نادراً ما نجحت الفنانات العربيات بفصل حياتهن الشخصية عن مسيرتهن الفنية، تحديداً بعد الزواج. إذ بعد الارتباط الرسمي يتحوّل الزوج إلى مدير أعمال، وصاحب التوكيل العام بكل ممتلكات وعائدات زوجته. بينما تقوم هذه الأخيرة بفرضه على الساحة الفنية بصفته مدير أعمالها، وبالتالي تسمح له بتشكيل شبكة كبيرة من العلاقات العامة.
لكن كل ذلك ينهار عند ظهور الخلافات الزوجية، ويبدأ الصراع الخفي والعلني بين الطرفَين. آخر هذه الحكايات كانت بطلتها هيفا وهبي ومدير أعمالها السابق محمد وزيري اللذين جمعتهما علاقة حب وزواج غير رسمي (بحسب رواية وزيري). ولم يتردد هذا الأخير بالتعبير عن حبه للممثلة والمغنية اللبنانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما فرضته هي على الوسط الفني كمدير أعمال وكممثل. إذ أصرت على أن يشاركها مسلسل "لعنة كارما" وأن يعطى مساحة دور كبيرة. كما سبق أن شارك معها في دور صغير في مسلسل "الحرباية".
لكن قبل أسابيع بدأت الخلافات تخرج إلى العلن بينهما إذ استولى وزيري على مبالغ مالية خاصة بوهبي. وذكرت الأخيرة في المحضر الذي حررته عبر محاميها أنه كان يتقاضى أموالاً لقاء حفلات وبرامج تلفزيونية لها ، ويضعها في حسابه الخاص وليس في حسابها. إلى جانب قيامه بسحب أموال من حسابها المصرفي من دون علمها، وذلك بموجب توكيل منها. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل اتهمت هيفا وزيري بالاستيلاء على منزلها في القاهرة بالقوة إضافة إلى خمس وحدات سكنية أخرى.
ما يحصل مع هيفا وهبي، يذكر بما حصل مع الراقصة الراحلة تحية كاريوكا وزوجها الثالث عشر الكاتب والصحافي فايز حلاوة الذي يعتبر الزوج الوحيد الذي صمدت معه تحية لمدة 18 عاماً، على عكس زيجاتها السابقة. لكن نهاية هذا الزواج كانت مأساوية بالنسبة لكاريوكا، بعدما طردها من شقتها الفاخرة المطلة على النيل وهي لا تزال بملابس النوم. وعاشت بعد ذلك في شقة صغيرة فوق سطح إحدى العمارات في حارة شعبية. ومن أجل حصولها على الطلاق ساومها واشترط أن تتنازل له عن الشقة، ورفض تسليمها مجوهراتها وملابسها التي صورت فيها الأفلام، وأجبرها أن تعود لتصوير مسرحيته "يحيا الوفد"، حتى يتمكّن من عرضها تليفزيونياً. وكان الناقد طارق الشناوي، ذكر في أحد لقاءاته التلفزيونية أن عمه الشاعر مأمون الشناوي، وصف علاقة فايز حلاوة بتحية كاريوكا قائلاً: "خدها لحم ورماها عضم" في إشارة منه إلى أنه تزوجها وهي في قمة جمالها ورشاقتها وبعد ذلك ومع تقدمها في العمر زاد وزنها نتيجة التقدم بالعمر، فهجرها.
ما سبق يختصر تاريخ صراع الفنانات مع أزواجهن. ولعل القصة الأشهر تبقى من نصيب الفنانة الراحلة صباح وزوجها فادي لبنان الذي عاشت معه 17 عاماً ثم انفصلت عنه. سريعاً بعد الانفصال بدأت تخرج أخبار عن اتهام صباح لطليقها بالاستيلاء على أموالها واستغلاله هذا الزاوج مادياً، من دون أن يقدّم لها أي مقابل، فتجاهلها تماماً في فترة مرضها.
الفنانة ماجدة الرومي هي الأخرى عانت من هذه المشكلة مع زوجها طوني دفوني الذي كان يتولى شؤونها الفنية ، وعندما وقع بينهما الخلاف أجبرها على مغادرة الفيلا، وساومها على الطلاق مشترطاً حصوله على جزء كبير من ثروتها لتنال حريتها.
وليس بعيداً عن الرومي تفاصيل ما حصل مع أصالة وزوجها الأول أيمن الذهبي الذي كان مدير أعمالها والمتصرف الأول في المال. وعند انفصالهما (بحسب ما صرحت) لم تكن تملك المال. وكذلك الأمر مع نوال الزغبي وزوجها إيلي ديب الذي كان يدير أعمالها ويتحكم بالأموال التي تجنيها. وعند انفصالها عنه لم تكن تملك سوى شقتها التي تسكن فيها حالياً.