12 فبراير 2018
ماذا يفعل الحوثيون في مسقط رأسي؟
منذر فؤاد (اليمن)
قرية الزبّيرة قدس، الواقعة في ريف تعز، هي عزلتي التي ولدت فيها، وهي اليوم أضحت محاصرة من الحوثيين، هي تقع على مساحة تقدر بـ 12 كيلو متر مربع، يقطنها نحو عشرة آلاف إنسان، أصبحت وأصبحوا كلهم تحت سوط العصابة. من المؤكد، أن لا أحد سمع بهذه المأساة حتى اللحظة في ظل زحمة الأخبار ومآسيها التي لا تتوقف.
تتعرض الزبيرة لحصار خانق بعد إغلاق الحوثيين السوق المركزي، الذي يؤمن الأهالي منه احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء، ومنعوا أيضا تشغيل مضخة مياه الشرب التي تصل إلى منازل المواطنين، ألا تستحق هذه المأساة أن تروى؟
هل تعرف لماذا حدثت هذه المأساة عزيزي القارئ؟ دعني أخبرك. ففي مساء السبت 23 فبراير الماضي، زعم الحوثيون أن مواطنا اعتدى على أحد عناصرهم داخل السوق، وجرّده من سلاحه الرشاش، ويزعمون أن المواطن اعترف لهم بذلك بعد اعتقاله، لكن الغريب أن الرشاش لم يظهر بعد!
هذه القصة البائسة، تطلبت من عصابة، عبد الملك الحوثي، ردا همجيا على آلاف المدنيين العزّل، اعتداء مزعوم على فرد حوثي يقابله عقاب جماعي بالحصار والتجويع والخوف والإرهاب لعشرة آلاف إنسان، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتلك هي القيمة الحقيقية التي يكنها الحوثيون للمواطن عندما يتعلق الأمر بالمساس بذواتهم الشيطانية.
العقاب الحوثي لم يتوقف عند هذا الحد، لقد اعتقلوا عشرات من الأبرياء، ممن يعملون في تجارة السوق، وتسللوا إلى القرى بحثا عن آخرين، يتهمونهم بالتعاون مع الجيش الوطني، بل الأسوأ من ذلك أنهم استخدموا متفجرات لإرهاب المواطنين، ولا زلت أتذكر حجم الهلع الذي أصاب المواطنين بعد تفجير حوثي مدو أصاب أسماع الجميع عند العاشرة ليلا.
لم أنس أيضا الفاجعة التي أصابت أمي، عند سماعها الإنفجار؛ ظنّت المسكينة أن الإنفجار وقع في المنزل، فانهارت لتوّها، وغابت عن الوعي لدقائق، هذه حالة رعب واحدة لأم من بين مئات الأمهات في المنطقة أصابهن الحوثيون بالخوف والجزع.
لم تنعم قريتي بالحرية مذ جاء هؤلاء المعتدون قبل عامين ونصف، وسيطروا على الطريق الرئيسي الذي يربطنا ببقية المناطق، وحشرونا في الزاوية، لكنني أصبحت اليوم أكثر إلماما بقيمة الحرية القابعة في قميص متعفن لمقاتل حوثي.
هل اكتفى الحوثيون بالأوجاع والمتاعب التي أحدثوها في نفوس المواطنين؟ كلا، إنهم يطلبون مبلغا ثقيلا من المال من تجار السوق والمواطنين، مقابل إعادة فتح السوق، وتلك عملية ابتزاز قذرة يستخدمها الحوثيون كلما وجدوا أنفسهم في ضائقة مالية.
عزلتي المحاصرة: أعرف جيدا، أن بعض الألسنة طالت أبنائك العزّل، ونعتتهم بالجبن والخوف. أتساءل: لماذا يعاب الإنسان عندما يكون ضحية، ولا يعاب على الجلاد غطرسته؟ إننا ضحايا أيتها الألسن.. ربما نخاف مما سيصيبنا، ونتألم لما أصابنا، لأننا بشر، لكننا لسنا جبناء ولسنا ضعافا، الجبان لديه إمكانية لأن يكون شجاعا لكنه يرفض، والضعيف لديه إمكانية لأن يكون قويا فيرفض، أما نحن فلا إمكانية لدينا لهذه أو تلك، فهل يعيّر المرء بما لا يمتلكه؟
تتعرض الزبيرة لحصار خانق بعد إغلاق الحوثيين السوق المركزي، الذي يؤمن الأهالي منه احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء، ومنعوا أيضا تشغيل مضخة مياه الشرب التي تصل إلى منازل المواطنين، ألا تستحق هذه المأساة أن تروى؟
هل تعرف لماذا حدثت هذه المأساة عزيزي القارئ؟ دعني أخبرك. ففي مساء السبت 23 فبراير الماضي، زعم الحوثيون أن مواطنا اعتدى على أحد عناصرهم داخل السوق، وجرّده من سلاحه الرشاش، ويزعمون أن المواطن اعترف لهم بذلك بعد اعتقاله، لكن الغريب أن الرشاش لم يظهر بعد!
هذه القصة البائسة، تطلبت من عصابة، عبد الملك الحوثي، ردا همجيا على آلاف المدنيين العزّل، اعتداء مزعوم على فرد حوثي يقابله عقاب جماعي بالحصار والتجويع والخوف والإرهاب لعشرة آلاف إنسان، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتلك هي القيمة الحقيقية التي يكنها الحوثيون للمواطن عندما يتعلق الأمر بالمساس بذواتهم الشيطانية.
العقاب الحوثي لم يتوقف عند هذا الحد، لقد اعتقلوا عشرات من الأبرياء، ممن يعملون في تجارة السوق، وتسللوا إلى القرى بحثا عن آخرين، يتهمونهم بالتعاون مع الجيش الوطني، بل الأسوأ من ذلك أنهم استخدموا متفجرات لإرهاب المواطنين، ولا زلت أتذكر حجم الهلع الذي أصاب المواطنين بعد تفجير حوثي مدو أصاب أسماع الجميع عند العاشرة ليلا.
لم أنس أيضا الفاجعة التي أصابت أمي، عند سماعها الإنفجار؛ ظنّت المسكينة أن الإنفجار وقع في المنزل، فانهارت لتوّها، وغابت عن الوعي لدقائق، هذه حالة رعب واحدة لأم من بين مئات الأمهات في المنطقة أصابهن الحوثيون بالخوف والجزع.
لم تنعم قريتي بالحرية مذ جاء هؤلاء المعتدون قبل عامين ونصف، وسيطروا على الطريق الرئيسي الذي يربطنا ببقية المناطق، وحشرونا في الزاوية، لكنني أصبحت اليوم أكثر إلماما بقيمة الحرية القابعة في قميص متعفن لمقاتل حوثي.
هل اكتفى الحوثيون بالأوجاع والمتاعب التي أحدثوها في نفوس المواطنين؟ كلا، إنهم يطلبون مبلغا ثقيلا من المال من تجار السوق والمواطنين، مقابل إعادة فتح السوق، وتلك عملية ابتزاز قذرة يستخدمها الحوثيون كلما وجدوا أنفسهم في ضائقة مالية.
عزلتي المحاصرة: أعرف جيدا، أن بعض الألسنة طالت أبنائك العزّل، ونعتتهم بالجبن والخوف. أتساءل: لماذا يعاب الإنسان عندما يكون ضحية، ولا يعاب على الجلاد غطرسته؟ إننا ضحايا أيتها الألسن.. ربما نخاف مما سيصيبنا، ونتألم لما أصابنا، لأننا بشر، لكننا لسنا جبناء ولسنا ضعافا، الجبان لديه إمكانية لأن يكون شجاعا لكنه يرفض، والضعيف لديه إمكانية لأن يكون قويا فيرفض، أما نحن فلا إمكانية لدينا لهذه أو تلك، فهل يعيّر المرء بما لا يمتلكه؟
مقالات أخرى
22 أكتوبر 2017
05 أكتوبر 2017
02 سبتمبر 2017