ويؤكد الخبراء أن تقلبات السوق، والغموض العالمي حول العديد من القضايا السياسية، من شأنها التأثير سلباً على الاقتصاد خلال الفترة المقبلة، كما أن موجة التفاؤل التي أطلقها صندوق النقد لن تدوم كثيراً.
وكان صندوق النقد الدولي قد أطلق توقعاته بشأن النمو العالمي، مشيراً إلى تحسن الأداء خلال هذا العام والعام المقبل.
ومع ذلك، حذّرت لجنة السياسات النقدية في الصندوق، البلدان الأعضاء فيها، والبالغ عددها 189 بلداً من أنه "لا مجال للرضا عن النفس".
وأشارت إلى أنه لا يزال الانتعاش عملاً جارياً خلال الفترة المقبلة، إلا أن مستويات التضخم، لازالت دون المستوى المستهدف في معظم الدول الغنية، كما أن الإنتاجية بطيئة والكثير لا يشعرون بفوائد الطلب القوي.
وقالت رئيسة الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين، إن أفضل تخمين لها هو، أن الأسعار سوف تتسارع قريباً، وهو الرهان الذي أدلى به أيضاً رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي ومحافظ بنك إنكلترا مارك كارني.
وأقرت يلين بأن هناك أسبابا للقلق، خصوصاً أن مستويات التضخم سوف تتسارع في الفترة المقبلة.
وقالت إن البنك المركزي الأميركي سيواصل رفع أسعار الفائدة تدريجياً مع نمو قوي كما سيستمر سوق العمل بالنمو.
لكنها أضافت أن هذه القراءات الناعمة لن تستمر، ومع استمرار تعزيز أسواق العمل، "أتوقع أن يتحرك التضخم في العام القادم". وأشارت إلى أن مخاطر الاستقرار المالي في الولايات المتحدة لا تزال معتدلة.
وقال محافظ بنك اليابان هاروهيكو كورودا إنه سيحافظ على برنامجه التحفيزي الضخم.
من جهته، وصف الرئيس التنفيذي لشركة باركليز بي إل سي "جيس ستالي"، المرحلة الراهنة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، بمرحلة سابقة، وتشبه الفترة الحالية، تلك التي سبقت الأزمة المالية العالمية. وقال إن الظروف الحميدة في الأسواق المالية تذكره بعام 2006.
في حين أكد المديرون التنفيذيون من جي بي مورغان ومجموعة غولدمان ساكس أنهم يستعّدون لـ "أسوأ السيناريوهات".
وقال وزير الخزانة الأميركي السابق لورانس سامرس إن الشيء الوحيد الذي يخشى هو "عدم وجود الخوف في حد ذاته". وقال محافظ البنك المركزي المكسيكي أغوستين كارستنس إنه في بعض الأسواق الناشئة قد تكون الأصول بأسعار عالية جداً.
من جهتها، حثت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد المسؤولين على العمل الآن بشكل جدي، لمواجه أي تراجع يصيب الاقتصاد العالمي. وبهذه الروح، قال محافظ بنك الشعب الصيني تشو شياو تشوان إن "الشركات الصينية قد اتخذت الكثير من الديون، ونحن بحاجة الى بذل المزيد من الجهود لخفض الديون وتعزيز سياسة الاستقرار المالي".
وأكد العديد من المسؤولين الذين حضروا اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي، أن الأزمة المالية التي عصفت في العام 2008، لاتزال تطارد صناع السياسة حتى يومنا هذا.
تأثير ترامب
لا تزال السياسة تفسد كل شيء، فقد استوعب المسؤولون المكسيكيون والكنديون مقترحات صعبة من قبل الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تنتهي في نهاية المطاف بتدمير اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، خاصة وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار مراراً إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية، وهو ما يهدد مصالح الأطراف الأخرى.
(العربي الجديد)