يعيشُ اللاجئون في مراكز مخصصة لهم (دي بي آي)
تُعدّ ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية التي تستقبل لاجئين على أراضيها. ويأتي غالبية هؤلاء من خلال طرق غير شرعية، ويواجهون مخاطر كثيرة قبل الوصول إلى الوجهة النهائية المنشودة. ولدى وصول هؤلاء إلى داخل الأراضي الألمانية، يتوجب عليهم القيام بالإجراءات اللازمة، علماً أن إجراءات اللجوء تتطلب مراحل عدة، وتتفاوت مدّة التدقيق في الطلبات بحسب حالات طالبي اللجوء، وصولاً إلى اقناع المحكمة بأحقية منحهم اللجوء داخل الأراضي الألمانية.
تجدر الإشارة إلى أن طلب اللجوء لا يُقدّم في أي سفارة ألمانية، بل يجب على طالب اللجوء تقديم الطلب إمّا عن طريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أو لدى أحد المطارات الألمانية، أو تسليم نفسه إلى أحد أفراد الشرطة على الحدود. ويمكن تقديم الطلب أيضاً داخل الأراضي الألمانية، من خلال التوجه إلى أحد أقسام الشرطة، على أن يحول إلى الجهات المختصة التي تتولى دراسة طلب اللجوء.
وعادةً ما يُقيم اللاجئون الجدد في مراكز أولية معدّة لاستقبالهم، وتكون تحت الرقابة الأمنية. وتعمل الدولة على تجهيز المراكز وتوفير جميع الخدمات الأساسية التي يحتاجها اللاجئون، علماً أنه داخل كل مركز مطعم وعيادة طبية وقسم للشرطة وأماكن لإيواء اللاجئين. ويُخصص لكل طالب لجوء مساحة قدرها 6,5 متراً مربعاً تقريباً. وفي كل مركز، هناك إدارة مسؤولة عن تأمين جميع الإحتياجات مثل الملابس والطعام والدواء، بالإضافة إلى دعم يُخصّص لمساعدة الأطفال حتى يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة. ويعمل متخصصون على تهيئتهم من الناحية النفسية، وتعليمهم اللغة الألمانية.
داخل هذه المراكز، تُسجّل معلومات شخصية عن اللاجئ، كالاسم الرباعي، والصورة، والبصمة، وشهادة الميلاد وغيرها. وبعد تقديم الأوراق، تُحوّل إلى دائرة مكافحة الجريمة الإتحادية للتأكد من أن سجل طالب اللجوء خالي من أي جرائم. بعدها، يتولى الموظفون التابعون للهيئة الاتحادية المختصة بالإندماج واللاجئين الاستماع إلى قصص ودوافع المتقدمين بطلبات اللجوء، ويساعد هؤلاء مترجم خاص.
وبعد مرور ثلاثة أشهر في مركز اللجوء الأولي، ينقل اللاجئون إلى مراكز استقبال اللاجئين شبه الدائمة. لكن هذه العملية لا تكون عشوائية بل تعتمد على نسب استقبال المقاطعات الألمانية للاجئين، ويؤخذ بعين الاعتبار عدد السكان. ويتشارك اللاجئون المراكز مع كثيرين. لكن هناك استثناءات للاجئين الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى، فيُسمح لهم بالذهاب إليهم والسكن على مقربة منهم. كذلك، يُسمح لطالب اللجوء التنقل بحرية والعمل. لكن الأمر ليس سهلاً. وتصل قيمة المساعدات المالية للاجئ إلى نحو 350 دولار شهرياً.
وتستغرق عملية البت في طلبات اللجوء نحو ثلاثة أشهر. لكن في أغلب الأحيان، تطول المدة وقد تصل إلى عام كامل، بسبب العدد الكبير من المتقدمين بطلبات اللجوء. وتوجد دائماً حالات استثنائية لتسريع الإجراءات، وخصوصاً الأشخاص القادمين من بلدان تشهد حروباً مثل سورية والعراق.
ومن خلال رسالة رسمية، يبلّغ طالب اللجوء بقبوله أو رفضه مع الأسباب. ويحصل على نسخة بلغته الأم. ومن يُقبل طلبه، يحصل على إقامة لمدة ثلاث سنوات. وفي حال الرفض، يمكن لطالب اللجوء تقديم طعن في المحكمة. فإذا لم يُقبل الطعن، يرحّل من ألمانيا. لكن في حال استحالة وصول الشخص إلى بلده بسبب عدم وجود خطوط طيران مباشرة أو حروب أهلية، يُمنح في تلك الحالة وثيقة إقامة مؤقتة تُسمّى "دولدنغ". وقد يتسبب التزوير في الوثائق برفض طلب اللجوء نهائياً والترحيل الفوري من ألمانيا.
اقرأ أيضاً: لا مكانَ لكم في ألمانيا