اكتسبت المجازر المستمرة في أفريقيا الوسطى، شكلاً جديداً، مع مغادرة نحو 3000 من مسلمي البلاد عاصمة افريقيا الوسطى بانغي، متوجهين الى تشاد المجاورة، هرباً من أعمال القتل والعنف التي ترتكبها ميليشيا "أنتي-بلاكا" باسم المسيحية.
وكانت القرى والبلدات المسلمة حول بانغي، وضمن دائرة قطرها حوالى 300 كيلومتر، قد هجرها أهلها. ويُعتقد أن معظمهم غادروا إلى تشاد المجاورة، حيث بلغ عدد المسلمين الذين لجأوا إليها 60 ألف مسلم، نصفهم أجلاهم الجيش التشادي. وقالت وكالة "رويترز" إن مسلحين من عصابات "انتي بلاكا" هاجموا، أمس الخميس، قافلة المسلمين المهجّرين، وبينهم أطفال ونساء كانوا في طريقهم إلى الحدود التشادية، هرباً من العنف. ووسط استمرار المجازر بحق مسلمي هذا البلد، قررت اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، في اجتماعها الطارئ في جدة، إيفاد لجنة رفيعة المستوى إلى بانغي، "للتضامن مع مسلمي أفريقيا الوسطى".
في المقابل، اقترح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي بـ3000 عنصر إضافي لإنهاء الأحداث الدامية في أفريقيا الوسطى. ولم تفلح القوات الفرنسية، التي نشرت حوالى 1600 جندي منذ بداية الأزمة، ولا القوات الأفريقية، البالغ عديدها حوالى 6000، في منع اندلاع الاشتباكات في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة، التي أدت إلى مقتل الآلاف منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.