وقال ناتابي "أصبح مستخدمو وسائل الإعلام الاجتماعي هم من ينقلون الحدث بشكل فوري، بما في ذلك المظاهرات، مما جعلهم يوجهون التغطية الإعلامية ويقودونها، بطريقة تحث الأفراد على المشاركة في هذه الفعاليات، وبالتالي، نشر محتوى أوسع وأكبر في هذه الوسائل، إلى أن أصبحت هذه العملية أشبه بدورة واحدة".
وذكر عدداً من الأمور المتناقضة التي وضعتها وسائل الإعلام الاجتماعي في طريق قطاع الإعلام. فعلى سبيل المثال، فقدت المؤسسات الإعلامية صلتها المباشرة بالجمهور، إلا أنها تتواصل وتتفاعل معهم بطريقة متناقضة".
وناقش المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بشبكة الجزيرة الإعلامية، ياسر بشر، العلاقة المتغيرة بين الإعلام والجمهور، وذلك خلال استعراضه الاستراتيجية الرقمية للشبكة، مسلطاً الضوء على أكبر التحديات التي تواجه الشبكة في عالم يقوده الإعلام الاجتماعي، بما في ذلك فترات الاهتمام القصيرة، وتجزئة الجمهور، والحجم الهائل للمحتوى الذي يُنشر.
ودعا بشر إلى التركيز على تجربة المستخدمين، مستشهداً بتجربة الهاتف النقال "آيفون" الذي صنعته شركة "آبل".
وقال إن تجربة "آيفون" لا تبدأ عندما يشغل الفرد هاتفه، بل تبدأ من خلال فكرة أن يكون مالك الهاتف جزءاً مما ينظر إليه على أنه مجموعة منفصلة، أي مُلاك "آيفون". وتتعزز هذه التجربة من قبل متاجر "آبل" وخبرة البيع.
وأضاف، أن الإعلام الرقمي يخلق الفرص والتحديات ويكمن التحدي الرئيسي في نشر كمية هائلة من المحتوى في كل دقيقة.
ولفت إلى أن منصات الإعلام الاجتماعي تتطلب استراتيجية محتوى رقمي متسقة وعالية الجودة، لكي تكون قابلة للاستمرار، لذلك لا بد من مواصلة الاستثمار بالمحتوى الرقمي.
ورأت مدير المنصة الرقمية "الجزيرة بلاس"، ديمة الخطيب، أن وسائل الإعلام الاجتماعي تتيح فرصة للصحافيين للاستماع إلى الناس، وتُمكِّن من ممارسة الصحافة عبر منصة مختلفة.
وقالت إن "الثقة بوسائل الإعلام الاجتماعية لا تأتي عن طريق العبث، لأن الجمهور لا يتابع العلامات التجارية، فهو يبني ثقته بنا بناءً على الأخبار والمواضيع التي تقدم".
أما مدير الشراكات الإعلامية لموقع "تويتر" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كندة إبراهيم، فأشارت إلى أن "54.8 مليون تغريدة نُشرت من قبل المستخدمين خلال أسبوعين إبان الانتخابات الرئاسية الفرنسية".
وأضافت إبراهيم "تسهل المنصات المفتوحة، مثل "تويتر"، حصول المستخدمين على أخبار ومواضيع متعددة، كما تسهل منصة "تويتر" مهمة المؤسسات الإعلامية في سعيها للتأكد من دقة وصحة الوقائع المنشورة".
وتطرّق مؤسس "ثينكست آبلاييد" للبحوث، هارون مير، إلى حماية شبكات البث، داعياً لليقظة في قطاع لا يزال، حتى الآن، بمعزل عن التهديدات، لكنه حذر من تظافر زيادة الاتصال والتعقيد، وقلة عدد خبراء أمن تكنولوجيا المعلومات، وارتفاع عدد المهاجمين، في اختراقات للبث التلفزيوني والإذاعي بطرق وأساليب قد لا يكون القطاع مستعداً لها.
وقال: "هذا التهديد حقيقي وواقعي، وحتى اللحظة، يتمتع القطاع الإعلامي بالحماية عن طريق الصدفة. عليكم أن تعلموا أنه سيتم اختراقكم، إلا أن الأهم من ذلك استعدادكم للاستجابة السريعة لهذا الاختراق".
ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه خبراء وإعلاميون إلى الاطلاع على آخر الابتكارات التكنولوجية في مجال البث التلفزيوني ومنصات الإعلام الرقمي والتخزين السحابي، وأمن البيانات، ونشر المحتوى، وغيرها، ورسم صورة أوضح لمستقبل الإعلام، والتغيّرات المتوقعة لمواكبة هذا التطوّر والاستفادة القصوى منه.