تزايدت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع في انتخابات برلمان كردستان العراق، مع اقتراب النهار من منتصفه، بينما سجل مراقبون خروقات في عدد من المراكز، فيما تحدثت مصادر عن تقدم واضح للحزب "الديمقراطي الكردستاني" بشكل عام.
وقال أعضاء منظمات مدنية ومسؤولين في مفوضية الانتخابات بإقليم كردستان العراق لـ"العربي الجديد"، إنّ "نسبة المشاركة في الانتخابات تصاعدت في الساعات الأخيرة بشكل ملحوظ"، مبينين أنّ "هناك أريحية وسلاسة في عملية التصويت، ولا توجد تعقيدات روتينية".
وأشاروا إلى أنّ "الأجواء الأمنية بشكل عام هادئة، وأنّ الانتشار الأمني لم يعُق عملية التصويت".
فيما يؤكد مراقبون تسجيل خروقات في عملية التصويت بعدد من مركز الاقتراع، وقال أحد المراقبين لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدداً من مراكز الاقتراع خاصة في القرى والمناطق النائية تأخرت في فتح أبوابها أمام الناخبين، لنحو نصف ساعة أو أكثر"، مبيناً أنّ "عملية التصويت شابتها بعض الخروقات في الأجهزة، إذ إنّ بعضها لم يعمل بشكل جيد، ما قد سبب ارتباكاً بعملية التصويت".
وشاركت الأمم المتحدة في الإشراف على عملية الاقتراع، وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، يان كوبيتش في مؤتمر صحافي عقده في السليمانية، إنّنا "ندعو المواطنين إلى أن يمارسوا حقهم الديموقراطي بالمشاركة في الاقتراع".
بينما قالت الممثلة الخاصة للشؤون السياسية والاتحادية في الأمم المتحدة، أليس وولبول، في مؤتمر صحافي عقدته بإربيل، إنّ "عملية التصويت تجري بشفافية، ولم تشهد تلكؤاً في الانتخابات"، معربة عن أملها بأن "تنتهي العملية بنجاح".
وتشير تقديرات أولية، إلى تقدم واضح للحزب الديمقراطي الكردستاني، بشكل عام وخاصة في إربيل، حيث أكدت مصادر من داخل مراكز الاقتراع أنّ "هناك فارقاً واضحاً بأعداد المصوتين للحزب الديموقراطي، عن أعداد المصوتين للأحزاب الأخرى".
ودعا الحزب الديمقراطي، إلى ضرورة احترام رأي أغلبية الشعب الكردي في اختيار رئيس الجمهورية.
وقال مستشار مجلس أمن كردستان مسرور البارزاني، عقب الإدلاء بصوته، إنّ "منصب رئيس الجمهورية هو من حصة شعب كردستان، وليس لطرف معين أو شخص معين، ويجب أن يمثل المرشح لرئاسة الجمهورية أغلبية الشعب الكردي"، مضيفاً: "لذا نرى أنّ من حق الحزب الديموقراطي الكردستاني، هذه المرة أن يقدم مرشحه لهذا المنصب، ونحن ندعم فؤاد حسين ونأمل أن تدعم بقية الأطراف رأي الأغلبية".
وشدّد: "يجب أن يكون هناك تفهم لحق أغلبية الكتل الكردية في تعيين مرشحها لمنصب رئيس الجمهورية، كما هو الحال في اختيار الأطراف الشيعية في الكتلة الكبرى"، مؤكداً أنّ "الكثيرين يؤيدون هذه الفكرة، ونأمل احترام رأي أغلبية شعب كردستان".
وبدأت في تمام الثامنة من صباح اليوم عملية الاقتراع العام في انتخابات برلمان كردستان العراق، المقرر أن تستمر عملية التصويت فيها حتى السادسة من مساء اليوم.
ويحق لنحو 3 ملايين كردي في محافظات الإقليم المشاركة في الانتخابات، التي يتنافس فيها 28 كياناً سياسياً يمثلها 773 مرشحاً تابعين للأحزاب الكردية، وعلى رأسهم الحزبان "الديموقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، حيث سيشكل البرلمان من 111 مقعداً، من بينها 11 مقعداً مخصصاً للأقليات الدينية والقومية وفقاً للكوتا.