وقال ماكرون إن وجهات النظر في شأن الملف السوري متطابقة أيضاً، خصوصاً لناحية دحر تنظيم "داعش" الإرهابي، وكذلك الانتقال السلس للسلطة هناك.
وأكّد في الوقت نفسه تمسّك فرنسا بحل الدولتين في ما يخصّ الصراع العربي الإسرائيلي، مضيفاً أن فرنسا تسير مع تركيا في طريق يجب أن تدافعا فيه عن الحرية والديمقراطية واحترام القانون، وذلك في إشارة إلى مخاوف عبّر عنها الرئيس الفرنسي حيال مصير طلاب ومدرسين وصحافيين في تركيا.
وفي ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي اقترح الرئيس الفرنسي على تركيا "شراكة مع الاتحاد الأوروبي" كبديل عن الانضمام، بهدف الحفاظ على ارتباط هذا البلد بأوروبا، وقال: "يجب أن ننظر في ما إذا كان بالإمكان إعادة التفكير في هذه العلاقة، ليس في إطار عملية انضمام بل ربما في إطار تعاون وشراكة مع هدف (..) الحفاظ على ارتباط تركيا والشعب التركي بأوروبا، والعمل على جعل مستقبله مبنياً على التطلع إلى أوروبا... لكن في الوقت ذاته على نظمنا الديمقراطية أن تحمي حكم القانون بشكل كامل"، معتبراً أن التطوّرات الأخيرة في تركيا لا تسمح بأي تقدم في عملية انضمامها، وأضاف أن التظاهر بإمكانية فتح فصول جديدة في محادثات الانضمام هو ضرب من ضروب النفاق.
أما أردوغان، فقال إنه ناقش مع ماكرون العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وإن تركيا هدفها "تعزيز التعاون وتطوير العلاقات الاقتصادية مع باريس"، مذكّراً نظيره الفرنسي بأن تركيا انتظرت على باب الاتحاد الأوروبي منذ عقود طويلة وستتخذ قرارها بشأن العملية التي "باتت مُرهقة جداً لنا ولشعبنا".
وبشأن التعاون في مكافحة الإرهاب تابع أردوغان: "لدينا تعاون (مع فرنسا) بمكافحة داعش، في بلادنا وحدودنا، وتنبغي علينا مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني بشكل مماثل أيضاً... جمعيات وشركات منظمة غولن الإرهابية تأخذ طابعاً مؤسسياً هنا (فرنسا) وكذلك بي.كا.كا الإرهابية".
وأردف قائلاً: "وقّعنا اتفاقاً مهماً مع شركة يوروسام الفرنسية الإيطالية (لصناعة منظومات الدفاع الجوي والصاروخي) وفي المرحلة المقبلة سنبدأ بمرحلة الإنتاج".
وفي ملف المهاجرين، قال أردوغان إن الاتحاد الأوروبي تعهد بدفع ستة مليارات دولار لتركيا في مجال مساعدة اللاجئين السوريين، بينما ما دفعه حتى الآن لم يتخطّ حاجز المليار دولار.
أما في ملفات المنطقة الأخرى فقال أردوغان: "بحثنا الأوضاع في سورية والعراق وفلسطين، وأكدنا على حل الدولتين. نحن نتشاور مع فرنسا بشكل مكثف وفعال لتحقيق تقدم في الملف السوري"، مكرراً كلام الرئيس الفرنسي في مجال التعاون لمكافحة الإرهاب، قائلاً في الوقت نفسه إن "تركيا دفعت ثمناً باهظاً بسبب هذا الإرهاب"، متهماً بعض الصحافيين برعاية الإرهابيين من خلال كتاباتهم، قائلاً: "الإرهاب لا يتشكّل من تلقاء نفسه. الإرهاب والإرهابيون لهم من يرعاهم". أضاف "هؤلاء الرعاة هم أشخاص ينظر إليهم على أنهم مفكرون. يسقون (الإرهاب)... من خلال أعمدتهم في الصحف. وفي أحد الأيام تجد هؤلاء الأشخاص وقد ظهروا أمامك كإرهابيين".