وقال عضو مجلس بلدة الدبس في كركوك، عمر العبيدي لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارك بين البشمركة وداعش مستمرة في بلدات الحويجة والدبس والزاب والرياض والعباسي والرشاد والقرى التابعة لها شمال غربي كركوك"، مبيناً أنّ "إهمال الحكومة العراقيّة لتلك المناطق وعدم وضع خطة لتحريرها دفع البشمركة إلى التحرّك عليها".
وأضاف "نؤيّد كعرب البشمركة بقتالها للتنظيم، على ألا يعود ذلك بالضرر على العوائل العربيّة وأهالي تلك المناطق، وألا يتسبب تحريرها من قبل البشمركة بمشاكل مستقبليّة كتمسك الكرد بها وإخراج أهلها العرب".
اقرأ أيضاً: البشمركة تمنع 1000 أسرة هاربة من دخول كركوك
وأكّد أنّ "مئات العوائل العربيّة في قرية مامة التابعة لبلدة الدبس تعلق الآن بين نيران البشمركة وداعش وتواجه خطر الموت والجوع والهلاك"، مبيناً أنّ "تلك العوائل منذ ثلاثة أيّام مضت وحتى اليوم عالقة على خط النار بين الطرفين".
ودعا قوات البشمركة الى "فتح معبر آمن لتلك العوائل وإخراجهم من مناطق التماس".
من جهته، دعا النائب عن محافظة كركوك خالد المفرجي، المنظمات الدوليّة والولايات المتحدة إلى "تأمين مساعدات إنسانيّة لتلك العوائل".
في غضون ذلك، انتقدت العشائر العربيّة في كركوك عدم منحها الفرصة للقتال ضدّ داعش وتحرير مناطقها.
وقال عضو مجلس العشائر، الشيخ كريم العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العشائر العربية تعاني التهميش من قبل الحكومة العراقيّة، والتي لم تمنحها الفرصة لتحرير مناطقها، على الرغم من تطوع المئات من أبناء تلك العشائر للقتال".
وأشار إلى أنّ "الحكومة تجاهلت المناطق العربية في كركوك وتركتها تحت سيطرة داعش"، مبيناً أنّها "لم تحرّك قواتها لتحريرها ولم تدعم عشائرها، الأمر الذي دفع قوات البشمركة إلى التحرك لتحريرها".
وأكّد أنّ "البشمركة تقاتل بجدّية وقوة في المعارك، لكنّنا نخشى الخلافات السياسية مستقبلاً بين العرب والكرد على تلك المناطق، لذا فهناك ضرورة ملحة لأن يكون لأهالي تلك المناطق الدور الأكبر في تحريرها".
ويثير تقدّم قوات البشمركة الكرديّة في القرى العربيّة بكركوك مخاوف أهلها من مساعي ضمّها الى إقليم كردستان، فيما يحمّلون الحكومة المركزيّة مسؤوليّة ذلك بسبب عدم تسليح عشائر المحافظة لتحرير مناطقهم.
اقرأ أيضاً: نحو ألفي عراقي سقطوا بين قتيل وجريح الشهر الماضي
واستطاعت قوات البشمركة تحرير نحو 17 قرية من قرى بلدة الحويجة جنوب غربي كركوك، من سيطرة "داعش"، وتستمر بمعاركها ضدّ التنظيم بدعم وتنسيق مع قوات التحالف الدولي.
وقال المفرجي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إنّ "تلك العوائل يزيد عددها على 350 عائلة وهم يعانون خطر الهلاك"، مؤكّداً "أهميّة أن تأخذ الحكومة المركزيّة دورها بإنقاذ تلك العوائل بأسرع وقت، وعدم تركها تواجه مصيرها المجهول".