ماذا نستخلص من حادثة أوريجون؟
عدنان أوكطار (ليبيا)
استيقظ الشّعب الأميركي على واقعةٍ قاسية ومتطرفة، تمثلت في حادث القتل الجماعي في ولاية أوريجون، والأسوأ أنه الثاني من نوعه، وذلك بإطلاق نار في إحدى مدارس الولاية نفسها، وفي عهد ضابط الشّرطة المسؤول نفسه، حيث شهد الرقيب جوزيف كايني الحادثتين.
أطلق، الأسبوع الماضي، شاب مُسلح يُدعى كريس هاربر ميرسر (26 عامًا) النار على طاقم التدريس والطلاب داخل أحد الفصول الدراسية في مجمّع أومبكا التعليمي في ولاية أوريجون، ثم قتل نفسَه في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، بعد أن تسبب في مقتل 10 أشخاص، وإصابة آخرين.
لا نعلم ما إذا كانت حادثة القتل الجماعي هذه ستكون الأخيرة من نوعها أم لا. وكالمعتاد، قدم الرّئيس الأميركي، باراك أوباما، تعازيه لأسر الضحايا، وقال إنّه يدعو إلى عدم حدوث أعمال مماثلة في المستقبل. وعلى الرغم من ذلك، ذكر، في كلمته، إنه لا وجود لضمان ما يمنع تكرّر الأمر، وكانت قد تكررت حوادث مُشابهة في ولايات كونيتيكت، وكولورادو، وأريزونا، وتكساس، وفي تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية.
في يونيو/حزيران من العام الماضي، تعرض مواطنون أميركيون في أوريجون لحادث إطلاق نار آخر في مدرسة، وراح ضحيته طالب في المدرسة، بالإضافة إلى إصابة مدرّس، وقال أوباما في حينه إن أكثر ما يُشعره بالإحباط، كرئيس، أنّه ليس لدى هذا المجتمع الرّغبة في اتخاذ خطوات جادّة لإبعاد الأسلحة عن يد هؤلاء ممن يمكن أن يسببوا الأضرار. وأضاف "إننا الدولة المتقدمة الوحيدة التي يحدث فيها إطلاق النّار بشكل جماعيّ أسبوعيًّا". ولكن، ومع ازدياد عدد الحوادث المأساوية، بدا غضب أوباما واضحًا في أثناء خطابه الجديد: "بشكل ما، أصبح هذا الأمر روتينيًا، فقد أصبح الإبلاغ عن الحادث روتينًّا، وأصبح ردي وكلماتي من هذه المنصة في نهاية الأمر أمراً روتينيًّا. أصبح الحديث عن الأمر بعد حدوثه هو ما اعتدنا عليه".
وبالنظر للإحصائيات، سوف نصطدم بالحقيقة المرعبة المُستخلصة من حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة، فحادث إطلاق النار الذي وقع في أوريجون هو رقم 45 لإطلاق النار داخل مدرسة في العام 2015 وحده، فيما بلغت حوادث إطلاق النار الجماعية 134 حادثة على الأقل بين يناير/كانون أول 2009 ويوليو/تموز 2015، طبقًا لتقرير منظمة "إيفري تاون" لسلامة البنادق، والذي تم نشره في مجلة نيوزويك.
ينظر ناس عديدون إلى اللوائح والقوانين المنظمة الساعية إلى الحد من التسلح على أنها الحل النهائي الذي سيمنع تكرار حدوث مثل أعمال القتل المروعة هذه. لا شك في أن أخذ التدابير اللازمة سيساعد في إشعار الناس بالطمأنينة، ويمنع حدوث بعض جرائم القتل. مع ذلك، لن يحد هذا من شراء الأسلحة، فهاربر ميرسر كان يمتلك 14 سلاحًا ناريًّا واشتراها جميعها بطريقة قانونية. من شأن هذه اللوائح حل المشكلة على المدى القريب فقط، وجزئياً، فالدافع الأساسي وراء هذه الحوادث المروعة الكراهية المستحكمة في نفوس هؤلاء الأشخاص المضطربين نفسيًّا.
مشكلات عديدة يعود سببها إلى انعدام المحبّة. فالذين لا يُكنّون أي مشاعر حب للآخرين يفكّرون فقط في راحتهم ومنافعهم الخاصّة، فمثل هؤلاء الأشخاص لا يفكرون في الآخرين، ولا يظهرون أي مشاعر حب، أو تعاطفٍ، معهم، فهم يعيشون بعيدًا عن الإيمان والقيم الأخلاقية.
يخشى أميركيون من النزاعات المتفرقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، لأنّهم يعلمون أنّ أميركا متورّطة، بطريقة أو بأخرى، فيما يحدث هناك. مع ذلك، مازالوا واثقين بشكل خاطئ في قدرة حكومتهم على حمايتهم من التعرض لأي شكل من الأذى. أثبت حادث إطلاق النار في أوريجون أنه لا أساس لهذه الاعتقادات، لأنّ الحكومة وقفت عاجزة عن حماية عشرة أشخاص أبرياء من التعرض للقتل.
لا تمتلك أية حكومة القدرة على حماية مواطنيها، إذا ما انعدمت المودة والمحبة من قلوب الناس. مع ذلك، ليس من الصعب أن نبنيَ مجتمعًا قائمًا على القيم الحميدة والمحبة، فالسّلوك القائم على الكراهية والأنانية والقسوة لن يجلب أي منفعة لأيّ شخص.
أطلق، الأسبوع الماضي، شاب مُسلح يُدعى كريس هاربر ميرسر (26 عامًا) النار على طاقم التدريس والطلاب داخل أحد الفصول الدراسية في مجمّع أومبكا التعليمي في ولاية أوريجون، ثم قتل نفسَه في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، بعد أن تسبب في مقتل 10 أشخاص، وإصابة آخرين.
لا نعلم ما إذا كانت حادثة القتل الجماعي هذه ستكون الأخيرة من نوعها أم لا. وكالمعتاد، قدم الرّئيس الأميركي، باراك أوباما، تعازيه لأسر الضحايا، وقال إنّه يدعو إلى عدم حدوث أعمال مماثلة في المستقبل. وعلى الرغم من ذلك، ذكر، في كلمته، إنه لا وجود لضمان ما يمنع تكرّر الأمر، وكانت قد تكررت حوادث مُشابهة في ولايات كونيتيكت، وكولورادو، وأريزونا، وتكساس، وفي تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية.
في يونيو/حزيران من العام الماضي، تعرض مواطنون أميركيون في أوريجون لحادث إطلاق نار آخر في مدرسة، وراح ضحيته طالب في المدرسة، بالإضافة إلى إصابة مدرّس، وقال أوباما في حينه إن أكثر ما يُشعره بالإحباط، كرئيس، أنّه ليس لدى هذا المجتمع الرّغبة في اتخاذ خطوات جادّة لإبعاد الأسلحة عن يد هؤلاء ممن يمكن أن يسببوا الأضرار. وأضاف "إننا الدولة المتقدمة الوحيدة التي يحدث فيها إطلاق النّار بشكل جماعيّ أسبوعيًّا". ولكن، ومع ازدياد عدد الحوادث المأساوية، بدا غضب أوباما واضحًا في أثناء خطابه الجديد: "بشكل ما، أصبح هذا الأمر روتينيًا، فقد أصبح الإبلاغ عن الحادث روتينًّا، وأصبح ردي وكلماتي من هذه المنصة في نهاية الأمر أمراً روتينيًّا. أصبح الحديث عن الأمر بعد حدوثه هو ما اعتدنا عليه".
وبالنظر للإحصائيات، سوف نصطدم بالحقيقة المرعبة المُستخلصة من حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة، فحادث إطلاق النار الذي وقع في أوريجون هو رقم 45 لإطلاق النار داخل مدرسة في العام 2015 وحده، فيما بلغت حوادث إطلاق النار الجماعية 134 حادثة على الأقل بين يناير/كانون أول 2009 ويوليو/تموز 2015، طبقًا لتقرير منظمة "إيفري تاون" لسلامة البنادق، والذي تم نشره في مجلة نيوزويك.
ينظر ناس عديدون إلى اللوائح والقوانين المنظمة الساعية إلى الحد من التسلح على أنها الحل النهائي الذي سيمنع تكرار حدوث مثل أعمال القتل المروعة هذه. لا شك في أن أخذ التدابير اللازمة سيساعد في إشعار الناس بالطمأنينة، ويمنع حدوث بعض جرائم القتل. مع ذلك، لن يحد هذا من شراء الأسلحة، فهاربر ميرسر كان يمتلك 14 سلاحًا ناريًّا واشتراها جميعها بطريقة قانونية. من شأن هذه اللوائح حل المشكلة على المدى القريب فقط، وجزئياً، فالدافع الأساسي وراء هذه الحوادث المروعة الكراهية المستحكمة في نفوس هؤلاء الأشخاص المضطربين نفسيًّا.
مشكلات عديدة يعود سببها إلى انعدام المحبّة. فالذين لا يُكنّون أي مشاعر حب للآخرين يفكّرون فقط في راحتهم ومنافعهم الخاصّة، فمثل هؤلاء الأشخاص لا يفكرون في الآخرين، ولا يظهرون أي مشاعر حب، أو تعاطفٍ، معهم، فهم يعيشون بعيدًا عن الإيمان والقيم الأخلاقية.
يخشى أميركيون من النزاعات المتفرقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، لأنّهم يعلمون أنّ أميركا متورّطة، بطريقة أو بأخرى، فيما يحدث هناك. مع ذلك، مازالوا واثقين بشكل خاطئ في قدرة حكومتهم على حمايتهم من التعرض لأي شكل من الأذى. أثبت حادث إطلاق النار في أوريجون أنه لا أساس لهذه الاعتقادات، لأنّ الحكومة وقفت عاجزة عن حماية عشرة أشخاص أبرياء من التعرض للقتل.
لا تمتلك أية حكومة القدرة على حماية مواطنيها، إذا ما انعدمت المودة والمحبة من قلوب الناس. مع ذلك، ليس من الصعب أن نبنيَ مجتمعًا قائمًا على القيم الحميدة والمحبة، فالسّلوك القائم على الكراهية والأنانية والقسوة لن يجلب أي منفعة لأيّ شخص.