ويبدو أنّ الغاية من هذا التوجه هو تأمين مستقبل هؤلاء الفنانين، خصوصاً أنّ سوق الفن في تونس لا تضمن مستقبلاً آمناً لمن يريد. فعديد الفنانين أنهوا مسيرتهم في وضع صعب، بل إنّ بعضهم لم يجد حتى من يتكفل بعلاجه.
آخر الفنانين التونسيين الذين افتتحوا مقاهيّ لهم في العاصمة، كان الفنان المسرحي لطفي العبدلي الذي يحظى بشعبية كبيرة في تونس. فقد افتتح "مقهى السراجين" في المدينة العتيقة في تونس العاصمة، وأضفى عليه مسحة فنية من خلال الديكورات وخصص ركناً فيه للكتاب.
ويلاحظ أنّ الاستثمار في المقاهي يعدّ الطريق السهل للعديد من الفنانين التونسيين، إذ كان الوجهة المفضلة للفنان غازي العيادي ولفنانيْ الراب الشهيرين كافون وبلطي.
من ناحيته، اختار الفنان لطفي بوشناق الاستثمار في مجاله الفني، إذ أسس استديو متطوراً لتسجيل الأغاني بمواصفات عالمية، أصبح قبلة لعديد المطربين والموسيقيين التونسيين، تحديداً لأنّ تونس تفتقد إلى مثل هذه النوعية من المشاريع.
هذا إلى جانب اهتمام بوشناق بالاستثمارات في مجال العقارات. والتي اختارها الفنان صابر رباعي، تحديداً في محافظة صفاقس بالجنوب التونسي التي يتحدر منها، وهي تعتبر ثاني أكبر المدن التونسية. كما أنّ الرباعي افتتح مقهى له فى إحدى المناطق الراقية بالعاصمة التونسية.
وهو ما فعلته أيضاً الفنانة التونسية ذات الجماهيرية الكبرى في تونس، أمينة فاخت، التي استثمرت في عدد من المشاريع التجارية الخدمية، وهو الأمر الذى جعلها تعلن اعتزالها الغناء في الحفلات العامة منذ أكثر من سبع سنوات، رغم كثرة العروض عليها لإحياء حفلات فنية في المهرجانات التونسية وفي الحفلات الخاصة.