يشتهر كل نادٍ دائماً على مر التاريخ بتعاقده مع نوعية معينة من اللاعبين، ريال مدريد الإسباني مع أغلى النجوم واكتسب من خلال ذلك لقب الـ "جالاكتيكوس"، برشلونة وبصفته ممثلا لإقليم كتالونيا فأغلب لاعبيه إما من داخله أو تأهلوا في أكاديميته (لاماسيا)، ولكن حالة ليفربول الإنجليزي متميزة بعض الشيء، فأسماء نجومه الكبار دائما ما ترتبط بالجدل.
الأمر ليس حديث العهد، بل تكرر كثيراً في تاريخ النادي الإنجليزي، الذي يبدو كما لو أنه مغناطيس جاذب لنجوم يعشقون المشاكل والجدل لدرجة تدفع البعض لاتهامهم بالجنون، ولكن في نفس الوقت لا يستطيع أحد انكار القدرات التي يتمتعون بها.
بالوتيللي..الوافد الجديد
آخر الوافدين في قائمة "مشاغبي ليفربول" على مر تاريخه وربما سيكون زعيمهم، هو الإيطالي ماريو بالوتيللي الذي باتت مسألة انتقاله من ميلان إلى "الريدز" شبه محسومة، في وقت ليس غريباً جنون بالوتيلي في "البريميير ليج"، الذي سبق وكان شاهداً على أفعاله الطائشة عندما كان لاعباً في صفوف مانشستر سيتي.
امتدت هذه الأفعال من إحراق منزله بالألعاب النارية إلى الشجار مع زملائه في "السيتي" والمدير الفني، ومعاتبته الغريبة للصحافيين لتركيزهم على أخباره حينما رفع قميصه ليظهر عبارة "لماذا أنا دائما" بعد تسجيله أحد الأهداف.
يُضاف إلى ذلك التصرفات اليومية الغريبة التي لم تتوقف عن الظهور بعد أن غادر إلى "الروسونيري"، حتى في بطولة كأس العالم حينما رأى أنه يستحق قبلة من ملكة بريطانيا، أو بعده حينما نشر مقطع فيديو لنفسه على حسابه في "تويتر"، وهو يقوم بكي ملابسه نصف عارٍ في وقت يقرأ كتابا من تأليف النجم السويدي زلاتان إيبراهيموفيتش.
كان ليفربول يعرف كل هذا ولكنه في نفس الوقت كان يسعى لإتمام الصفقة ونجح في ذلك، ربما الثقة الكبيرة في قدرة الجهاز الفني على تهدئة طباع بالوتيللي الغريبة وترويضه هي السبب، وربما أيضا بسبب وجود حاجة ملحة لسد العجز الذي خلفه رحيل لويس سواريز إلى برشلونة الإسباني، وبالطبع فإن لويس سواريز هو على لائحة قائمة نجوم ليفربول المثيرين للجدل، ولكنه في نفس الوقت كان واحدا من أشرس الهدافين خلال الموسم الماضي.
سواريز..دراكولا الملاعب
في المقابل لا يقتصر الأمر مع سواريز على ادعاءات السقوط للحصول على أخطاء أو ركلات جزاء أو الدخول في مشاحنات مع الخصم، ولكنه امتد لواقعة العضة الشهيرة للاعب تشيلسي الصربي إيفانوفيتش في ذراعه دون أي داعٍ مما استدعى إيقافه عشر مباريات، وهي نفس الحادثة التي كررها مرتين الأولى أثناء لعبه في الدوري الهولندي، والثانية في مونديال البرازيل مع منتخب بلاده، تحديدا في مواجهة إيطاليا حين عض جورجيو كيليني من دون سبب.
وليت الأمر يقتصر في حالة سواريز على العض ولكنه يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يواجه اتهامات بالعنصرية تسببت في ايقافه ثماني مباريات سابقاً، حيث يعود الأمر إلى عبارات يفترض أنه وجهها تحديدا نحو لاعب مانشستر يونايتد السابق الذي إنضم إلى يوفنتوس الإيطالي، الفرنسي باتريس إيفرا.
روبي فاولر..الردود الحاسمة
بالرجوع قليلا في الزمن إلى الوراء، يظهر أن الأمر مع ليفربول لا يقتصر على الحاضر الوشيك المتمثل في بالوتيللي أو الماضي القريب في سواريز، حيث يبرز اسم روبي فاولر الذي كان من ضمن ناشئي النادي كواحد من أكثر اللاعبين المثيرين للجدل في تاريخ "الريدز".
من أشهر الوقائع التي كان بطلها وتعكس مدى تناقض شخصيته هو ادعاءه السقوط داخل منطقة الجزاء أثناء مواجهة أرسنال في موسم 96-97، ليحصل على ركلة جزاء ولكن ضميره استيقظ بعدها وذهب إلى حكم المباراة محاولا إقناعه بالرجوع عن قراره ولكن الأمر لم يحدث، سدد فاولر الكرة ضعيفة ليتصدى لها ديفيد سيمان، إلا أن أحد لاعبي الريدز تابعها ليسكنها الشباك.
شكر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) اللاعب على تصرفه في خطاب، ولكن بعدها بأسبوع وفي مباراة بكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) وبعد تسجيله هدفا رفع قميصه ليظهر أخر مكتوب عليه عبارة تدعم عمالا تعرضوا للفصل من ميناء ليفربول، ليفرض الاتحاد عقوبة مالية عليه بحجة أن ملاعب كرة القدم ليست مسرحا مناسبا للاحتجاجات السياسية أو الاقتصادية.
كان من أكثر الوقائع المثيرة للجدل في تاريخه هي الطريقة التي رد بها على جماهير أيفرتون التي كانت تدعي أنه مدمن للمخدرات، حيث إنه عقب تسجيله هدفا في مرمى فريقهم توجه نحو أحد خطوط الملعب وقام بمحاكاة استنشاق المسحوق الأبيض، كما لو كان يتعاطى المخدرات بالفعل، الأمر الذي عوقب عليه ماليا وبالإيقاف لأربع مباريات.
جوي بارتون..جدل الكتروني
جوي بارتون هو الاسم الوحيد في قائمة مشاغبي النادي الذي لم يجد وقتا كافيا لاثارة الجدل في صفوف "الريدز" حيث انضم له وهو في الرابعة عشرة من عمره ولم يلعب مع الفريق الأول سوى موسم واحد فقط، لتبدأ رحلة انتقالاته التي شملت أندية مانشستر سيتي ونيوكاسل يونايتد وكوينز بارك رينجرز الإنجليزية ومارسيليا الفرنسي، ومعها مسلسل من المشاكل لا يتوقف، ليستمر مسلسل استيراد وتصدير الجدل.
في وقت تُعد شبكة "تويتر" دائما أرض المعركة بالنسبة لبارتون، الذي أطلق عليها تصريحات كثيرة بحق لاعبين من أندية أخرى مثل البرازيلي نيمار الذي اعتبره مثل المطرب الكندي جاستين بيبر "مجرد نجم على اليوتيوب" أو تياجو سيلفا الذي وصفه بالـ "بدين" وأيضا منتخب بلاده وشركة "نايك" والكثير الكثير.
ولكن يُحسب له وقوفه بجانب قطاع غزة الفلسطيني في النزاع الأخير ودخوله في نزاع مع اللاعب الإسرائيلي موسى بنعيون حول هذا الأمر على شبكة "تويتر" الاجتماعية أفحمه فيه بردوده حول هذه القضية.