وقالت الكاتبة العامة للأكاديمية التونسية للمعارف المقدسية، صفاء الدريدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ المؤتمر "نظر في التجاوزات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات على الشعب الفلسطيني وانتهاك للأرض"، موضحةً أنّ "صفقة القرن يقصد بها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتداعياته على القدس في ظل محاولات التسريع بإجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس".
وأكّدت الدريدي أنّ "صفقة القرن لن تمر في ظل الصمود الفلسطيني والمقاومة الشعبية الرافضة مثل هذه الانتهاكات"، مشيرة في الوقت نفسه، إلى أنّ "هذا القرار لا يجب أن يحجب ما يحصل من اعتداءات على الفلسطينيين فالاعتقالات وعمليات القتل تصاعدت وتيرتها في الفترة الأخيرة".
وشدّدت على أنّ "المساندة والعمل الحقوقي الداعم للقضية الفلسطينية يجب أن يتواصلا ويستمرا"، لافتةً إلى أن "القضية الفلسطينية لا تهم الشعب الفلسطيني وحده، فرغم أنه موجود في عمق النضال وعلى الأرض وفي قلب المعركة، ولكن الشعوب العربية معنية أيضاً بالقدس وبالقضية الفلسطينية. ورأت أنّه "رغم أن التحركات والمسيرات رمزية، إلا أن لها تأثيراً كبيراً في الاحتلال، فهي رسالة قوية بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم".
وأضافت الدريدي أنه "يجب العمل أكثر على القضية الفلسطينية؛ فإسرائيل إلى زوال والقدس باقية"، لافتةً إلى أن "الكثير من التحركات سينظم في الأيام القليلة القادمة، ومنها تحرك غداً في القيروان، وأخرى تباعاً في محافظات تونسية".
من جهته، قال خبير العلاقات الدولية عبد المجيد العبدلي، إنّ "القضية الفلسطينية مرت بعدة مراحل، وما نعيشه اليوم لن يكون على الفلسطينيين وحدهم بل على العرب ككل وعلى المسلمين جميعاً".
وبين العبدلي أنّ "الأرشيف العربي لا يتضمن ملفات هامة، ونكاد لا نعرف شيئاً عن القضية الفلسطينية لأن الحكام العرب الذين تبنوا القضية الفلسطينية لم يفعلوا لها شيئاً"، معتبراً أنهم "لو تركوها للشعوب لما كان الوضع على ما هو عليه اليوم".
وشدد على أنّ "قرار تقسيم فلسطين إلى دولة فلسطينية وإسرائيلية، ووضع القدس في نظام دولي مؤقت، هو قرار باطل وغير شرعي، لأنه لم يحصل على النصاب القانوني".
بدوره، قال القيادي في حركة "النهضة"، نجيب مراد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبارة الأصح ليست صفقة القرن بل صفاقة القرن، لأن ما حصل انتهاك للشعب الفلسطيني وتعدٍ على أبسط حقوقه"، مضيفاً أن "الأطراف الذين يروجون لهذه الصفقة ويريدون تمريرها هم في الحقيقة يدوسون على حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي حقه الطبيعي في القدس".
ورأى أن "الولايات المتحدة الأميركية ومن خلال هذه الصفقة، تريد حماية مصالحها ومصالح الدول الغربية التي تساندها"، مبيناً أنهم يريدون أن يجعلوا من الاستعمار الصهيوني "رأس حربة" في هذه الصفقة المزعومة وذلك لضمان استمرارية الاحتلال.
وتابع أنّ "الوضع الإقليمي ليس في مصلحة القدس ولا الفلسطينيين في ظل ما يحاك من مؤامرات ومع تخاذل عديد الحكام العرب، إلا أن الشعوب العربية ستبقى مساندة للقضية وللفلسطينيين".