انطلقت مساء أمس الجمعة فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والمقرر أن تنتهي فعالياته يوم 22 من شهر مارس الجاري، وتحمل الدورة شعار "سينما من أجل غد أفضل".
وأقيم حفل الافتتاح الذي قدمته الإعلاميتان المصرية جاسمين طه، والسودانية الشهيرة تسنيم رابح، في ساحة معبد حتشبسوت بالدير البحري، وأحياه فريق بلاك تيما النوبي، بحضور عدد من الفنانين، منهم منى زكي ومحمود حميدة ورانيا يوسف وسمير صبري وكنده علوش ودرة.
وتم تكريم كل من الفنانين غادة عادل وجميل راتب والفنان أحمد زكي وتسلمت شهادة التكريم الفنانة هالة صدقي، والمخرج يوسف شاهين وتسلمها ابن شقيقته المنتج جابي خوري، كما تم تكريم، المخرج السنغالي، موسى توريه.
وكان من المفترض أن تحضر الفنانة ماجدة الرومي إلى حفل الافتتاح لكنها اعتذرت لعدم رغبتها في مشاهدة فيلم "عودة الابن الضال"، ضمن أفلام التكريمات حيث يخصص المهرجان برنامجا حافلا بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل المخرج العالمي يوسف شاهين، ويتضمن عرض عدد من أفلامه ومعرض صور لحياته.
وقالت ماجدة في رسالة صوتية تم بثها لحضور الحفل: "كيف، معقول يحدث بالحياة أن الفيلم الوحيد الذي صورته بحياتي رغم كل حبي للسينما، وما قدمه من مشاهد عن الحرب في لبنان، يصير بعد ذلك نبوءة لتلك الحرب؟ كيف من الممكن أن يحدث بالدنيا أن نفس ما عشته في الفيلم وشاهدته بعيني وقمت بتجسيده ضمن أحداثه، أن يتحقق بعد ذلك على أرض الواقع في حرب لبنان؟".
وأكملت: "نفس العائلة التي شاهدتها تقتل بالفيلم، شاهدت مثلها عائلات لبنانية من كل الطوائف تقتل بحرب لبنان، وشهد على الاستنزاف والخراب والدمار، وشهد على لبنان الحلو كيف يدمر ويشل نهار بعد نهار، شهد على أعمال كبيرة كسرت على صخرة الواقع بشخصيات عقدنا عليهم آمالا كبيرة وانكسرت آمالنا".
وأضافت "ومثل عودة الابن الضال، حينما ودعنا الفنان الكبير محمود المليجي أنا وهشام سليم بنهاية الفيلم، شاهدت شعب لبنان بأكمله يودع أولاده أو أشقاءه وآباءه، وسط بحر الدم، المهم أن ينجو من جهنم التي كنا نعيش فيها، وأنا كنت شاهدة على بطولة هذا الشعب الذي تحمل ما لم يستطع أي إنسان تحمله، وكان يصر على الحياة رغم الموت الذي كان يعيشه يوما بعد يوم".
وشكرت المطربة اللبنانية في كلمتها المخرج يوسف شاهين، موضحة أنها تأثرت كثيرا في حياتها بأفلام المخرج الراحل، مؤكدة أنه تنبأ بالأحداث التي شهدها الوطن العربي.
ووصفت الرومي مصر بأنها صانعة الحريات، ولم تنس أن تطالب المصريين بالنزول إلى الانتخابات الرئاسية، واختتمت كلمتها بكلمات الشاعر الراحل صلاح جاهين، بأغنية "مفترق الطرق".
وفي كلمته الافتتاحية قال السيناريست سيد فؤاد، وهو رئيس المهرجان، إن "الدورة ساهم في بنائها كل مواطن أفريقي فنان حضر لمصر عن حب"، وأوضح أن "المهرجان حقق جزءا كبيرا من وجود الفيلم الأفريقي في قلب مصر وكذلك الفيلم المصري في قلب أفريقيا، موجها الشكر لكل من بذل جهدا في هذه الدورة"، ولم ينس أن "يشكر أهالي محافظة الأقصر الذين دعاهم لحضور العروض المجانية".
الجدير بالذكر أن دورة هذا العام مهداة إلى الناقد الراحل سمير فريد، ويضم المهرجان ثلاث مسابقات رئيسية للأفلام الروائية الطويلة، والأفلام التسجيلية الطويلة، والأفلام القصيرة، بالإضافة إلى مسابقتي أفلام الحريات وأفلام الطلبة، كما يضم خمسة أقسام خارج المنافسة هي أفريقيا في المهرجانات والأفلام التسجيلية الأفريقية وحصاد السينما المصرية وبانوراما الأفلام المصرية القصيرة وأفلام التكريم.
وتضم قسم أفلام المسابقة الرسمية عشرة أفلام هي الفيلم الرواندي "بذرة الذكريات"، ومن تونس "بنزين"، وجنوب أفريقيا "عصابة مرسيليا"، ونيجيريا "هكوندي"، والمغرب "ابريتا"، وغانا "كتيكي"، ومصر "الأصليين" وكينيا "الهروب"، وتنزانيا "مفترق الطرق"، وبوركينا فاسو "ولاي".
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة كلاً من ليلى علوي، وآسر ياسين من مصر، وتيري فيتو من جنوب أفريقيا، والمخرج المالي إسماعيل سيسية، ومن تونس المخرج عبد اللطيف بن عمار.
وفي مسابقة أفلام الحريات وحقوق الإنسان وجائزة "الحسيني أبو ضيف"، لأفضل فيلم 8 أفلام بما فيها مصر، فتضم لجنته كلا من المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، والسينارست المصري تامر حبيب، والمنتج المصري، محمد حفظي، وغادة جبارة أستاذ بمعهد السينما بمصر، والفنانة السورية كندة علوش.