مباراة بايرن ويوفنتوس..هل هي من أفضل كلاسيكيات غوارديولا الكروية؟

25 فبراير 2016
(تغييرات أليغري قلبت المباراة.. العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -


"هذه الليلة من أجمل الأحداث التي مرّت أمامي كمدرب، لقد لعبنا 90 دقيقة رائعة وليس فقط 60، كنا الأجدر بالفوز، لكن هذه هي كرة القدم، وعلينا تقبل كافة النتائج في النهاية"، هكذا تحدث المدرب الكتالوني بيب غوارديولا بعد قمة تورينو، بين يوفنتوس صاحب الأرض وضيفه بايرن ميونخ، في واحدة من أجمل قمم الشامبيونزليغ هذا الموسم.

وأكمل الفيلسوف حديثه قائلا: "من المستحيل تقديم مباراة متكاملة في كل تفاصيلها وأنت تواجه فريقا بقيمة وحجم يوفنتوس، يضم لاعبين مثل بوغبا، ماندزوكيتش، بونوتشي، وموراتا، لذلك لم أصل إلى هنا وأنا أفكر في الفوز بنتيجة 7-0، هذا أمر غير منطقي، وفريقي جعلني سعيدا رغم التعادل"، ليخوض "الميستر تاكتيك" حربا إعلامية من نوع آخر مع الحاضرين في المؤتمر الصحافي، ويتم طرح أكثر من سؤال مع علامات استفهام بالجملة، هل فعلا قدم بايرن ميونخ مباراة كبيرة أمام يوفنتوس؟ ولماذا لم يحقق الفوز في النهاية رغم البداية الرائعة!؟


اللعنة على التقاليد
في إيطاليا، كل شيء مرهون بالجانب البدني واللياقي، لكنني لا أضع أي اعتبار لهذا الجانب، يقتبس بيب بعضا من أفكار الإيطالي المجدف، أريغو ساكي، عندما قال في حوار سابق مع فيفا "كرة القدم الإيطالية هي كرة الخوف، نهاجم بلاعبين وندافع بعشرة، الشبّان يبقون على مقاعد البدلاء، والناس لا تأتي إلى الملاعب"، لذلك العقلية هي الأهم في النهاية، لأن الفريق الكبير يترجم بالقدم، لكنه يفكر بالعقل قبل أي خطوة.

لذلك لم يكن أبدا مقياس تألق غوارديولا وفريقه بالهجوم أمام يوفنتوس، حتى مع الغيابات الكبيرة، وإذا كانت المباراة على ملعب السيدة العجوز، لأن هذا الأمر منطقي وطبيعي بالنسبة للبافاري مع المدرب الكتالوني. ومع النتيجة الإيجابية في الذهاب، لن يدافع بايرن على أرضه، بل سيهاجم، ويهاجم، ويهاجم!

إذن الهجوم في حد ذاته وصناعة الفرص مع تسجيل هدفين، أمور لم تكن هي الأساس في تقييم المباراة، لكن يجب الأخذ في الاعتبار مركز وأداء فيدال خلال المواجهة. المدرب يجب أن يُطور من أداء لاعبيه، يأخذهم مميزين ويجعلهم أميز، هذه هي وظيفة التكتيكي في المقام الأول. والنجم اللاتيني أدى مباراة في القمة، رغم أنه لعب في مركز جديد نوعا ما، وهذا الأمر يُحسب له، ولمدربه بكل تأكيد.


ثلاثية الدفاع
لعب البايرن بدون بواتينغ، خافي مارتينيز، وترك المهدي بنعطية على الدكة، ومع توقع الكل بأن تشابي ألونسو سيكون أساسيا، اختار بيب أرتورو فيدال في خانة المدافع الثالث، لتطبيق استراتيجية الـBack Three أثناء الهجوم، لتكون هذه الخطوة هي المفاجأة الأولى خلال المباراة.

يدخل ثنائي الأظهرة في الغالب إلى العمق، لام وبرنات على مقربة من تياغو ألكانترا، مع عودة فيدال إلى الخلف بين ألابا وكيميتش. هنا تصبح الخطة أقرب إلى 3-3-4، بالاعتماد هجوميا على روبين وكوستا في الأطراف، وليفا مع مولر في العمق. بينما في الدفاع يصعد التشيلي إلى الأمام بجوار تياغو، ويعود الدفاع إلى وضعه الأصلي، رباعيا صريحا أمام نوير، في رسم قريب من 4-3-3.

اختيار فيدال على حساب ألونسو كان أمرا مميزا، لأن الأول يتفوق في السرعة وقوة الارتداد، بالتالي يستطيع التحول بسهولة بين الدفاع والوسط، ومع قوته في افتكاك وقطع الكرات، سهل المهمة كثيرا أمام زملائه في المنتصف، لتوزيع الكرات إلى الأطراف، وصناعة أكبر قدر ممكن من الفرص.


أرقام لا أكثر أو أقل
الخطط في بعض المباريات مجرد أرقام توضع فقط على الورق، لذلك استخدم البايرن أكثر من تقليد من أجل التعامل مع يوفنتوس، لذلك صعد لام كثيرا إلى الأمام لمقابلة بول بوغبا من البداية، والحد من خطورته في نصف ملعب فريقه، مع تأخر روبين قليلا في الخلف للتغطية أمام تقدمات إيفرا، وعودة برنات إلى الدفاع كقلب ثالث صريح في حالة تقدم فيدال إلى منطقة الارتكاز.

يضم دفاع يوفنتوس أسماء مميزة، خصوصا بونوتشي، لكن أطرافه بطيئة بعض الشيء، ومع وجود أجنحة تتقدم بين الوسط والرواق كبوغبا وكوادرادو، ضرب بايرن هذه المنطقة بذكاء على الطرف، من خلال تقدم الظهير الحر من الخلف إلى الأمام، عن طريق تحرك ألابا بالكرة إلى اليسار، وثبات كوستا على الخط الجانبي، مع تحركات تياغو المستمرة بين الخطوط.

وجود ألابا، تياغو، كوستا على جانب واحد، جعل برنات الظهير الأيسر في موقع أفضل للانطلاق تجاه حافة منطقة جزاء اليوفي، مما جعل البافاري أخطر كثيرا خلال أول 60 دقيقة، حتى هدف ديبالا الأول، الموقف الذي قلب المباراة رأسا على عقب.


الإجابة عن السؤال
يُقال إن خروج ماركيزيو ودخول هيرنانيز كان اضطراريا في اليوفي، لكن ربما تكون هذه الصدفة أفضل من عشرات القرارات الاختيارية، لأن دخول البرازيلي أعطى ثقلا حقيقيا لأصحاب الأرض في عملية تمرير الكرات في العمق، مما جعل هناك تنوعا حقيقيا وقدرة أكبر على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، عن طريق الثنائي بوغبا وهيرنانيز.

بالتالي، نستطيع التأكيد على قوة دكة يوفنتوس ونجاعة تغييرات أليجري، ستوراو ثم موراتا، ثنائي جلب هدف التعادل بنجاح، بينما دخول بنعطية قلل من كفاءة المنظومة الغوارديولية، بسبب ضعف الاتصال بينه وبين فيدال، مما جعل عمق دفاعات بايرن مكشوفا أمام هجوم الفريق الإيطالي.

أجبرت قوة الدفع اليوفنتينية دفاعات بايرن على التراجع، مما جعل لام بالأخص يعود كثيرا إلى الخلف، فزادت الفراغات بين الوسط والدفاع، مما جعل هجوم يوفي أفضل وأسرع وأنجع في الأمتار الأخيرة، لذلك كانت آخر نصف ساعة إيطالية 100%، مما جعل التعادل نتيجة مقبولة، ليست عادلة بالنسبة للبايرن كمجمل، لكنها أيضا ليست سيئة للجانبين.

وبالتالي، نتيجة التأخر في الضغط على هجمات يوفنتوس، وبسبب البطء الشديد في التحضير خلال الدقائق الأخيرة، بسبب ضعف الاتصال بين دفاع بايرن وبقية خطوطه، لم تكن هذه المباراة هي الأجمل لغوارديولا، ومن الصعب أيضا تصنيفها كأحد كلاسيكيات الفيلسوف، إلا إذا كان عمر المواجهة 60 دقيقة فقط! في انتظار إياب ناري بين الثنائي الرائع.

اقرأ أيضاً :يوفنتوس يتفادى الهزيمة أمام بايرن في قمة مثيرة

المساهمون