، ويؤكد أن خطط 4-4-2، 4-2-3-1 ومشتقاتها تحتاج في الأغلب إلى مهاجم بقدرات شينجي، يتحرك باستمرار داخل وخارج الصندوق، ويبذل مجهوداً قياسياً من أجل إرهاق المدافعين.

رقمياً في بوندسليغا الموسم الماضي، لعب أوكازاكي 32 مباراة، سجل 12 هدفاً، لكنه صنع 3 أهداف وأكثر من 23 فرصة خطيرة، مما يؤكد دوره الفعّال في التخديم على الثنائي فاردي ومحرز، أصحاب النصيب الأكبر في ملامسة الشباك. ومع كل هذه الوفرة الهجومية، هناك اعتبار خاص لصاحب الرقم 10، أندي كينج، الارتكاز الأخير الذي يقطع الكرات على الطريقة البريطانية، ويوفر الغطاء الكامل أمام بقية العناصر في نصف ملعب الخصم، لذلك من الممكن استمرار صحوة ليستر سيتي، والمشجع العاشق للمستديرة هو الرابح في النهاية.

لمتابعة الكاتب
المساهمون