الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان، تطاول الفقراء بنسبة أكبر من غيرهم. لذلك، عمدت جمعيات ومؤسسات وأفراد في صيدا إلى مساعدة بعضهم بعضاً ضمن مبدأ التكافل
نتيجة لما يتعرض له لبنان من أزمة اقتصاديّة حادّة، وعدم توفر سيولة مادية أدت إلى حالة إفلاس انعكست سلباً على العائلات الفقيرة والمتوسطة الحال، ظهرت مبادرات إنسانية عدة في مدينة صيدا (جنوب لبنان) لمساعدة هذه العائلات بوسائل مختلفة.
وانطلاقاً من إحساسها بالمسؤولية حيال الغير، أطلقت جمعية "مواساة" مبادرتين؛ الأولى هي إنشاء متجر داخل الجمعية للمواد الغذائية مخصص لموظفي الجمعية الـ 150، ومعظمهم من النساء اللواتي يعانين أوضاعاً اجتماعية صعبة، علماً أن البيع سيكون بسعر الكلفة، في تحدٍّ لارتفاع أسعار السلع الغذائية في الأسواق. أما المبادرة الثانية فهي تحت عنوان "زيد من مونتك ع مونتنا لندعم أهل مدينتنا"، وتعتمد على تبرعات عينية من مواد غذائية لتوضيبها وتوزيعها على العائلات المحتاجة. في هذا السياق، تقول مديرة الجمعية مي حاسبيني لـ "العربي الجديد": تضم الجمعية موظفين من أصحاب الدخل المحدود. وبسبب الضائقة المادية وغلاء الأسعار وجشع بعض التجار وزيادة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ولدت الفكرة خصوصاً أننا على علاقة بتجار الجملة والموردين. وتم شراء المواد الغذائية المطلوبة بسعر الجملة وبيعها بسعر الكلفة، شعوراً منّا بالأوضاع الصعبة، ما يستلزم مد يد العون لبعضنا بعضاً، وأن نتكافل ونتكاتف حتى انتهاء هذه الأزمة، وسنوفر يومياً ما يلزم هذه العائلات لحمايتها من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار".
تضيف حاسبيني: "هذه المبادرة هي لموظفي الجمعية فقط. ونحن لسنا بوارد منافسة التجار أو أخذ دور أحد". أما المبادرة الثانية، فهي جمع تبرعات مادية أو عينية ومواد غذائية وتوضيبها داخل الجمعية وتوزيعها على المحتاجين، خصوصاً المسنين الذين ليس لهم أي معيل. كما أن هناك فريقاً من الجمعية سيزور المسنين في بيوتهم أسبوعياً للاهتمام بنظافة بيوتهم، خصوصاً أنهم يعيشون بمفردهم وليس لديهم القدرة على دفع أتعاب عاملات تنظيف. كذلك، سيتم إرسال طبيب وممرضة للاهتمام بحالتهم الصحيّة بشكل دوري وإعطائهم العلاج اللازم.
وتحت شعار "ما قادر تطعمي عيلتك؟ المستشار بيوصلّك ع بيتك"، عمد مطعم "المستشار" في صيدا (جنوب لبنان) إلى إطلاق مبادرة إنسانية دعماً للأسر الفقيرة والعائلات المتعففة العزيزة النفس، تقضي بتوصيل الطعام إلى أي محتاج بمجرد طلب رقم هاتف المطعم. ويعمل موظفو المطعم يومياً على تأمين الوجبات الساخنة وتوصيلها إلى بيوت المحتاجين من أبناء المدينة.
اقــرأ أيضاً
ويقول صاحب المطعم، سامي البقاعي، إن هذه المبادرة تأتي في ظل الظروف الاستثنائية والصعبة التي تمر بها البلاد، خصوصاً أن العديد من العائلات لا تجد ما تسد به رمق أولادها. لهذا، فإن من واجبنا أن نساعد بما نقدر عليه، وهذا هو الوقت الذي يمكن لأي شخص أن يساهم في مساعدة الآخرين، خصوصاً أن هناك أشخاصا لا يملكون ثمن إطعام أولادهم، ما أدّى إلى زيادة حالات الانتحار مؤخراً.
الفنانة التشكيلية التونسية فاطمة سامي، التي تحمل الجنسية اللبنانية وتملك محترفاً للرسم ومعهداً لتعليم الرسم، أطلقت مبادرة في محترفها تحت شعار "كلنا إيد وحدة، مش بس اليوم، بكرا وبعده، بس ما تنتحر نحنا حدك". وتقول: "في هذه الأوضاع الصعبة، هناك أناس تشعر بأنها غير قادرة على شراء قوت يومها. أردنا أن نقول لهم إننا موجودون إلى جانبكم وسنتقاسم معكم كسرة الخبز. لذلك، كانت هذه المبادرة وتوجهنا إلى كل من يستطيع المساعدة بتقديم أي صنف من المواد الغذائية أو من الملابس، سيتم تجميعها في المحترف، ليقوم طلاب المحترف والمتطوعون بتوضيبها وتوزيعها على كل محتاج، كي لا نترك أحدا يشعر بالجوع.
اقــرأ أيضاً
وحتى محال الحلويات شاركت في المبادرات الإنسانية، وأعلنت حلويات "الجندولين" في المدينة على مواقع التواصل الاجتماعي: "أوعك تفكر تنهي حياتك كرمال لقمة عيشك، إذا ما معك تطعمي أولادك شرّف لعنا بكرا لتاكلوا كنافة، نحنا لبعض على الحلوة والمرة". كما بادر أحد المقاهي في المدينة إلى وضع إعلان على واجهته: "إذا كنت لا تملك ثمن فنجان قهوة، بدون إحراج تفضل وقهوتك علينا".
وفي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الواقع في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بادر بعض التجار إلى بيع الخبز بسعر الكلفة من دون أي ربح، وحتى بنصف ثمنه أحياناً. كما أطلق ناشطون في المخيم مبادرة لتوزيع الخبز مجاناً داخل المخيم، وتم التنسيق مع جمعية "نور اليقين" لتأمين التمويل لشراء الخبز من أشخاص مقتدرين مادياً، على أن يتم توزيع الخبز بطريقة عادلة مع مراعاة الحالات الاجتماعية في المخيم. ويقول الناشط موسى قاسم: "بعد مبادرة توزيع الخبز، سنقوم بمبادرات عدّة بالتنسيق مع تجار المخيم ولجان الأحياء كي نساعد قدر المستطاع أبناء الشعب الفلسطيني في ظل هذه الظروف الصعبة".
وانطلاقاً من إحساسها بالمسؤولية حيال الغير، أطلقت جمعية "مواساة" مبادرتين؛ الأولى هي إنشاء متجر داخل الجمعية للمواد الغذائية مخصص لموظفي الجمعية الـ 150، ومعظمهم من النساء اللواتي يعانين أوضاعاً اجتماعية صعبة، علماً أن البيع سيكون بسعر الكلفة، في تحدٍّ لارتفاع أسعار السلع الغذائية في الأسواق. أما المبادرة الثانية فهي تحت عنوان "زيد من مونتك ع مونتنا لندعم أهل مدينتنا"، وتعتمد على تبرعات عينية من مواد غذائية لتوضيبها وتوزيعها على العائلات المحتاجة. في هذا السياق، تقول مديرة الجمعية مي حاسبيني لـ "العربي الجديد": تضم الجمعية موظفين من أصحاب الدخل المحدود. وبسبب الضائقة المادية وغلاء الأسعار وجشع بعض التجار وزيادة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ولدت الفكرة خصوصاً أننا على علاقة بتجار الجملة والموردين. وتم شراء المواد الغذائية المطلوبة بسعر الجملة وبيعها بسعر الكلفة، شعوراً منّا بالأوضاع الصعبة، ما يستلزم مد يد العون لبعضنا بعضاً، وأن نتكافل ونتكاتف حتى انتهاء هذه الأزمة، وسنوفر يومياً ما يلزم هذه العائلات لحمايتها من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار".
تضيف حاسبيني: "هذه المبادرة هي لموظفي الجمعية فقط. ونحن لسنا بوارد منافسة التجار أو أخذ دور أحد". أما المبادرة الثانية، فهي جمع تبرعات مادية أو عينية ومواد غذائية وتوضيبها داخل الجمعية وتوزيعها على المحتاجين، خصوصاً المسنين الذين ليس لهم أي معيل. كما أن هناك فريقاً من الجمعية سيزور المسنين في بيوتهم أسبوعياً للاهتمام بنظافة بيوتهم، خصوصاً أنهم يعيشون بمفردهم وليس لديهم القدرة على دفع أتعاب عاملات تنظيف. كذلك، سيتم إرسال طبيب وممرضة للاهتمام بحالتهم الصحيّة بشكل دوري وإعطائهم العلاج اللازم.
وتحت شعار "ما قادر تطعمي عيلتك؟ المستشار بيوصلّك ع بيتك"، عمد مطعم "المستشار" في صيدا (جنوب لبنان) إلى إطلاق مبادرة إنسانية دعماً للأسر الفقيرة والعائلات المتعففة العزيزة النفس، تقضي بتوصيل الطعام إلى أي محتاج بمجرد طلب رقم هاتف المطعم. ويعمل موظفو المطعم يومياً على تأمين الوجبات الساخنة وتوصيلها إلى بيوت المحتاجين من أبناء المدينة.
ويقول صاحب المطعم، سامي البقاعي، إن هذه المبادرة تأتي في ظل الظروف الاستثنائية والصعبة التي تمر بها البلاد، خصوصاً أن العديد من العائلات لا تجد ما تسد به رمق أولادها. لهذا، فإن من واجبنا أن نساعد بما نقدر عليه، وهذا هو الوقت الذي يمكن لأي شخص أن يساهم في مساعدة الآخرين، خصوصاً أن هناك أشخاصا لا يملكون ثمن إطعام أولادهم، ما أدّى إلى زيادة حالات الانتحار مؤخراً.
الفنانة التشكيلية التونسية فاطمة سامي، التي تحمل الجنسية اللبنانية وتملك محترفاً للرسم ومعهداً لتعليم الرسم، أطلقت مبادرة في محترفها تحت شعار "كلنا إيد وحدة، مش بس اليوم، بكرا وبعده، بس ما تنتحر نحنا حدك". وتقول: "في هذه الأوضاع الصعبة، هناك أناس تشعر بأنها غير قادرة على شراء قوت يومها. أردنا أن نقول لهم إننا موجودون إلى جانبكم وسنتقاسم معكم كسرة الخبز. لذلك، كانت هذه المبادرة وتوجهنا إلى كل من يستطيع المساعدة بتقديم أي صنف من المواد الغذائية أو من الملابس، سيتم تجميعها في المحترف، ليقوم طلاب المحترف والمتطوعون بتوضيبها وتوزيعها على كل محتاج، كي لا نترك أحدا يشعر بالجوع.
وحتى محال الحلويات شاركت في المبادرات الإنسانية، وأعلنت حلويات "الجندولين" في المدينة على مواقع التواصل الاجتماعي: "أوعك تفكر تنهي حياتك كرمال لقمة عيشك، إذا ما معك تطعمي أولادك شرّف لعنا بكرا لتاكلوا كنافة، نحنا لبعض على الحلوة والمرة". كما بادر أحد المقاهي في المدينة إلى وضع إعلان على واجهته: "إذا كنت لا تملك ثمن فنجان قهوة، بدون إحراج تفضل وقهوتك علينا".
وفي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الواقع في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بادر بعض التجار إلى بيع الخبز بسعر الكلفة من دون أي ربح، وحتى بنصف ثمنه أحياناً. كما أطلق ناشطون في المخيم مبادرة لتوزيع الخبز مجاناً داخل المخيم، وتم التنسيق مع جمعية "نور اليقين" لتأمين التمويل لشراء الخبز من أشخاص مقتدرين مادياً، على أن يتم توزيع الخبز بطريقة عادلة مع مراعاة الحالات الاجتماعية في المخيم. ويقول الناشط موسى قاسم: "بعد مبادرة توزيع الخبز، سنقوم بمبادرات عدّة بالتنسيق مع تجار المخيم ولجان الأحياء كي نساعد قدر المستطاع أبناء الشعب الفلسطيني في ظل هذه الظروف الصعبة".