27 يونيو 2019
ماذا يخطط لسيناء؟
بشار طافش (الأردن)
المراقب لنشاطات تنظيم داعش، منذ بدأنا نسمع عن وجوده، يدرك أنّه تنظيم يفوق بكثير ما يعتقده بعضهم عنه أنه مجرّد تنظيم، فهو يبدو كأنه يمتلك أفضل أجهزة المخابرات في العالم، ويمتلك أقوى وأفضل وأكبر الجيوش في العالم، مجبراً الدول على منحه تلك التسهيلات اللوجستية العابرة للحدود والقارات.
يثير الاستغراب ظهور داعش في سيناء، من دون أن يبرح مكانه حتى اللحظة. ولكن، إذا عرفنا أن التنظيم ظهر مع استيلاء عبد الفتاح السيسي على السلطة في مصر، وأنّ شعار الأخير هو "الحرب على اﻹرهاب"، فقد نضع أيدينا على أسرار هذا التنظيم والهدف منه، خصوصا مع الحديث عن احتمال سلخ سيناء من مصر.
وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، صرّح رئيس الوزراء اﻹسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنّ "داعش" يسعى إلى ترسيخ وجوده في سيناء. وعلى إثر ذلك، شن سياسيون وأكاديميون مصريون هجوما على نتنياهو، متهمينه بالسعي إلى تفتيت التراب المصري، من خلال إيجاد البلبلة في سيناء والدعاية لها.
وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول 2015، أورد موقع "تايمز أوف إزرائيل" العبري أنّ الحكومة اﻹسرائيلية، برئاسة نتنياهو، تستعد للحرب ضد "داعش"، وتخشى أكثر من تنظيم ولاية سيناء الذي بايع "داعش" أخيرا. لذلك، يكثف الجيش اﻹسرائيلي جهوده هناك على حدود فلسطين مع شبه جزيرة سيناء بالذات، معلناً أنّه مستعد للتعاون مع الجيش المصري، في سبيل ذلك، فأي عدو هذا الذي بدأ يتعاون الجيشان، المصري واﻹسرائيلي، على حربه؟
بدأ الجيش اﻹسرائيلي بالفعل بتنفيذ غارات جوية منذ اليوم اﻷول لاستيلاء السيسي على السلطة، ففي 3 يوليو 2013 نفذت الطائرات اﻹسرائيلية غاراتها اﻷولى على أهداف مدنية على طول الشريط الحدودي مع سيناء.
بدأ السيسي، ومنذ اللحظات اﻷولى لسيطرته على الحكم، بتنفيذ ما سعت إسرائيل ﻷجله منذ ثلاثة عقود ونصف العقد، وهو إخلاء المدنيين السيناويين على طول الشريط الحدودي الملاصق لكيانها، معلناً أنّها حرب على اﻹرهاب بدأت لتوها، بينما كان الواقع يقول غير ذلك، حيث تمت إعادة تهجير المصريين الصعايدة الذين تمّ جلبهم من الوادي، إبان حكم حسني مبارك لتنمية سيناء، والبالغ عددهم وقتها نحو 30 ألفا، بالتوازي مع التضييق على السيناويين اﻷصليين، ونشر الرعب بينهم من خلال التنكيل بالسيناويين الصعايدة الذين قدموا من الوادي لحمل اﻷصليين على إجلاء قراهم التاريخية، وخصوصا الحدودية.
ربما تمر سيناء، الآن، بما يشبه المرحلة التالية من خطة التهجير واﻹخلاء التي حملها السيسي على عاتقه، وبدأها بالشريط الحدودي، أو ربما بالخطة الطارئة البديلة، حين بدأت عمليات قتل أقباط سيناء وتهجيرهم وسط صمت سلطة اﻹنقلاب المطبق، فتصريح الشيخ خالد الجندي، وهو من أحد أبواق نظام السيسي، لم يكن عبثيا، حين صرّح "ليس على السيسي حماية سيناء"، فالهدف جس نبض الشارع عند طرح فكرة تخلّي النظام عن سيناء والسيناويين.
وربما تكون الخطة البديلة تهجير اﻷقباط من سيناء على أساس يبدو طائفيا، ما يعطي المبرّر لشن تلك الحرب الشاملة التي ستخلي كامل سيناء من السيناويين في النهاية، وليس فقط الذين كانوا يوماً على الشريط الحدودي إبان تنفيذ المرحلة الأولى من خطة اﻹخلاء، وهو أمر بات ملّحاً على إسرائيل، قبل رحيل نظام السيسي أو إنتهاء حقبة حكم العسكر.
لكن هناك "خطة ج" في حال فشل نظام السيسي من إخلاء كامل سيناء، بعد أن تعطي الخطة ب أكلها، والخطة ج هي التي تقتضي على إسرائيل التدخل بنفسها ﻹخلاء سيناء، بحيث ينتهي عهد المشاركة الخجولة في العمليات العسكرية على الشريط الحدودي، وهنا سيجتاح الجيش اﻹسرائيلي كامل سيناء منهيا الوجود المصري هناك من السيناويين، وهي قد تكون خطط واقتراحات وجدت على مكاتب رؤساء وزراء إسرائيل المتعاقبين منذ زمن طويل لتذكيرهم دائما بالهدف العظيم وضرورة تنفيذه ولو بعد حين.
تنظر إسرائيل اﻵن إلى مرحلة السيسي على أنّها المرحلة الذهبية التي لن تعوّض، خصوصاً مع الأحداث التي يمرّ بها الوطن العربي حالياً من حروبٍ وأزمات. لذا على سلطة اﻹحتلال استغلالها بشكل فعال وسريع، وخصوصا بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، وهو الذي رحب بإيجاد كيان فلسطيني على سيناء، بعد أن أعلن (ترامب) أنه غير معني بحل الدولتين على حدود 67.
تبدو لبعضهم كفكرة طرحها السيسي، لكن الحقيقة أنّ الكيان الفلسطيني على سيناء مخطط صهيوني إسرائيلي يطارد مصر منذ 65 عاما، بدأ يظهر إلى العلن بوتيرة متسارعة من التنفيذ المحموم الذي ذهب وسيذهب في سبيله آلاف السيناويين إلى المجهول ومعهم مصر ومستقبلها.
يثير الاستغراب ظهور داعش في سيناء، من دون أن يبرح مكانه حتى اللحظة. ولكن، إذا عرفنا أن التنظيم ظهر مع استيلاء عبد الفتاح السيسي على السلطة في مصر، وأنّ شعار الأخير هو "الحرب على اﻹرهاب"، فقد نضع أيدينا على أسرار هذا التنظيم والهدف منه، خصوصا مع الحديث عن احتمال سلخ سيناء من مصر.
وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، صرّح رئيس الوزراء اﻹسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنّ "داعش" يسعى إلى ترسيخ وجوده في سيناء. وعلى إثر ذلك، شن سياسيون وأكاديميون مصريون هجوما على نتنياهو، متهمينه بالسعي إلى تفتيت التراب المصري، من خلال إيجاد البلبلة في سيناء والدعاية لها.
وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول 2015، أورد موقع "تايمز أوف إزرائيل" العبري أنّ الحكومة اﻹسرائيلية، برئاسة نتنياهو، تستعد للحرب ضد "داعش"، وتخشى أكثر من تنظيم ولاية سيناء الذي بايع "داعش" أخيرا. لذلك، يكثف الجيش اﻹسرائيلي جهوده هناك على حدود فلسطين مع شبه جزيرة سيناء بالذات، معلناً أنّه مستعد للتعاون مع الجيش المصري، في سبيل ذلك، فأي عدو هذا الذي بدأ يتعاون الجيشان، المصري واﻹسرائيلي، على حربه؟
بدأ الجيش اﻹسرائيلي بالفعل بتنفيذ غارات جوية منذ اليوم اﻷول لاستيلاء السيسي على السلطة، ففي 3 يوليو 2013 نفذت الطائرات اﻹسرائيلية غاراتها اﻷولى على أهداف مدنية على طول الشريط الحدودي مع سيناء.
بدأ السيسي، ومنذ اللحظات اﻷولى لسيطرته على الحكم، بتنفيذ ما سعت إسرائيل ﻷجله منذ ثلاثة عقود ونصف العقد، وهو إخلاء المدنيين السيناويين على طول الشريط الحدودي الملاصق لكيانها، معلناً أنّها حرب على اﻹرهاب بدأت لتوها، بينما كان الواقع يقول غير ذلك، حيث تمت إعادة تهجير المصريين الصعايدة الذين تمّ جلبهم من الوادي، إبان حكم حسني مبارك لتنمية سيناء، والبالغ عددهم وقتها نحو 30 ألفا، بالتوازي مع التضييق على السيناويين اﻷصليين، ونشر الرعب بينهم من خلال التنكيل بالسيناويين الصعايدة الذين قدموا من الوادي لحمل اﻷصليين على إجلاء قراهم التاريخية، وخصوصا الحدودية.
ربما تمر سيناء، الآن، بما يشبه المرحلة التالية من خطة التهجير واﻹخلاء التي حملها السيسي على عاتقه، وبدأها بالشريط الحدودي، أو ربما بالخطة الطارئة البديلة، حين بدأت عمليات قتل أقباط سيناء وتهجيرهم وسط صمت سلطة اﻹنقلاب المطبق، فتصريح الشيخ خالد الجندي، وهو من أحد أبواق نظام السيسي، لم يكن عبثيا، حين صرّح "ليس على السيسي حماية سيناء"، فالهدف جس نبض الشارع عند طرح فكرة تخلّي النظام عن سيناء والسيناويين.
وربما تكون الخطة البديلة تهجير اﻷقباط من سيناء على أساس يبدو طائفيا، ما يعطي المبرّر لشن تلك الحرب الشاملة التي ستخلي كامل سيناء من السيناويين في النهاية، وليس فقط الذين كانوا يوماً على الشريط الحدودي إبان تنفيذ المرحلة الأولى من خطة اﻹخلاء، وهو أمر بات ملّحاً على إسرائيل، قبل رحيل نظام السيسي أو إنتهاء حقبة حكم العسكر.
لكن هناك "خطة ج" في حال فشل نظام السيسي من إخلاء كامل سيناء، بعد أن تعطي الخطة ب أكلها، والخطة ج هي التي تقتضي على إسرائيل التدخل بنفسها ﻹخلاء سيناء، بحيث ينتهي عهد المشاركة الخجولة في العمليات العسكرية على الشريط الحدودي، وهنا سيجتاح الجيش اﻹسرائيلي كامل سيناء منهيا الوجود المصري هناك من السيناويين، وهي قد تكون خطط واقتراحات وجدت على مكاتب رؤساء وزراء إسرائيل المتعاقبين منذ زمن طويل لتذكيرهم دائما بالهدف العظيم وضرورة تنفيذه ولو بعد حين.
تنظر إسرائيل اﻵن إلى مرحلة السيسي على أنّها المرحلة الذهبية التي لن تعوّض، خصوصاً مع الأحداث التي يمرّ بها الوطن العربي حالياً من حروبٍ وأزمات. لذا على سلطة اﻹحتلال استغلالها بشكل فعال وسريع، وخصوصا بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، وهو الذي رحب بإيجاد كيان فلسطيني على سيناء، بعد أن أعلن (ترامب) أنه غير معني بحل الدولتين على حدود 67.
تبدو لبعضهم كفكرة طرحها السيسي، لكن الحقيقة أنّ الكيان الفلسطيني على سيناء مخطط صهيوني إسرائيلي يطارد مصر منذ 65 عاما، بدأ يظهر إلى العلن بوتيرة متسارعة من التنفيذ المحموم الذي ذهب وسيذهب في سبيله آلاف السيناويين إلى المجهول ومعهم مصر ومستقبلها.