فجّر الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، غضبه تجاه العقوبات التي فرضتها واشنطن، بعد انتخاب جمعية تأسيسية جديدة في بلاده، منتقداً ما وصفها "الإمبريالية" الأميركية.
وقال مادورو في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي، مساء الإثنين، غداة انتخاب فنزويلا جمعية تأسيسية، الأحد، من شأنها أن تحلّ محل الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تسيطر عليها المعارضة، "لن أنصاع لأوامر إمبريالية".
وقال مادورو ساخراً باللغة الإنكليزية "سيد ترامب أنا فخور جداً"، وتابع كلامه بالعامية الإسبانية "هيا افعلها. أنا مستهدف بعقوبات لأنّني لا أنصاع لأوامر حكومات أجنبية".
كما وجه مادورو نقداً لاذعاً للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لفوزه بالرئاسة عن طريق المجمع الانتخابي، بعد خسارة التصويت الشعبي في الانتخابات التي أجريت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكانت النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة الأميركية الماضية قد أظهرت أنّ هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، تفوقت على ترامب بنحو 2.9 مليون صوت.
وهتف مادورو أمام حشد من أنصاره يصوره التلفزيون "أنا لا أتلقى أوامر من الإمبراطورية. احتفظ بعقوباتك يا دونالد ترامب". وأضاف "في الولايات المتحدة من الممكن أن تصبح رئيساً بثلاثة ملايين صوت أقل من منافسك. يا لها من ديمقراطية هائلة!".
وكانت الولايات المتحدة قد وصفت مادورو بأنّه "ديكتاتور" يهدد الديموقراطية في بلاده، وفرضت عقوبات على أي ممتلكات محتملة له على أراضيها.
في المقابل، اعتبر مادورو أنّ قرارات الحكومة الأميركية، تعكس "العجز واليأس والحقد" على حكومة فنزويلا الاشتراكية، بعد نتائج التصويت الذي جرى الأحد.
وقُتل عشرة أشخاص على الأقل، في أحداث عنف وقعت خلال التصويت يوم الأحد، مما يرفع حصيلة القتلى طوال أربعة شهور من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، لأكثر من 120 شخصاً.
وحتى الآن لم تنفذ إدارة ترامب تهديداتها بفرض عقوبات على صناعة النفط في فنزويلا، وهو ما قد يقوض حكومة مادورو، إلا أنه قد يرفع أسعار النفط الأميركي، بما أنّ الولايات المتحدة هي أهم مستورد للنفط الفنزويلي.
وقال شخص مطلع على مداولات البيت الأبيض، لـ"رويترز"، إنّ هذه العقوبات ضد مادورو قد تليها "عملية تصاعدية" لإدراج معاملات متصلة بالنفط، بناء على الخطوات التي ستتخذها الحكومة الفنزويلية بخصوص الجمعية التأسيسية الجديدة.
لكن مادورو لم يبد أي استعداد للعدول عن خطه السياسي، رغم الاحتجاجات في بلاده، ورأى أنّ التصويت منحه "تفويضاً شعبياً"، لإجراء تعديلات جذرية على النظام السياسي في فنزويلا.
وقال إنّه لا نية لديه للخروج عن خططه بإعادة صياغة الدستور، وملاحقة من وصفهم "سلسلة من الأعداء"، من قنوات إخبارية فنزويلية مستقلة، وحتى مسلحين زعم أنّ الجارة كولومبيا أرسلتهم لعرقلة التصويت في إطار مؤامرة دولية يقودها رجل أسماه "الإمبراطور دونالد ترامب".
وأعلن المجلس الانتخابي الوطني في فنزويلا تصويت أكثر من 8 ملايين شخص لصالح منح الحزب الاشتراكي الحاكم بقيادة مادورو، صلاحيات غير محدودة تقريباً من خلال تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.
وقال المجلس إنّ نسبة الإقبال، في تصويت الأحد، بلغت 41.53%، بينما كانت استطلاعات الرأي قد ذكرت أنّ حوالى 85% من الفنزويليين لم يوافقوا على الجمعية التأسيسية.
ووصف قادة أميركيون وأوروبيون التصويت بأنّه "غير شرعي"، كما قال زعماء المعارضة في فنزويلا إنّ الإقبال الحقيقي على التصويت أقل من نصف ما أعلنته الحكومة، في انتخابات شهدت منع تواجد أي مراقبين معترف بهم دولياً.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)