أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلّف الجمعة رسمياً، المؤرّخ بنجامان ستورا بمهمّة تتعلق بـ"ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر"، بهدف تعزيز "المصالحة بين الشعبين الفرنسي والجزائري".
وأوضح الإليزيه أنّ هذه المهمّة التي يُنتظر صدور نتائجها في نهاية العام، "ستُتيح إجراء عرض عادل ودقيق للتقدّم المحرز في فرنسا في ما يتعلق بذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر، وكذلك للنظرة إلى هذه الرهانات على جانبَي البحر الأبيض المتوسّط".
وفي مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية الخميس، عشيّة تلقّيه رسالة تكليفه المهمة، شدد ستورا على أنه "ليس ممثلاً للدولة الفرنسية". وقال "لا يمكننا أبداً التوفيق بين الذاكرات بشكل نهائي، لكنّي أعتقد أنه يجب علينا أن نتحرّك نحو سلام نسبي للذاكرات من أجل مواجهة تحدّيات المستقبل على وجه الخصوص، حتى لا نبقى أسرى الماضي طوال الوقت، لأنّ الجزائر وفرنسا واحدتهما بحاجة إلى الأخرى".
سلّمت باريس الجزائر هذا الشهر رفات 24 مقاتلاً جزائرياً سقطوا في بداية الاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر
وأكد المؤرخ الفرنسي أن "التاريخ في الجزائر، كما في فرنسا، هو تاريخ ينطوي على رهانات (...) علينا فعلاً أن نقوم على جانبي المتوسط بمحاولة الاقتراب لأكبر قدر ممكن من تاريخ هو تاريخ الوقائع بحدّ ذاتها، وليس تاريخاً مؤدلجاً دائماً أو يستخدم أداة باستمرار".
وستورا المولود في 1950 في مدينة قسنطينة في الجزائر، هو أحد أشهر الخبراء المتخصصين بتاريخ الجزائر، وخصوصاً الحرب التي استمرّت من 1954 إلى 1962، وأفضت إلى استقلال هذا البلد.
وفي رسالته لتكليف ستورا، كتب ماكرون أنه "من المهم أن يُعرف تاريخ حرب الجزائر وينظر إليه بشكل واضح. الأمر يتعلق براحة وصفاء الذين أضرت بهم"، ورأى أن الأمر يتعلق أيضاً "بمنح شبابنا إمكانية الخروج من النزاعات المتعلقة بالذاكرة". وأضاف الرئيس الفرنسي: "أتمنى أن أشارك في إرادة جديدة لمصالحة بين الشعبين الفرنسي والجزائري"، لأن "موضوع الاستعمار وحرب الجزائر عرقلا لفترة طويلة بناء مصير مشترك في البحر المتوسط بين بلدينا".
وفي مؤشر واضح على بعض الانفراج في العلاقات بين الجزائر والقوة المستعمرة السابقة، سلّمت باريس مطلع يوليو/تموز رفات 24 مقاتلاً جزائرياً سقطوا في بداية الاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر. واعتبرت الجزائر هذه المبادرة "خطوة كبيرة".
يذكر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أعلن الأحد، تعيين مستشاره في الرئاسة ومدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، ممثلاً له في اللجنة العلمية المصغرة مع فرنسا والمكلفة بملف الذاكرة.
(فرانس برس)