في لقاء مفتوح بمؤتمر وايز 2017، وتحت عنوان "رحلة السوريين نحو التعليم العالي"، سردت أمينة رحلتها من سورية إلى تركيا، فقد اضطرت عائلتها بسبب ظروف الحرب للانتقال من مدينة إلى أخرى في رحلة نزوح داخل الأراضي السورية تسببت في التنقل بين القرى الريفية بدون استقرار لمدة عامين.
أنهت أمينة بكثير من المعاناة مرحلة الإعدادية، ولكنها كانت مصرة على استكمال مسيرتها التعليمية بالرغم من أنها كانت تعلم أن القرية التي وصلوا إليها ليس فيها أي مدرسة ثانوية للفتيات. استطاع والدها إقناع عمدة القرية بفتح فصل دراسي لابنته في المدرسة الوحيدة بالقرية، وبالفعل هذا ما حدث، حيث كانت أمينة الفتاة الوحيدة في الصف ولكن سرعان ما التحقت بها فتيات أخريات حتى صرن عشر.
وبالرغم من أن المدرسة كان ينقصها الكثير، استطاعت أمينة أن تنهي المرحلة الثانوية وأن تتقدم للجامعة، ولكن الظروف الأمنية ساءت، فكان القرار الذي لطالما تمنته وهو السفر إلى غازي عنتاب في تركيا.
أنهت أمينة بكثير من المعاناة مرحلة الإعدادية، ولكنها كانت مصرة على استكمال مسيرتها التعليمية بالرغم من أنها كانت تعلم أن القرية التي وصلوا إليها ليس فيها أي مدرسة ثانوية للفتيات. استطاع والدها إقناع عمدة القرية بفتح فصل دراسي لابنته في المدرسة الوحيدة بالقرية، وبالفعل هذا ما حدث، حيث كانت أمينة الفتاة الوحيدة في الصف ولكن سرعان ما التحقت بها فتيات أخريات حتى صرن عشر.
وبالرغم من أن المدرسة كان ينقصها الكثير، استطاعت أمينة أن تنهي المرحلة الثانوية وأن تتقدم للجامعة، ولكن الظروف الأمنية ساءت، فكان القرار الذي لطالما تمنته وهو السفر إلى غازي عنتاب في تركيا.
تستكمل أمينة شيخ علي كلامها حول التحديات التي تواجه الطالب اللاجئ فتقول: "تكتنف الطالب في ظروف اللجوء العديد من العقبات والتحديات، ومن أبرزها تحدي اللغة"، فقد اضطرت أمينة للانقطاع عن التعليم لمدة عامين كاملين من أجل تعلم اللغة التركية وإجادتها لتستطيع التقدم بأوراقها للجامعة والالتحاق بجامعة غازي عنتاب لدراسة الهندسة المعمارية.
اقــرأ أيضاً
تحدث خلال اللقاء أيضا ناصر الفقيه، مسؤول برامج دعم الفلسطينيين في مؤسسة الأمم المتحدة للتنمية، الذي أكد خلال كلمته على أن اللاجئين تحيط بهم مجموعة من الصور النمطية التي لا بد أن نبدأ في التصدي لها، مثل كونهم عالة على المجتمع وأنهم غير منتجين ويسببون المشاكل، ولكن الحقيقة منافية لذلك، لأن اللاجئين منتجون، بل إنهم يريدون أن يضيفوا للمجتمع بالرغم من معاناتهم ومشقة رحلة لجوئهم، ويثبت هذا الأمر العديد من البرامج التي تعمل عليها مؤسسات مثل "فاخورة"، في غزة، والتي تعنى بتأهيل الشباب لسوق العمل، وبالتالي لا بد من نشر فكرة أنهم شركاء في التنمية وأنهم منتجون ولديهم قدرات كامنة، بل وإنهم إضافة وفرصة لا بد من حسن استثمارها، وهو الأمر الذي لن يتأتى إلا بالتعليم والتأهيل الجيدين.
أما هيلينا براكو، صاحبة مبادرة تعنى بتقديم فرص التعليم العالي للشباب السوري بالبرتغال، فقد بدأت في الحديث بلفت النظر إلى أن مبادرتها بدأت في عام 2013 عندما لم يكن الكثيرون في أوروبا يهتمون بأمر الأزمة السورية، كما ركزت هيلينا على المنهجية التي اتبعتها المؤسسة وهي منهجية "الحل الشامل"، بمعنى النظر لحالة اللاجئ من كافة الجوانب وليس الجانب التعليمي وحده، ومثال على ذلك الإشكاليات الخاصة بالوثائق والحصول على تصريح دخول البرتغال، وكذلك مشكلة قبول الجامعات في البرتغال للشباب اللاجئ. وتقول هيلينا: علينا التفكير في كل هذه الأمور التي قد تبدو صغيرة أو غير مرتبطة بالتعليم، ولكنها تمثل حجر عثرة متناثر على الطريق، طريق استقدام الطلبة المتفوقين إلى البرتغال وتقديم المنح التعليمية لهم.
وهنا تطرقت هيلينا إلى موقف طريف تعرضت له مع استقدام الدفعة الأولى إلى البرتغال، فبعد أيام وأسابيع وأشهر من العمل المضني والشاق كي ينتهي فريق العمل من كافة الإجراءات المطلوبة لسفر الطلبة وهي معقدة ولا نهائية، جاء يوم السفر الذي لطالما انتظروه، فقد كان الطلبة على أهبة الاستعداد، حيث تم تأمين كافة الإجراءات والطائرة جاهزة للإقلاع، جاءتها رسالة من إحدى الهيئات الدولية تتهمها ومؤسستها بالاتجار بالبشر وتطالب بوقف الرحلة، ولكنها سرعان ما ردت بثقة بأن كافة الإجراءات كانت تحت إشراف هيئات ومؤسسات دولية ذات سمعة عريقة بل ومع الحكومات (حكومة البلد المستضيف الأول والبرتغال). أرادت هيلينا بذلك لفت الانتباه إلى المشاكل غير المتوقعة التي يمكن أن توقف من مسار الرحلة، وتقول: هذه فقط لمحة عما يتعرض له اللاجئ أثناء رحلة استكمال التعليم والعودة للحياة الطبيعية.
ويحكي دو بونت، من مؤسسة سبارك النرويجية والتي تعمل مع اللاجئين السوريين والعراقيين في تركيا وبعض المناطق الأخرى، عن تجربة شاب يحلم باستكمال تعليمه، فيقول إنه قابل شابا كان يعمل في "دهوك" بالعراق واستطاع أن يؤمن لعائلته دخلا جيداً من خلال العمل مع إحدى المؤسسات الإغاثية، ولكن حلم السفر لأوروبا ظل يراوده ليل نهار، وعند سؤاله عن السبب كانت الإجابة بسيطة "لن أتخلى عن حلم استكمال تعليمي".
هذه الحالة، كما يقول دو بونت، ليست فريدة وتزداد في الدول التي لا تسمح فيها للشباب بدخول سوق العمل بصورة رسمية، تركيا هي الأفضل في الشرق الأوسط من ناحية استصدار تصاريح العمل لغير الأتراك، أما في دول مثل لبنان والأردن فالأمر صعب وفرص العمل تكاد تكون معدومة. وهنا يؤكد دو بونت على كلمة هيلينا الخاصة بأن المنهجية الشاملة في النظر لحل مشكلات الشباب أمر ضروري ولا غنى عنه، هناك 140000 شاب سوري مؤهل لدخول الجامعة وفي العام القادم سوف يضاف لهم 7200 آخرون.
يقول دو بونت إنه وجد مع انسداد فرص العمل أمام هذه الطائفة المتزايدة من الشباب أن الحل الأمثل هو تأهيلهم لدخول قطاع الأعمال وتدريبهم على بدء المشروعات الصغيرة المستقلة المدرة للربح ولو البسيط، وهي تجربة قامت بها المؤسسة التي يعمل بها "سبارك" وكانت ناجحة بصورة كبيرة، لأن الشباب له الرغبة في العطاء والتعلم.
المتحدث الأخير باللقاء، وهو ثامر فرانجيه، مستشار الاستراتيجيات في صندوق قطر للتنمية، أكد على كلام سابقيه بأن المنهجية المتكاملة مهمة والأنجع، ففي موضوع التنمية لا بد من مراعاة الأولويات، مثل الطعام والأمن، ومن بعدها تأتي أمور مثل التعليم والاهتمام بالبنية التحتية، مثل بناء المدارس وتوفير الكتب والنظم الداعمة لعودة الطلبة لصفوف الدراسة.
يواصل: بالنسبة للسوريين غير القادرين على العمل، فما نراه في الأردن وتركيا هو أن الأعمال السورية تزدهر وهناك إقبال شديد عليها، وبالتالي لا بد من أن تعمل الحكومات على حسن الاستفادة من هذه القدرات والمهارات، والطريق لذلك يكون بالتركيز على قصص النجاح لطلبة نجحوا وأصبح يعتمد عليهم في كثير من الأعمال، ولا سيما التي تتم عن بعد، فهناك طلبة يقومون بالترجمة وأعمال الإعلام والدعاية بالتعامل مع العملاء عن بعد.
اقــرأ أيضاً
تحدث خلال اللقاء أيضا ناصر الفقيه، مسؤول برامج دعم الفلسطينيين في مؤسسة الأمم المتحدة للتنمية، الذي أكد خلال كلمته على أن اللاجئين تحيط بهم مجموعة من الصور النمطية التي لا بد أن نبدأ في التصدي لها، مثل كونهم عالة على المجتمع وأنهم غير منتجين ويسببون المشاكل، ولكن الحقيقة منافية لذلك، لأن اللاجئين منتجون، بل إنهم يريدون أن يضيفوا للمجتمع بالرغم من معاناتهم ومشقة رحلة لجوئهم، ويثبت هذا الأمر العديد من البرامج التي تعمل عليها مؤسسات مثل "فاخورة"، في غزة، والتي تعنى بتأهيل الشباب لسوق العمل، وبالتالي لا بد من نشر فكرة أنهم شركاء في التنمية وأنهم منتجون ولديهم قدرات كامنة، بل وإنهم إضافة وفرصة لا بد من حسن استثمارها، وهو الأمر الذي لن يتأتى إلا بالتعليم والتأهيل الجيدين.
أما هيلينا براكو، صاحبة مبادرة تعنى بتقديم فرص التعليم العالي للشباب السوري بالبرتغال، فقد بدأت في الحديث بلفت النظر إلى أن مبادرتها بدأت في عام 2013 عندما لم يكن الكثيرون في أوروبا يهتمون بأمر الأزمة السورية، كما ركزت هيلينا على المنهجية التي اتبعتها المؤسسة وهي منهجية "الحل الشامل"، بمعنى النظر لحالة اللاجئ من كافة الجوانب وليس الجانب التعليمي وحده، ومثال على ذلك الإشكاليات الخاصة بالوثائق والحصول على تصريح دخول البرتغال، وكذلك مشكلة قبول الجامعات في البرتغال للشباب اللاجئ. وتقول هيلينا: علينا التفكير في كل هذه الأمور التي قد تبدو صغيرة أو غير مرتبطة بالتعليم، ولكنها تمثل حجر عثرة متناثر على الطريق، طريق استقدام الطلبة المتفوقين إلى البرتغال وتقديم المنح التعليمية لهم.
وهنا تطرقت هيلينا إلى موقف طريف تعرضت له مع استقدام الدفعة الأولى إلى البرتغال، فبعد أيام وأسابيع وأشهر من العمل المضني والشاق كي ينتهي فريق العمل من كافة الإجراءات المطلوبة لسفر الطلبة وهي معقدة ولا نهائية، جاء يوم السفر الذي لطالما انتظروه، فقد كان الطلبة على أهبة الاستعداد، حيث تم تأمين كافة الإجراءات والطائرة جاهزة للإقلاع، جاءتها رسالة من إحدى الهيئات الدولية تتهمها ومؤسستها بالاتجار بالبشر وتطالب بوقف الرحلة، ولكنها سرعان ما ردت بثقة بأن كافة الإجراءات كانت تحت إشراف هيئات ومؤسسات دولية ذات سمعة عريقة بل ومع الحكومات (حكومة البلد المستضيف الأول والبرتغال). أرادت هيلينا بذلك لفت الانتباه إلى المشاكل غير المتوقعة التي يمكن أن توقف من مسار الرحلة، وتقول: هذه فقط لمحة عما يتعرض له اللاجئ أثناء رحلة استكمال التعليم والعودة للحياة الطبيعية.
ويحكي دو بونت، من مؤسسة سبارك النرويجية والتي تعمل مع اللاجئين السوريين والعراقيين في تركيا وبعض المناطق الأخرى، عن تجربة شاب يحلم باستكمال تعليمه، فيقول إنه قابل شابا كان يعمل في "دهوك" بالعراق واستطاع أن يؤمن لعائلته دخلا جيداً من خلال العمل مع إحدى المؤسسات الإغاثية، ولكن حلم السفر لأوروبا ظل يراوده ليل نهار، وعند سؤاله عن السبب كانت الإجابة بسيطة "لن أتخلى عن حلم استكمال تعليمي".
هذه الحالة، كما يقول دو بونت، ليست فريدة وتزداد في الدول التي لا تسمح فيها للشباب بدخول سوق العمل بصورة رسمية، تركيا هي الأفضل في الشرق الأوسط من ناحية استصدار تصاريح العمل لغير الأتراك، أما في دول مثل لبنان والأردن فالأمر صعب وفرص العمل تكاد تكون معدومة. وهنا يؤكد دو بونت على كلمة هيلينا الخاصة بأن المنهجية الشاملة في النظر لحل مشكلات الشباب أمر ضروري ولا غنى عنه، هناك 140000 شاب سوري مؤهل لدخول الجامعة وفي العام القادم سوف يضاف لهم 7200 آخرون.
يقول دو بونت إنه وجد مع انسداد فرص العمل أمام هذه الطائفة المتزايدة من الشباب أن الحل الأمثل هو تأهيلهم لدخول قطاع الأعمال وتدريبهم على بدء المشروعات الصغيرة المستقلة المدرة للربح ولو البسيط، وهي تجربة قامت بها المؤسسة التي يعمل بها "سبارك" وكانت ناجحة بصورة كبيرة، لأن الشباب له الرغبة في العطاء والتعلم.
المتحدث الأخير باللقاء، وهو ثامر فرانجيه، مستشار الاستراتيجيات في صندوق قطر للتنمية، أكد على كلام سابقيه بأن المنهجية المتكاملة مهمة والأنجع، ففي موضوع التنمية لا بد من مراعاة الأولويات، مثل الطعام والأمن، ومن بعدها تأتي أمور مثل التعليم والاهتمام بالبنية التحتية، مثل بناء المدارس وتوفير الكتب والنظم الداعمة لعودة الطلبة لصفوف الدراسة.
يواصل: بالنسبة للسوريين غير القادرين على العمل، فما نراه في الأردن وتركيا هو أن الأعمال السورية تزدهر وهناك إقبال شديد عليها، وبالتالي لا بد من أن تعمل الحكومات على حسن الاستفادة من هذه القدرات والمهارات، والطريق لذلك يكون بالتركيز على قصص النجاح لطلبة نجحوا وأصبح يعتمد عليهم في كثير من الأعمال، ولا سيما التي تتم عن بعد، فهناك طلبة يقومون بالترجمة وأعمال الإعلام والدعاية بالتعامل مع العملاء عن بعد.