خطوةً خطوةً، تطوّر مهرجانُ الجزيرة الدولي للأفلام التسجيليّة، ليصلَ إلى دورته العاشرة هذا العام. المهرجانُ المنبثق عن قناةِ الجزيرةِ الوثائقية، اختارَ عنوانًا معبّرًا: "خُطوات"، ووفقًا لمدير قناة الجزيرة الوثائقية، فإن عشرة أعوام من الإنجاز، هي التي أدّت لاختيار هذا العنوان، إذ هو "متلائمٌ مع تلمّس المهرجان لخطواته المستقبليّة".
إذ يشيرُ في آنٍ واحدٍ إلى مراحل تطوّر المهرجان من جهة وإلى تطلّعاته ومشاريعه من جهة أخرى. فالمهرجان تغيّر منذ عامه الثاني، وانتقل إلى أفقٍ عربيّ وعالمي، نتيجةً لأمرين: الأوّل فضلُ السبق في تكريس مهرجانٍ كبيرٍ مختصّ لهذا النوع من الأفلام، والثاني وفرة عدد المشاركين. غدا المهرجان مقصدًا دوليَّا، إذ تمّ في كل عام الاعتناء أكثر فأكثر بتنظيمه ونوعية الأفلام المنتقاة، وأعضاء لجنة التحكيم، فضلًا عن الندوات والمعارض المرافقة له.
إذ يشيرُ في آنٍ واحدٍ إلى مراحل تطوّر المهرجان من جهة وإلى تطلّعاته ومشاريعه من جهة أخرى. فالمهرجان تغيّر منذ عامه الثاني، وانتقل إلى أفقٍ عربيّ وعالمي، نتيجةً لأمرين: الأوّل فضلُ السبق في تكريس مهرجانٍ كبيرٍ مختصّ لهذا النوع من الأفلام، والثاني وفرة عدد المشاركين. غدا المهرجان مقصدًا دوليَّا، إذ تمّ في كل عام الاعتناء أكثر فأكثر بتنظيمه ونوعية الأفلام المنتقاة، وأعضاء لجنة التحكيم، فضلًا عن الندوات والمعارض المرافقة له.
ما يميّز المهرجان هذا العام، فضلُ السبق ثانيةً، إذ وفقًا لعبّاس أرناؤوط مدير المهرجان، فإن المهرجان أعلن عن إطلاق مبادرةٍ لتوحيد مهرجان الأفلام التسجيلية في العالم برعاية شبكة الجزيرة، بعدما "لم يجدْ أيّ هيئةٍ أو اتحاد يجمع مهرجانات الأفلام التسجيليّة".
للمهرجان هذا العام ميلٌ قوّي صوب فلسطين على ما يبدو، إذ هذا ما تنضحُ به جوائزه. بيدَ أن هذه النقطة التي تتعرّض ربما لانتقادٍ ما، تُغيّب مساهمة مخرجي هذه الأفلام المتميّزة. فالفيلم الذي حصلَ على الجائزة الذهبية، "لقاء مع أرضٍ مفقودة" للمخرجة الفرنسيّة الفلسطينيّة ماريز غرغور، له حكايةُ تروى؛ تقول مخرجته: "لم أختره، هو اختارني"، إذ بينما كانت تعرض أحدَ أفلامها في باريس، تقدّمت منها سيدةٌ من الجمهور وقالت لها: "هذه "قصّتي، أنا سكنتُ في فلسطين مع أمّي وأبي. أنا ابنة طبيب عمل هناك".
كانت تلك السيدة الفرنسيّة تتحدّر من عائلة (بورو) سكنتْ فلسطين التاريخية بين عامي 1928 – 1952 ووُلدتْ وعاشت لفترة في يافا، وهي المدينة التي وُلدت المخرجة فيها أيضًا. هكذا، قُدحتْ شرارة الفيلم. يمثّل الفيلم أيضًا هديةً للمخرجة، إذ إن ابنة الدكتور بورو سكنتْ في الطابقِ نفسه من بناية في يافا يقطنها أبناء عمومة المخرجة ماريز.
كانت تلك السيدة الفرنسيّة تتحدّر من عائلة (بورو) سكنتْ فلسطين التاريخية بين عامي 1928 – 1952 ووُلدتْ وعاشت لفترة في يافا، وهي المدينة التي وُلدت المخرجة فيها أيضًا. هكذا، قُدحتْ شرارة الفيلم. يمثّل الفيلم أيضًا هديةً للمخرجة، إذ إن ابنة الدكتور بورو سكنتْ في الطابقِ نفسه من بناية في يافا يقطنها أبناء عمومة المخرجة ماريز.
وبعد اللقاء الأوّل بين المرأتين، انفتحَ المشهد على فرنسيين آخرين، تعرفهم السيدة، فتركّب الفيلم عنهم وعن المدن الفلسطينية الثلاث التي وُلدوا فيها؛ يافا والقدس وبيت لحم. كان آباؤهم: قنصلٌ وتاجرٌ وطبيب هو باتريس بورو، الذي كان مدير مستشفى يافا الفرنسي. مهنٌ تسمحُ بالتجوال في فلسطين التاريخية قبل نكبتها.
المخرجة المختصّة بالجانب التاريخي للأفلام الوثائقية، عثرتْ على كنزٍ من المراسلات الشخصية والديبلوماسية، والوثائق السمعيّة ومقالات الصحف، الأمرُ الذي أتاح لها عمل مونتاجٍ فنّي مميّز لفيلمها، خاصّة وأنّ بعض تلك الوثائق تظهر للمرّة الأولى.
المخرجة المختصّة بالجانب التاريخي للأفلام الوثائقية، عثرتْ على كنزٍ من المراسلات الشخصية والديبلوماسية، والوثائق السمعيّة ومقالات الصحف، الأمرُ الذي أتاح لها عمل مونتاجٍ فنّي مميّز لفيلمها، خاصّة وأنّ بعض تلك الوثائق تظهر للمرّة الأولى.
يكشفُ الفيلم الحياة اليومية الفلسطينية قبل النكبة، عبرَ هذا الشغف الذي أبداه الفرنسيون بهذا المكان، فأحدهم من عائلة بوست التي سكنتْ يافا منذ القرن التاسع عشر. تتأسّف الفرنسية على فلسطين كما لو كانتْ فلسطينية، تقولُ معلّقة على اضطرارها وعائلتها للنزوح: "لم نستطع العودة البتة...
لقد طبعتْ فلسطين روحي بسبب الأحداث والاضطرابات عامي 47-48....بدأت الاضطرابات من خلال الاحتلال اليهودي في الخامس عشر من شهر أيّار عام 1948... راحتْ البلد تُفرّغ من سكّانها العرب".
لقد طبعتْ فلسطين روحي بسبب الأحداث والاضطرابات عامي 47-48....بدأت الاضطرابات من خلال الاحتلال اليهودي في الخامس عشر من شهر أيّار عام 1948... راحتْ البلد تُفرّغ من سكّانها العرب".